ويرى الخبراء أن كمية الخفض المتفق عليها مؤخرا (9.7 مليون برميل يوميا) غير كافية لاستقرار أسعار النفط، وأن "أوبك +" خفضت أقصى كمية يمكن أن تخفضها، وأنه على الدول الأخرى خفض إنتاجها، خاصة في ظل استمرار تراجع الطلب على النفط مع توقف النشاط الاقتصادي حول العالم.
من ناحيته قال حمزة الجواهري الخبير النفطي العراقي، إن عدم انضمام أمريكا للخفض لا يعني الكثير، خاصة أنها لديها النفط الصخري والنفط في خليج المكسيك في المياه العميقة كلفة إنتاجه تزيد على 40 دولارا ويصل بعضها إلى رقم أكبر من ذلك.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذا النفط سيخرج من السوق رغما عن أمريكا، خاصة أن كميات النفط المستخرج من هذه الأنواع لا تقل عن ٥ ملايين برميل.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إلزام نفسها بما لا تريد أن تفعله، مضيفًا: "على سبيل المثال حصة العراق من التخفيض مليون و٦١ ألف برميل يوميا، لو كانت ضمن الاتفاق فكان بإمكانها تعويض حصة العراق دون أن تخسر أي شيء، لكنها لا تريد أن تفعل ذلك، لأن العراق مستهدف من قبلها بشكل غير معلن".
ويرى أن مسألة إجبار أمريكا على الانضمام غير واردة، خاصة أنها تعلمت من مشاركاتها العالمية الأخرى، حين خرجت منها بوجه أسود، أخرها الخروج من منظمة الصحة العالمية.
عقب الاتفاق الأخير لـ"أوبك +" توقع الخبراء أن أسعار النفط ستستقر فترة، إلا أن هذه التوقعات كانت مبنية على انضمام الدول الأخرى من خارج "أوبك"، لكن هذه الدول لم تعلن حتى اليوم خفض إنتاجها.
في هذا الإطار قال الدكتور محمد الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، إنه كان من المتوقع أن يدفع اتفاق "أوبك +" الدول الأخرى للانضمام لخفض الإنتاج.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الدول التي لم تشارك في التخفيض مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل والنرويج، كان عليهم إعلان تخفيض إنتاجهم، خاصة أن اتفاق "أوبك +" لن يكفي لتغطية الإنخفاض والتدهور الذي حدث في الطلب العالمي للنفط نتيجة أزمة كورونا.
مع عدم تخفيض النسبة الأخرى التي أشير لها في وقت سابق والتي تبلغ نحو 5 مليون برميل يوميا، تظل عملية تراجع الأسعار قائمة، خاصة في ظل التراجع على الطلب العالمي وارتفاع الفائض في الأسواق.
بشأن هذه الفرضية يشير الصبان إلى خطورة الوضع وأن تدهور الأسعار يمكن أن يتدنى إلى 10 دولارات، حال عدم خفض الدول الأخرى إنتاجها.
ويرى أنه حال فتح المجال تدريجيا واستعادة النشاط يمكن أن تعاود الأسعار الارتفاع مرة أخرى، إلا أن الأزمة تكون خلال الفترة الزمنية اللازمة لعودة هذا النشاط تدريجيا.
وشدد على أن تحالف "أوبك +" بلس وصل إلى الحد الاقصى من التخفيض الذي يمكن أن يقدمه، وأن الكرة أصبحت في ملعب كبار المنتجين الذين لم ينضموا إلى الخفض حتى الآن، وأن الجميع أصبح أمام مسؤولية تحقيق استقرار الأسعار.
فشلت دول "أوبك+" يوم 6 مارس/ آذار الماضي، في الاتفاق على تغيير معايير الصفقة لخفض إنتاج النفط أو تمديده. وبينما اقترحت روسيا الحفاظ على الشروط القائمة، عرضت المملكة العربية السعودية زيادة خفض إنتاج النفط.
ونتيجة لذلك، تم رفع القيود المفروضة على إنتاج النفط في الدول الأعضاء في التحالف السابق اعتبارًا من 1 أبريل/ نيسان. وانخفضت أسعار النفط في مارس/ آذار لهذا السبب وكذلك مع تفشي الفيروس التاجي.
لكن هذه الدول توصلت ضمن اجتماعات مجموعة "أوبك +" في 12 أبريل/ نيسان 2020، إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط على ثلاث مراحل، على أن تبدأ عملية الخفض بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا من مايو/ أيار إلى يونيو/ حزيران، ومن ثم 7.7 مليون في النصف الثاني من العام و 5.8 مليون أخرى حتى نهاية أبريل/ نيسان 2022.