ويرى مراقبون أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة إن لم يتم الضغط على كل الأطراف للوصول إلى رؤية مشتركة وبالتالي إمكانية التفاوض الشامل مع الحوثيين .. فيما يرى آخرون أن تعدد الولاءات في الجنوب قد يحول دون ذلك وأن الفوضى قادمة.
تجاوز غير مقبول
قال السفير قاسم عسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن لـ"سبوتنيك"، لن نقبل بأي تجاوزات تمس كرامة وشعب الجنوب، وعقدت القيادة السياسية والعسكرية اليوم اجتماعا موسعا شاركت فيه مختلف الهيئات للوقوف أما تلك المستجدات وتم تدارسها واتخاذ الإجراءات والتدابير لمعالجة هذا الأمر.
ووجه عسكر نداء إلى دول التحالف العربي بألا تخسر شعب الجنوب بمثل تلك الإجراءات، فقد قدم الجنوبيون تضحيات غالية وحقق الانتصارات في الوقت الذي وقفت الشرعية موقفا مخزيا ولم تحقق أي انتصارات خلال السنوات الخمس في مختلف الجبهات، ونعتقد أن هذا التصرف لم يكن محسوبا ونأمل من القيادة في السعودية أن تعيد النظر في تلك الإجراءات والتطورات.
تدابير وإجراءات
وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إلى أنه من بين التدابير والإجراءات التي سيتم اتخاذها على الأرض، التواصل المباشر مع قيادة المملكة العربية السعودية التي ترأس دول التحالف العربي، ومع قيادة التحالف الموجودة في عدن، وإجراءات أخرى ستعلن في وقتها ولن نسمح بأي تجاوزات تمس كرامة وشعب الجنوب، ونذكر الإخوة في الخليج بأنهم كانوا بجوار شعب الجنوب في العام 1994، وكان بيان مدينة أبها واضح و يتطابق مع القرارات الدولية 924،934 الصادرة عن مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالحوار بين طرفي النزاع في اليمن"الجنوب واليمن العربية"، ونعتقد أننا سوف نتجاوز تلك الأزمة خلال الفترة القريبة القادمة.
الخيارات مفتوحة
وأضاف عسكر، إن توقيت القرار ربما جاء نتيجة تعنت ما يسمى الشرعية التي أصبحت مظلة للقوى الخارجة عن القوانين الدولية، وعدم التزامها بتنفيذ اتفاق الرياض، وربما كانت تصريحات وفد مفاوضات الجنوب بأن إتفاق الرياض ليس به الآن ما يبشر بخير وهو الذي ترعاه السعودية، وقد يكون قرار المنع جاء نتيجة لاستعداد المملكة القادم لتمديد الاتفاق، وأيضا ربما يكون ذلك حرصا منها على ألا ينزلق الوضع إلى ما هو أسوأ.
صراعات الشرعية
من جانبه قال نزار هيثم المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي لـ"سبوتنيك"، إن قرار منع دخول أعضاء وفد الانتقالي إلى عدن يأتي في ظل وجود صراعات داخل أطراف الشرعية ذاتها وهى ضد مشروع التحالف العربي وعلى رأس تلك الأطراف وزير النقل طارق الجبواني.
وأضاف هيثم، بحكم أن الجبواني مازال وزيرا للنقل قام بوضع بعض أسماء الجنوبيين بقوائم المنع من دخول عدن وبالتالي يتم اعتماد ذلك من الشرعية، وتفاجأ القيادات حال عودتهم بهذا الأمر، وهذا يتحمله التحالف العربي بكل تأكيد لأنه من أعطى لهم هذا المجال.
وقال هيثم في تصريح سابق، فيما كان رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق المجلس الانتقالي الجنوبي في اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض د. ناصر الخبجي، والأستاذ عبدالرحمن شيخ، والأستاذ أنيس الشرفي، وكذلك مدير أمن العاصمة عدن اللواء شلال علي شائع والناشط الإعلامي، ورئيس تحرير صحيفة عدن 24، الأستاذ مختار اليافعي، عائدون إلى أرض الوطن لممارسة مهامهم الوطنية من داخل الوطن، فوجئوا بإقدام جهات الاختصاص في مطار الملكة علياء الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على إبلاغهم بأن قيادة التحالف العربي رفضت منح الطائرة التي سوف تقلهم إلى العاصمة عدن تصريح، مؤكدة بأن هناك تعميم من قبل التحالف العربي يتضمن قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ومدير أمن العاصمة عدن لمنعهم من السفر إلى العاصمة عدن.
وإذ نؤكد إن رئاسة المجلس الانتقالي ولجانه التزمت في اتخاذ منهج التعاون البنّاء تجاه تنفيذ اتفاق الرياض بالرغم من تقاعس الطرف الآخر في تنفيذ التزاماته متجاوزاً كافة الفترات الزمنية المحددة للمحاور.
بيان الانتقالي
ترأس اللواء أحمد سعيد بن بريك، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، اليوم السبت، اجتماعاً طارئاً لهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي،
وقال بيان صادر عن اجتماع للمجلس الانتقالي اليوم السبت تلقت "سبوتنيك" نسخة منه ، إن الاجتماع وقف بإسهاب أمام مايشاع من محاولات تشكيل قوات بديلة غير نظامية لاتنتمي للمؤسسة الأمنية، وإحلالها محل القوات الجنوبية المنضوية تحت إدارة أمن العاصمة عدن، حيث أكد المجتمعون رفضهم المطلق لتلك المحاولات ووقوفهم الدائم إلى جانب كافة القوات التي ساهمت بتحرير العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من الاحتلال الحوثين.
كما أبدى الحاضرون امتعاضهم واستيائهم الشديدين بشأن منع قيادات الوفد المفاوض للمجلس الانتقالي من العودة إلى وطنهم، مطالبين قيادة التحالف العربي بتبرير تلك التصرفات غير المنطقية مع حليفهم الصادق، على الرغم من موقف المجلس المؤيد لاتفاق الرياض وتعاطيه الإيجابي مع تنفيذ كافة بنوده، واستمرار خذلان الشرعية الواضح لقيادة التحالف سياسيًا وعسكريًا ورفضها تنفيذ بنود الاتفاق.
وقال بيان للخارجية السعودية في وقت سابق "إن الوزارة تعبّر عن حرص حكومة المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن الشقيق، وسعيها لتنفيذ "اتفاق الرياض" تحقيقاً لغاياته وأهدافه والتي يأتي على رأس أولوياتها تأمين العيش الكريم بأمان واستقرار الشعب اليمني، ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتعمل المملكة انطلاقاً من ذلك على انشاء مشاريع تنموية مختلفة وإنهاء مشاريع قيد الإنشاء في جميع المحافظات ، امتداداً للدعم الذي لم تتوانى المملكة في تقديمه واستمراراً للعناية بالشعب اليمني الشقيق.
وتدعو المملكة طرفي اتفاق الرياض للعمل معها لتنفيذ الاتفاق مقدمين المصالح العليا بشعور المسؤولية الوطنية المعهودة عنهم، دون تصعيد يفوت فرصاً يتحقق بكسبها مصلحة اليمنيين والعمل سوياً لحل الخلافات والتحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق، بعيداً عن المهاترات الإعلامية، التي لاتخدم المصلحة وتزيد الفجوة بين الأشقاء، ولاتهيئ الأجواء الملائمة للمضي في تنفيذه.
اتفاق الرياض
كانت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقعا، برعاية سعودية، في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتفاق الرياض لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري بينهما على خلفية سيطرة قوات المجلس على العاصمة المؤقتة عدن في العاشر من آب/أغسطس الماضي، عقب مواجهات دامية مع الجيش اليمني استمرت أربعة أيام وأسفرت عن سقوط 40 قتيلاً و260 جريحاً. بحسب الأمم المتحدة.
ويحدد الاتفاق، في ترتيباته السياسية، تشكيل حكومة كفاءات لا تتعدى 24 وزيرا بالمناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، يعينهم الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية خلال 30 يوما من توقيع الاتفاق على أن يؤدي أعضاؤها القسم أمام الرئيس في اليوم التالي بعدن، وهي المهلة التي انتهت بالفعل دون تنفيذ ذلك.
كما ينص على عودة جميع القوات - التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية آب/أغسطس الماضي- إلى مواقعها السابقة، وتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في كل محافظة خلال 15 يوما.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.