بحسب خبراء، فإن بعض الخلايا النائمة في الجزائر والتي تنتمي لتنظيمات إرهابية كانت متواجدة في الجزائر بشكل قوي، عادت للنشاط إلا أنها لا تمثل خطورة على الجزائر بشكل كبير.
بيان وزارة الدفاع الجزائرية أعلن قيام انتحاري على متن مركبة رباعية الدفع مفخخة استهدفت مفرزة للجيش، وذلك صباح أمس الأحد، بمنطقة تيماوين الحدودية بالناحية العسكرية السادسة.
مجموعات وخلايا نائمة
من ناحيته قال سمير بيطاش المحلل السياسي الجزائري، إن هناك مجموعات وخلايا على الحدود الجزائرية، وفي بعض المدن.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخلايا النائمة ترتبط بالمجموعات النشطة في دول الجوار، وأن إحدى هذه المجموعات أعلنت انتماءها لتنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، خلال الفترات الماضية، وأن الجيش الجزائري قضى على العديد من هذه الخلايا السنة الماضية.
وأكد أن تشديد الجيش الجزائري الخناق على الجماعات الإرهابية وسيطرته على التراب الجزائري دفع الجماعات لتنفيذ مثل هذه العملية لفك الحزام الأمني الذي يفرضه الجيش.
وأشار إلى ان هناك بقايا من جماعات الإرهاب التي تواجدت في العشرية السوداء في الجزائر، تنشط بين الحين والآخر.
وأكد أن الجيش فكك العديد من الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية وهي تعتبر جماعات دعم وإسناد وأن الجيش كشف العديد من هذه العناصر في العديد من المدن الجزائرية.
في ذات الإطار قال اللواء عبد العزيز مجاهد، أن بقايا التنظيمات الإرهابية المتواجدة تحمل ذات الأفكار.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الاثنين، أن الخلايا النائمة تنشط بنشاط الجماعات الأخرى المتواجدة بشكل منظم أكثر في دول الجنوب.
وشدد على أن هذه الخلايا تستمد نشاطها من الحاصل في دول الجوار، إلا أنها غير قادرة على أن تمثل خطورة على الجزائر.
وبحسب الخبراء، فإن العناصر الإرهابية هي بقايا عدة تنظيمات سابقا منها:
تنظيم القاعدة
تنظيم القاعدة في دول المغرب الكبير هو امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي انشقت عن الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة عام 1997 بزعامة حسان حطاب، وجاء هذا الانشقاق اعتراضا على استهدافها للمدنيين، فيما تركزت أعمال الجماعة السلفية في البداية على المواقع العسكرية، ولكن منذ عام 2003 وفى أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب إلى جانب ضرب المواقع العسكرية، واتخذت أعمالها أبعادا إقليمية بعد أن أصبح عناصرها يجوبون في الصحراء الكبرى.
وأعلنت، في يناير/كانون الثاني 2007، انضمامها إلى تنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
المرابطون
نشر التنظيم، في وقت سابق، بيانين أعلنت فيهما رسميا مبايعة تنظيم داعش الإرهابي " المحظور في روسيا"، وتعيين أبو الوليد الصحراوي على رأس التنظيم الجديد، وذلك بعد تداول أنباء عن مقتل مختار بلمختار لم تؤكد، وانضمام كتيبة "الملثمون" وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي يقودها حمادة ولد محمد الخيري "أبو قمقم" - موريتاني الجنسية - ليصبح تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى.
جماعة جند الخلافة
ظهرت الجماعة في 2014، بعد إعلانها خطف مواطن فرنسي في 22 سبتمبر / أيلول2014. وأعلنت مبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية" قبل أيام.
تنظم الصحراء الكبرى
ظهر التنظيم بشكله الحالي في عام 2015، إثر اندماج عدة جماعات إرهابية سابقة، يقودها عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو مواليد عام 1973م في لايون، وهو إرهابي جزائري.
وظهر أبو الوليد الصحراوي للمرة الأولى في عام 2011، وأسس ما يعرف بجماعة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا.
وفى 15 مايو/أيار 2015، نشر تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا)، تسجيلا صوتيا لأبى الوليد الصحراوي، بايع فيه البغدادي.
في أغسطس/آب 2018، وضع مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية، بشكل منفصل، أبو الوليد على قائمة الشخصيات الإرهابية الأكثر خطورة.
في يونيو/حزيران 2019، كشفت تقارير استخباراتية عن إعلان "البغدادي" تعيين "أبو وليد الصحراوي" ليكون مسؤولا عن فرع التنظيم في أفريقيا.
ويضم تنظيم الصحراء الكبرى العديد من الجماعات الإرهابية في العديد من دول المغرب العربي وفي وسط الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد وفي شمال نيجيريا وبوركينا فاسو وبنين.
وتمثل الصحراء الكبرى مجالا واسعا للجماعات الإرهابية هناك بسبب اتساع رقعتها البالغة 9 ملايين كيلومتر مربع، وحدودها الواسعة التي يطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية، وهو ما يسهل من عمليات الإمداد والتجنيد.
عمليات الجيش
في يونيو الماضي 2019، تمكن الجيش الجزائري، من الكشف عن مخابئ لجماعات إرهابية تحوي أسلحة خطيرة في ولاية سيدي بلعباس غرب الجزائر.
واستعمل الجيش الجزائري في الآونة الأخيرة وللمرة الأولى طائرات بدون طيار جزائرية الصنع لتدمير مخابئ الإرهابيين في الجبال بدقة ولحماية الحدود، بحسب بيانات رسمية سابقة لوزارة الدفاع الجزائرية.
وعرفت الجزائر بداية العمل المسلح بعد إلغاء انتخابات 91-92 والتي أفرزت آنذاك عن فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بعدها دخلت البلاد في دوامة عنف لم تشهدها من قبل، حيث أدى الانسداد الحاصل وقتها إلى تبني خيار العمل المسلح، والذي قادته آنذاك الجماعة الإسلامية المسلحة التي نُسبت إليها العديد من المذابح والمجازر.