وبحسب وكالة "سانا"، فقد أظهرت بيانات جمعت على مدى 15 يوماً من الوباء الحالي نشرت في مجلات علمية كبرى أن معدل الإصابة بفيروس كورونا سجل نحو 38.4 إصابة بكل مليون في البلدان التي لديها تطعيم بلقاح السل "بي سي جي" مقارنة بـ 358.4 إصابة بكل مليون في البلدان التي لا يوجد لديها هذا البرنامج كما بلغ معدل الوفيات 4.28 وفاة بكل مليون في البلدان التي لديها برامج "بي سي جي" مقارنة بـ 40 وفاة بكل مليون في البلدان التي ليس لديها مثل هذا البرنامج.
ووفقا للدكتور الجمالي بينت الدراسة أن زمن البدء في إدراج لقاح السل في العديد من الدول ارتبط إيجاباً مع انخفاض نسبة الوفيات فيها آخذين بعين الاعتبار أن الوفيات أعلى بشكل واضح لدى كبار السن وبالتالي كلما تأخرت الدول بإدراج لقاح السل فيها زادت نسبة الوفيات ربما لأن كبار السن فيها ممن تتجاوزت أعمارهم السبعين سنة لم يأخذوا اللقاح في تلك الدول بسبب التأخر بالبدء به.
وأكد الدكتور الجمالي أن الباحثين وجدوا أن اللقاح بجرثومة السل يفعل بشكل كبير جملة المناعة الطبيعية عند الإنسان ما يكسب الخلايا المناعية نوعاً من الذاكرة يفيد في مقارعة العديد من الفيروسات والجراثيم الأخرى غير جرثومة السل ومن ضمنها "ربما" فيروس كورونا المستجد.
بدوه قال رئيس مركز مكافحة السل والأمراض التنفسية في مديرية صحة حماة اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور باسل الضاهر إن عدداً من الدراسات العالمية التي أجريت حول فيروس كورونا المستجد لحظت انخفاض مستوى معدلات الإصابة به وانتشاره في دول العالم التي طبقت نظام تلقيح "بي سي جي" مقارنة مع الدول التي لم تضع هذا اللقاح في برامج التلقيح لديها.
ولفت الدكتور الضاهر إلى أن هذه الدراسات تتفق إلى حد كبير مع الدراسات التي أثبتت أن مخاطر الإصابة بفيروس كورونا تكون مرتفعة لدى الأشخاص من كبار السن "ربما" لكونهم لم يأخذوا هذا اللقاح بينما تقل في الفئات العمرية من الأطفال والشباب لجهة حجم الإصابة والتعافي بسبب اختلاف درجة المناعة بين هذه الفئات العمرية ولجهة زمن إدراج لقاح السل في برامج التلقيح لدى بعض الدول".