جاء ذلك خلال اجتماع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، أمس، مع سفير الجمهورية الإيرانية محمد إيراني، الذي تم خلاله بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال السفير الإيراني لصحيفة "الراي" إن الاجتماع "تضمن مناقشة آخر المستجدات في المنطقة، إضافة لتبادل الآراء مع أصدقائنا في شأن ما يحدث في الساحتين العربية والإقليمية".
وأضاف أنه "قد أبلغ الخارجية الكويتية بأن إيران لا تريد ارتفاع وتيرة التوترات في المنطقة، ولا تريد الحرب، وتسعى لأن يعم السلام فيها"، مشيرا إلى أن ضرب إيران قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق جاء ردا على اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي طهران حق الرد.
ولفت إلى أن "إيران أعلنت أنها لن تسعى لرفع وتيرة التوترات في المنطقة"، مشددا على أن "الجيش الإيراني يحتفظ بحق الرد في حال حدوث أي اعتداء جديد على إيران من أي مكان".
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت مصادر رفيعة المستوى إنه جرى رفع حالة الاستعداد في الجيش الكويتي والحرس الوطني إلى حالة (3) وهي الاستنفار والاستعداد الكامل للقوات.
وذكرت المصادر لصحيفة "الأنباء" أن الجهات العسكرية والأمنية وجهات أخرى تتأهب بكل قواتها للانتشار في جميع المواقع الحيوية والمنشآت المهمة بالبلاد، وذلك للحفاظ على أمن وأمان واستقرار الوطن بعد تزايد وتيرة الأحداث بالعراق وتبادل القصف بين إيران والقوات الأمريكية.
وأضافت المصادر أن هناك عملية رصد ومراقبة من قبل القطاعات الأمنية والعسكرية على مدار الساعة ورفع جاهزية جميع الأجهزة المعنية حول المنشآت المهمة والحيوية بالبلاد، مشيرة إلى تشديد المراقبة على الحدود البرية والبحرية والجوية، وذلك لتأمينها من أي اعتداءات قد تتعرض لها نظرا للأحداث الجارية بالمنطقة.
وكشفت المصادر عن أن وزارة الداخلية أصدرت توجيهاتها وتعليماتها إلى جميع القطاعات الأمنية الميدانية والإدارية والتخصصية، بالحجز الكلي ورفع حالة الاستعداد الأمني في أمن الحدود والسواحل والجهات المختصة الداخلية والخارجية والأمن الجنائي والأمن العام والعمليات والمرور والنجدة والأمن الخاص.
وتصاعدت التوترات في المنطقة، إذ أعلن الحرس الثوري الإيراني، فجر الأربعاء الثامن من يناير/ كانون الثاني 2020، قصف قاعدة "عين الأسد" العسكرية في العراق، التي تستضيف قوات أمريكية، بالصواريخ الباليستية، "انتقاما" لمقتل قائد الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أطلقت ستة صواريخ على قوات أمريكية وقوات التحالف الدولي في القاعدة ذاتها.
وكان قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، قد قال أمس إن "قواعد أمريكا العسكرية في التاجي وعين الأسد في العراق وعلي السالم في الكويت وقاعدة في الأردن شاركت في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني".
ولكن مصدرا كويتيا رفيعا نفى ذلك، وقال لصحيفة "القبس" الكويتية إن "هذه الادعاءات غير صحيحة على الإطلاق وقد سبق للكويت أن أكدت ذلك في بيان سابق".
وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي نفت أيضا أي مشاركة من قاعدة على أرضها في اغتيال سليماني.