ولم يتطرق التقرير إلى أي دولة بالاسم، ولكن "مصدرا عليما بالتحقيق" قال لـ"بي بي سي" إن التحقيق ركّز على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأسفر الهجوم الذي استهدف مركزاً لاحتجاز للمهاجرين في ضاحية تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس في يوليو/تموز هذا العام عن مقتل 53 مهاجراً وإصابة 130 آخرين.
ويعتقد أن غالبية القتلى في معتقل تاجوراء كانوا من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا ينوون الهجرة إلى أوروبا من ليبيا.
شاهدوا لحظة وقوع الصاروخ على مخيم المهاجرين في تاجوراء شرق #طرابلس#اندبندنت_عربية_تغنيك
— Independent عربية (@IndyArabia) July 6, 2019
وكان الهجوم هو الأكبر من حيث عدد الضحايا منذ بدء الحملة العسكرية التي تشنها قوات الجيش الليبي ضد حكومة الوفاق الليبية في طرابلس والتي تحظى بدعم الأمم المتحدة.
وقالت مفوضة حقوق الإنسان لدى المنظمة الدولية ميشيل باشيليه في حينه: "قد يكون هذا الهجوم، آخذين بنظر الاعتبار الظروف الدقيقة لحيثياته، يرقى إلى جريمة حرب".
وصرحت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا لـ"بي بي سي" أنها أعطت إحداثيات المركز لطرفي النزاع كي يتجنبا استهدافه.
وتقول حكومة الوفاق الوطني إن الهجوم شنته طائرة حربية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت قوات الجيش الليبي التي يقودها خليفة حفتر قد قالت في البداية إنها استهدفت هدفا مشروعا ولكنها نفت فيما بعد استهداف المركز.
وأمضت لجنة تابعة لمجلس الأمن شهورا تحقق في الهجوم بهدف تحديد الجهة المسؤولة عنه. وقالت "بي بي سي عربي"، إنها اطلعت على تقرير سري موثق عرض على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأربعاء.
قصف مخيم تاجوراء يحرك المياه الراكدة.. منظمات حقوقية تطالب قادة الاتحاد الأوروبي بالضغط على طرابلس لإغلاق مراكز الإيواء pic.twitter.com/q6zTeDpesb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 13, 2019
وجاء في التقرير إنه في وقت الهجوم، ووفقا لمصدر سري شوهد عدد لا يعرف من طائرات الهجوم الأرضي من طراز ميراج 2000-9 تستخدم قاعدتي الخادم والجفرة الجويتين.
وقالت الأمم المتحدة إنه في عام 2017 قامت دولة الإمارات ببناء قاعدة الخادم الجوية ووفرت الدعم الجوي لقوات حفتر.
وخلص التقرير إلى أنه من "المرجح جداً" أن الضربة الجوية نُفذت باستخدام صواريخ موجهة بدقة أطلقتها طائرات هجوم أرضي تملكها وتشغلها دولة عضو في الأمم المتحدة تدعم بشكل مباشر قوات خليفة حفتر. ولم يذكر التقرير اسم الدولة لأن المحققين ما زالوا يجمعون الأدلة.
وقالت "بي بي سي" إنه يتم النظر في مسؤولية دولة الإمارات عن الهجوم، وهي الدولة الوحيدة التي تواصل معها محققو الأمم المتحدة لعلاقتها بالقواعد الجوية التي أقلعت منها الطائرات التي يعتقد أنها استخدمت في الهجوم.
شهادات ناجين من قصف #مخيم_تاجوراء للاجئين قرب #العاصمة_الليبية pic.twitter.com/dNCfimxzWt
— InfoMigrants / مهاجر نيوز (@InfoMigrants_ar) July 7, 2019
وتخضع ليبيا لحظر الأسلحة منذ عام 2011. ووقعت دولة الإمارات، في آغسطس/ آب الماضي، على وثيقة تقضي بالتزامها بالحظر بجانب المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.