كما تشهد الفترة تكرار ظاهرة دخول العشرات من الموظفين والموظفات في عطلة غير معلنة والتغيب عن العمل، من أجل الشروع في عملية مبكرة لجني الزيتون.
ويتعمد الكثير من الموظفين والعمال التغيب عن عملهم خلال هذه الأيام لمرافقة أبنائهم إلى حقول الزيتون، تزامنا مع حلول العطلة المدرسية لجمع الزيتون قبل حلول الأمطار الغزيرة والثلوج.
ظروف الحياة الصعبة وقساوتها لبعض الأطفال حتمت عليهم العمل بحقول الزيتون لمساعدة عائلتهم ماديا ما يحرمهم من الحصول على وقت للراحة كغيرهم من اقرأنهم، اذ لا يعود لديهم متسع من الوقت للعب مع الأصدقاء أو القيام بنشاطات ترفيهية خلال العطلة الشتوية .
1000 دينار أجرة يومية للأطفال
تضطر الطفلة "ك،ص"، نهاية كل أسبوع، منذ انطلاق عملية جمع الزيتون، إلى مرافقة إحدى العائلات لجمع الزيتون بالحقول، مقابل أجرة يومية تقدر بـ 1000 دينار، وذلك لمساعدة والدتها المطلقة والمريضة، وقررت هي الأخرى الدخول فى العطلة الشتوية قبل الأوان مباشرة بعد الانتهاء من اختبارات الفصل الأول لكسب المصروف بجمع الزيتون لدفع ثمن الدروس الخصوصية.
عادة في حالة تكاثر الأمطار والثلوج والرياح، فإن حبات الزيتون تتساقط لوحدها، وكثيرا ما نرى النساء والأطفال والرجال يجمعون الزيتون من تحت الأشجار وهم يلبسون الملابس الواقية من البلل، وعندما يصحوالجو يتبقى القليل من الزيتون في الأغصان ويقومون بجنيها، وحتى الطبيعة تساعد الفلاح الذي يجني خيراته بوسائل بدائية، رغم أنه في الدول المتقدمة يستعملون آلات خاصة للجني وتجفيف الاغصان أوتوماتيكيا، وتجني الزيتون أيضا في نفس الوقت.