المعلومات التي أشارت إليها أطراف ليبية، طلبت عدم ذكر اسمها، تقول إنه من بين القرارات التي قد يخرج بها مؤتمر برلين حال انعقاده الأيام المقبلة هو فرض وقف إطلاق النار، إلى جانب بعض البنود السياسية التي من شأنها تشكيل حكومة جديدة بديلة عن حكومة السراج الحالية.
هل يقبل الجيش بوقف إطلاق النار؟
من ناحيته، قال الباحث الليبي سراج الدين التاورغي إن أغلبية دول العالم تعي أن الجيش يواجه مجموعات إرهابية في تخوم مدينة طرابلس، خاصة أن بعد ظهور فيديوهات ومجموعات وقيادات إرهابية في مدينة طرابلس، وهو ما يؤكد أن الجيش يواجه الإرهاب.
وذكر، في حديث له مع "سبوتنيك" اليوم الأحد، أنه لا يمكن لقوة أن تفرض وقف إطلاق النار في طرابلس، خاصة أن سيطرة الجيش الليبي على العاصمة ستدفع الأوضاع نحو الحلول السياسية في عموم ليبيا.
لماذا لم يتمكن الجيش من دخول العاصمة؟
وبشأن التساؤل الأبرز حول عدم قدرة الجيش الليبي على دخول العاصمة حتى اليوم منذ أن انطلقت العمليات في الرابع من إبريل/ نيسان الماضي، يقول التاورغي، إن الجيش الليبي يتحرك باحترافية عالية، وأن بعض الأسلحة محظور استخدامها في العاصمة بتعليمات من القيادة العامة، للحفاظ على أرواح المدنيين، على عكس المليشيات التي تحتمي في المدنيين، حسب وصفه.
أما بشأن مدى قدرة الجيش على حسم المعارك خلال الفترات المقبلة، أوضح التاورغي، أن الأسبوع الماضي شهد إرسال تعزيزات ضخمة إلى محاور القتال، ما يشير إلى أن الجيش اقترب من المرحلة النهائية في عملية الحسم.
هروب بعض القيادات
وبحسب التاورغي فإن بعض القيادات في صفوف قادة المعارك الدائرة بطرابلس، نقلوا عائلاتهم إلى خارج ليبيا، وبعضهم انسحب من محاور القتال وعاد إلى مدينته، ما يشير إلى تصدع وانشقاقات.
وبشأن مدى استجابة الجيش لقرار وقف إطلاق النار حال التوافق الدولي عليه خلال مؤتمر برلين المرتقب، أوضح التاورغي أن الجيش استجاب لكافة المبادرات الهادفة للاستقرار في السابق، إلا أن الطرف الأخر هو من ينقض عهده، وأن القضاء على الجماعات الإرهابية هو مطلب شعبي وبرلماني للجيش، وأن القوات المسلحة تهدف لإرساء الأمن والاستقرار، إلا أن محاربة الجماعات الإرهابية هي مطالب محلية ويتوافق عليها المجتمع الدولي أيضا.
هل من توافق غير معلن؟
من ناحيته قال النائب محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، إن عملية وقف إطلاق النار في طرابلس يتوقف على مدى قابلية الأطراف المتقاتلة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، الأحد، يرى معزب أن قرار وقف إطلاق النار سيكون من قبل قادة الميدان في الشارع حال التوافق عليه.
وأضاف "القادة في الميدان لديهم تخوفات بشأن ضمان عدم تعزيز أي طرف أخر لقواته خلال وقف عمليات النار، وأنه حال توحيد الموقف الدولي لاتخاذ قرار وقف إطلاق النار سيساهم في القبول بوقف إطلاق النار حتى اتخاذ أي خطوات سياسية".
وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قد جدد تصميم بلاده على عقد "مؤتمر برلين" حول الحرب في ليبيا في هذا العام، مؤكدا دعم بلاده لخطة الأمم المتحدة في ليبيا للوصول إلى سلام نهائي هناك، إلا أنه لم يحدد موعده حتى الآن بسبب الخلاف حول مشاركة بعض الدول في المؤتمر.
تشهد العاصمة الليبية عمليات قتالية منذ الرابع من إبريل/ نيسان، بعد عملية أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة من المليشيات الإرهابية، حسب وصفه، فيما وصفته الأطراف الأخرى في العاصمة بالاعتداء.