نشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية تقريرا بشأن إرسال وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية رسالة تحذير إلى مصر، بأنها قد تكون معرضة لفرض عقوبات عليها في حالة إبرامها اتفاقا لشراء طائرات "سو-35" الروسية.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كواليس تلك الرسالة في تقرير لها، أوضحت فيه أن بومبيو وإسبر، وجها رسالة إلى وزير الدفاع المصري، محمد أحمد زكي، قالا فيها إن إبرام تلك الصفقة قد يتسبب في فرض عقوبات على مصر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون لم يكشفوا عن هويتهم، قولهم إنه تم تحذير قائد القوات الجوية المصرية، الفريق محمد عباس من عواقب تلك الصفقة، وحث مصر على مراجعة معاملاتها العسكرية والاستخباراتية مع روسيا.
وذكرت الصحيفة أن الوزيرين قالا في التحذير المرسل إلى القاهرة، إن "صفقات أسلحة جديدة وكبيرة مع روسيا ستؤثر، على الأقل، على اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلا بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها".
Russian Expert: If US imposes sanctions on Egypt for the purchase of Su-35, it will squeeze its own throat https://t.co/KhIt9aQsoZ pic.twitter.com/osEvF1ap6X
— MbS NeWs (@MbSNewsEnglish) November 15, 2019
يذكر أن الولايات المتحدة قد حذرت من أن مصر والدول الأخرى، التي تريد شراء السلاح الروسي، يجب ألا تنسى العواقب المترتبة على تطبيق القانون الأمريكي الخاص بـ"مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات".
محاولة غير عادلة
من جانبه، أكد أندري كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) في تصريحات نشرتها وكالة "سبوتنيك" أن تهديد واشنطن لمصر بفرض عقوبات إذا قامت بشراء مقاتلات "سو-35" محاولة غير عادلة للمنافسة في سوق السلاح.
وأشار البرلماني الروسي إلى أن
الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسة العقوبات ضد البلدان التي لديها سياسة خارجية مستقلة، وهدفها من ذلك تعزيز مصالح واشنطن الاقتصادية والجيوسياسية.
من جانبه، صرح أليكسي كوندراتيف، عضو اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) لوكالة "سبوتنيك"، بأن التصريحات الأمريكية حول العقوبات المحتملة ضد مصر فيما يتعلق بقرار القاهرة شراء مقاتلات "سو-35" الروسية يتعارض مع القواعد الدولية لتجارة الأسلحة.
وأكد كوندراتيف أن واشنطن ليس لها الحق في التدخل في المعاملات التجارية، "فهذا غير مسموح به"، مشيرا إلى أن هناك منافسة عالية في سوق السلاح، والجانب الأمريكي كالعادة يحاول استخدام الضغط.
وتابع: "نحن بحاجة إلى السير في المسار الدبلوماسي، وتوسيع آفاق التعاون مع الدول الأخرى وتزويدها بأسلحتنا".
مسألة سيادية
وفي السياق، قال اللواء ناجي شهود، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى مصر، تعبر عن امتداد التعاون والتقارب العسكري والسياسي بين موسكو والقاهرة.
وأضاف الخبير العسكري المصري أن
"مسألة تحذير واشنطن من المضي قدما في صفقة سوخوي 35، ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجد، لأن هذه هي عادة واشنطن، بدليل تكرار هذه التحذيرات من جانب واشنطن، تتزامن مع استمرار مصر في تنفيذ العديد من الصفقات مع الصين وروسيا وفرنسا، لأنها مسألة سيادية".
يذكر أن صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أعلنت في 25 أبريل/نيسان من العام الجاري أن روسيا ومصر وقعتا على عقد لتزويد القاهرة بمقاتلات "سوخوي-35"، ولكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة رسميا.
ووفقا لمصادر الصحيفة، فإن مصر ستحصل على أكثر من 20 مقاتلة من طراز "سو- 35" مقابل ملياري دولار، حيث دخل العقد حيز التنفيذ، ويمكن أن تبدأ عمليات التسليم في 2020-2021.
الوعد الكاذب
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها، إن مصر لجأت إلى صفقة طائرات "سو-35"، بسبب وعود أمريكا "الكاذبة" العديدة لمصر.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول مطلع على المحادثات العسكرية الأمريكية المصرية، رفض الكشف عن هويته، قوله: "المسؤولون المصريون طالما حثوا الإدارة الأمريكية على وفاء ترامب بما سبق وتعهد به بعد لقائه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي عام 2018، بشأن منح مصر مقاتلات إف-35".
وأوضحت الصحيفة أن الطلب المصري، جاء بعد مناقشات مستمرة مع الجانب الأمريكي، رغم الرفض الأمريكي الدائم لبيع تلك المقاتلات إلى القاهرة، مضيفة "هذا ما دفع الجيش المصري لشراء تلك المقاتلات الحديثة من روسيا".
وتابع المصدر بقوله
"يبدو أن طلب مصر لشراء مقاتلات إف-35، سيظل مرفوضا، لأن تلك الطائرات محظور بيعها في الشرق الأوسط إلا لإسرائيل، حتى أن الولايات المتحدة، رفضت طلبا سابقا من الإمارات لشراء نفس المقاتلات".