تأتي المبادرة المغربية تأكيدا على التعايش بين المسلمين واليهود في المغرب، حيث تم افتتاح البيت بعبارة "سلام لكولام، شالوم عليكم" وهي مزيج من اللغتين العربية والعبرية، كتعبير عن الاندماج بين اليهود والمسلمين في مدينة الصويرة جنوب المغرب.
وبحسب صاحب المبادرة، أندريه أزولاي، فإن هذه الدار لها قيمة إنسانية كبيرة فهي "تشهد على فترة عاش فيها الإسلام واليهودية في ظل تقارب وانسجام استثنائيين".
وأضاف أزولاي "أردنا أن نستنطق تراثنا ونحمي ما كان يمثل مظاهر فن العيش المشترك في إطار الاحترام المتبادل"، وعبر أزولاي في تصريحه عن أمله بأن "يشكل هذا التاريخ رافعة للمستقبل".
ويعرض "بيت الذاكرة" وثائق يهودية قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل مائة عام، بالإضافة إلى وثائق عن حياه أشهر الشخصيات التي عاشت في المنطقة، كأول يهودي تم انتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي، يولي ليفي (1810 -1886)، بالإضافة إلى لوحة لأسماء اليهود في المدينة الذين عملوا كمستشارين لدى الملك المغربي.
ويقع الدير في المرمم وهو دار عتيقة في "الملاح" في منطقة مطله على المحيط الأطلسي في الصويرة، وقد سكن الدار عائلة يهودية ثرية وقامت بإنشاء كنيس صغير داخل الدار، يمكن الوصول إليه من خلال أزقة ضيقة عبر المدينة، بحسب "هسبريس".
ويوجد في الدار البيضاء متحفا خاصا بالثقافة اليهودية المغربية، ويعد فريدا من نوعه في العالم العربي. كما هناك متحف للذاكرة اليهودية حاليا قيد البناء في مدينة فاس (وسط)، ويزور المغرب سنويا الآلاف من اليهود ذوي الأصول المغربية للاحتفال بأعياد دينية أو زيارة أضرحة مراجع دينية محلية، مثل موسم "هيلولة" الذي يحتفي بالحبر حاييم بينتو المزداد في الصويرة.