وصل وزير الخارجية الجديد، وهو أمير يتمتع بخبرة دبلوماسية في الغرب، إلى مدينة ناجويا اليابانية اليوم الجمعة للاجتماع مع نظرائه في مجموعة العشرين التي تتولى السعودية رئاستها هذا العام لأول مرة في تاريخها.
وتواجه السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في وجه إيران، انتقادات غربية شديدة بسبب مقتل خاشقجي، واحتجاز نشطاء مدافعين عن حقوق المرأة ودورها في الحرب المدمرة باليمن.
ويقول دبلوماسيون إن مجموعة العشرين قد تمد يد العون للرياض في تجاوز مشاكلها وتدفعها إلى إغلاق المزيد من الملفات الشائكة مثل حرب اليمن ومقاطعة قطر.
وأشاد الملك سلمان برئاسة المملكة لمجموعة العشرين معتبرا ذلك دليلا على دورها الرئيسي في الاقتصاد العالمي.
وسوف يتسلم الأمير فيصل رئاسة المجموعة في حفل يوم السبت في ناجويا، التي يجتمع فيها وزراء خارجية مجموعة العشرين لإجراء محادثاتهم.
وكانت اليابان، التي ترأس مجموعة العشرين هذا العام، ثاني أكبر سوق للصادرات السعودية العام الماضي، بقيمة بلغت 33 مليار دولار، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
وبالإضافة إلى اعتمادها على النفط السعودي، عمقت اليابان علاقاتها مع المملكة بفضل مجموعة التكنولوجيا اليابانية سوفت بنك، والرياض داعم كبير لصندوق رؤية سوفت بنك الاستثماري الضخم التابع للمجموعة.
ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية اليابانية القول إن وزير الخارجية توشيميتسو موتيجي أبلغ الأمير فيصل بأنه سعيد بمقابلته لأول مرة وأن الجانبين يرغبان في تعزيز العلاقات.
وأشاد موتيجي بالجهد السعودي لتوطيد الاستقرار في جنوب اليمن، حيث كانت الرياض العقل المدبر وراء اتفاق لإنهاء صراع على السلطة بين الحكومة اليمنية، التي تدعمها الرياض، والانفصاليين الجنوبيين.
حملة علاقات عامة
قال الملك سلمان أيضا هذا الأسبوع إن الرياض ترغب في تسوية سياسية باليمن، الذي تخوض فيه حربا ضد الحوثيين منذ حوالي خمس سنوات أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت بأجزاء من البلاد إلى حافة المجاعة.
وقال مصدر دبلوماسي إن هناك "خفضا واضحا للتصعيد" في الصراع اليمني في الأسابيع الأخيرة. وأضاف المصدر أن الغارات الجوية السعودية التي تقتل المدنيين لن تكون "خلفية رائعة لاستضافة مجموعة العشرين" ولن تكون على نفس المسار مع رسالة الانفتاح التي ترسلها المملكة.
وقال دبلوماسيون إن السعودية تخطط لعقد أكثر من عشرة مؤتمرات قمة لمجموعة العشرين على مدار العام حول السياحة والزراعة والطاقة والبيئة والاقتصاد الرقمي.
وقال المحلل نيل بارتريك إن الاتصالات الدبلوماسية والتجارية على أعلى مستوى تشير إلى أن الرياض تخلصت بالفعل من قدر كبير من تبعات مقتل خاشقجي، لكنها لا تزال تجد صعوبة في جذب المستثمرين الأجانب.
وتسعى الرياض إلى تجميل صورتها أو تسليط الضوء على إصلاحاتها الاجتماعية منذ مقتل خاشقجي عام 2018 على أيدي عملاء سعوديين في اسطنبول.
واجتذبت عملية بيع أسهم شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط هذا الشهر وبيع سندات في وقت سابق من هذا العام، في إطار حملة لتنويع أكبر اقتصاد عربي بعيدا عن النفط، اهتماما بقطاعي الطاقة والتمويل التقليديين.
وبعد مقاطعة مؤتمر "دافوس الصحراء" السعودي عام 2018، عاد المسؤولون التنفيذيون الغربيون إلى مؤتمر 2019 الشهر الماضي. ولا علاقة لمؤتمر "دافوس الصحراء" بالمنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا.