وواكبت كاميرا "سبوتنيك" دخول حظر التجوال في مناطق سيطرة تنظيم "قسد" الخاضع للجيش الأمريكي بمحافظة الحسكة السورية حيز التنفيذ، تزامناً مع تطبيق الإجراءات الصارمة التي كانت قد اتخذتها الحكومة السورية بشآن إغلاق الأسواق والمحال التجارية وتقليص جميع الأنشطة البشرية في المحافظة.
وأفاد مراسل "سبوتنيك" في الحسكة، بأن شوارع المدينة بدت خالية بشكل شبه تام، اليوم (الاثنين 23 آذار/مارس)، مع إغلاق كامل للأسواق والمحال التجارية باستثناء محال بيع المواد الغذائية والصيدليات وذلك تطبيقاً للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السورية لمواجهة فيروس "كورنا" المستجد في مختلف المناطق والمدن السورية.
وخلت الساحات العامة وأحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة تنظيم "قسد" الخاضع للجيش الأمريكي من أي حركة للأشخاص والسيارات مع بدء سريان حظر التجوال الذي فرضه التنظيم على السكان المحليين.
وحصل مراسل "سبوتنيك" في الحسكة على معلومات مؤكدة من مصادر حكومية بأن الجهات الطبية ستقوم بنشر أجهزة فحص حراري على المعابر والحواجز الفاصلة بين مناطق سيطرة الدولة السورية، وبين المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيشين الأمريكي والتركي والتنظيمات (الكردية والتركمانية) الخاضعة لهما في مدينة الحسكة وريفها، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لتفشي "كورنا".
وفي ضوء الإجراءات الطبية المتخذة أوضح مدير مديرية صحة محافظة الحسكة الحكومية الدكتور محمد رشاد خلف لـ "سبوتنيك" بأن السلطات الصحية في المحافظة خصصت جناحا كاملا ضمن مركز اللؤلؤة الطبي المحدث وسط مدينة الحسكة يضم 15 سرير لعمليات العزل الطبي في حال تسجيل أي حالة بفايروس "كورونا"، كما تم تحديد جناح أخر ضمن فندق (السنابل) الخاص، لعمليات حجر الأشخاص المشتبه بإصابتهم، والقادمين من مناطق موبوءة خارج سوريا، مع توفير مستلزمات العمل الطبي من أجهزة ومعدات حسب المتوفر".
وتثير محافظة الحسكة مخاوف شديدة لدى السلطات الصحية السورية نظرا لتعدد الجنسيات التي تنتشر في المحافظة، بما في ذلك قوات ما يسمى (التحالف الدولي) اللاشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الجيش التركي، والميلشيات المسلحة الخاضعة لكليهما.
وتابع المصدر بأن مكتب المنظمة في العاصمة دمشق سيقوم خلال الأيام القادة بإرسال كميات مناسبة من التجهيزات الطبية خصوصاً الكمامات والقفازات والألبسة الخاصة بالمرضى والكادر الطبي، مع كميات من المعقمات الضرورية وذلك كحاجة القطاع الصحي في محافظة الحسكة.
وكانت السلطات السورية في محافظة الحسكة، قد علقت العمل في عدد كبير من المؤسسات والدوائر الحكومية، وقلصت نسب الدوام للعاملين في دوائر أخرى إلى مستويات الحد الأدنى، مستثينة دوائر ومؤسسات المرافق العامة من مخابز ومطاحن وصالات (السورية للتجارة) و(السورية للحبوب) وشركة الكهرباء ومؤسسة المياه وقطاع الصحة والمشافي وقوى الأمن الداخلي.
كما قام تنظيم "قسد" الخاضع للجيش الأمريكي، بقطع الطرق العامة بين المدن وعزلها عن الأخرى، ومنع دخول وخروج السكان من هذه المدن خصوصاً منهم السكان القادمين من مدينة راس العين وريفها شمالي محافظة الحسكة، والتي يسيطر عليها الجيش التركي وميلشيات "المعارضة السورية التركمانية " الخاضغة له.