وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الأربعاء، أمرًا ملكيًا بإعفاء إبراهيم العساف من منصب وزير الخارجية، وتعيين الأمير فيصل بن فرحان خلفًا له.
قال الدكتور سعد بن عمر مدير مركز القرن العربي للدراسات بالمملكة العربية السعودية لـ"سبوتنيك"، إن ثقل المملكة العربية السعودية الإقليمي والدولي والمرحلة التي تعيشها حاليا تتطلب وزير خارجية به المواصفات الموجودة في الأمير فيصل بن فرحان، لأنه شاب متوقد ونشيط ولديه إلمام كبير وخبرة في العلاقات الدولية بصفته كان مستشارا في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن وأيضا سفير في ألمانيا، كما أنه يجيد أكثر من لغة أجنبية.
وأضاف بن عمر، تلك الصفات السابقة تدفع المملكة إلى اختيار مثل هؤلاء الشباب لتمثيلها في المحافل الدولية، بالإضافة إلى وزير الدولة والذي يكاد يكون وزير خارجية في نفس الوقت، وأتى الأمير فيصل كوزير خارجية للملكة بعد الوزير السابق إبراهيم العساف والخبير في السياسة المالية بالدرجة الأولى والخارجية في المرحلة الثانية، إلا أن السن المتقدم للوزير العساف أجبر المملكة على اختيار شاب يكون تمثيله للمملكة على أفضل ما يرام.
وأوضح مدير مركز القرن العربي للدراسات، أن الأمير فيصل بن فرحان ليس من أصحاب السمو الملكي، وهو ما يدحض أي تفسيرات خارجية حول صراع "أجنحة" أو من هذا القبيل، إنما جاء الاختيار من باب الكفاءة في المقام الأول.
المثالية والواقعية
وحول تشابه عملية الاختيار مع المرحلة التي كان يقود الخارجية السعودية فيها الأمير سعود الفيصل قال بن عمر:
إن مرحلة الأمير سعود الفيصل مرحلة مختلفة جدا عن مرحلتنا الراهنة، فمرحلة الأمير سعود الفيصل يمكن أن نقول أن المملكة كانت تتبع وقتها السياسة "المثالية" في العلاقات الدولية، أما الآن فنتبع سياسة "الواقعية" في علاقاتنا الدولية وهى التي تقود المملكة الآن إلى رؤية 2030.
وأكد بن عمر، أن الفرق كبير جدا بين المثالية والواقعية، فالمثالية في العلاقات الدولية تعني أننا مع هذا الطرف أو ذاك أصاب أم أخطأ، أما الواقعية فتعني أنه في حالة خطأ من جانب إحدى الدول فلا تحاسب تلك الدولة إلا بقدر ما تقدمه لنا من مصلحة مادية، لذلك اعتقد أن المملكة تعتمد بشكل كبير جدا على نظرية الواقعية في العلاقات الدولية في تلك المرحلة لتنفيذ سياستها الخارجية، مثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
لا توجد علاقة
من هو الأمير فيصل
والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود، من مواليد العام 1974، وكان يشغل منصب سفير المملكة لدى ألمانيا منذ شهر فبراير/شباط الماضي.
وغداة تعيينه سفيرا في برلين كشف الأمير السعودي أنه ولد في ألمانيا، إذ خاطب حينها متابعيه على تويتر باللغة الألمانية قائلًا: "هذه المهمة خاصة جدًا بالنسبة لي، لأن ألمانيا البلد الذي ولدت فيه".
والأمير عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية منذ أكتوبر 2017، وفي العام 2017 أيضا عُين الأمير فيصل مستشارًا في وزارة الخارجية بالمرتبة الممتازة.
وإلى جانب شغله منصب مستشار في الديوان الملكي، شغل الأمير فيصل بن فرحان منصب رئيس مجلس إدارة شركة السلام لصناعة الطيران، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".