وبحسب وكالة "فرانس برس"، ستشهد أكثر من 20 دولة -بينها اليابان وإيطاليا وإسبانيا- انخفاضًا في أعداد السكان بمقدار النصف على الأقل، كما سينخفض التعداد في الصين بنفس القدر تقريبًا، ليتراجع من 1.4 مليار شخص اليوم إلى 730 مليونًا بعد 80 عامًا من الآن.
وفي غضون ذلك، ستزداد الأعداد في منطقة "أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى" إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه، مسجلة 3 مليارات شخص، مع ارتفاع تعداد سكان نيجيريا وحدها إلى ما يقرب من 800 مليون في عام 2100، لتأتي في المرتبة الثانية بعد الهند التي ستسجل 1.1 مليار نسمة.
تشير تقديرات الباحثين إلى أن تعداد سكان روسيا سيصل إلى 106 ملايين نسمة، وفي الولايات المتحدة إلى 335 مليون نسمة، وفي مصر إلى 200 مليون شخص.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، كريستوفر موراي، من جامعة واشنطن: "تشير هذه التوقعات إلى أنباء سارة للبيئة، مع ضغط أقل على أنظمة إنتاج الغذاء وانبعاثات كربونية أقل، فضلاً عن فرص اقتصادية كبيرة لأجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".
وتابع: "ومع ذلك، فإن معظم البلدان خارج أفريقيا ستشهد تقلص القوى العاملة، وأهرامات سكانية عكسية، الأمر الذي سيكون له عواقب سلبية عميقة على الاقتصاد".
وخلصت الدراسة إلى أنه بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع في هذه الفئة، فإن أفضل الحلول للحفاظ على مستويات السكان والنمو الاقتصادي ستكون سياسات الهجرة المرنة والدعم الاجتماعي للأسر التي تريد إنجاب الأطفال.
وأشار ستاين إميل فولست، الأستاذ في معهد الجامعة للقياسات الصحية والتقييم: "ستكافح المجتمعات من أجل النمو مع عدد أقل من العمال ودافعي الضرائب. عدد الأشخاص في سن العمل في الصين، على سبيل المثال، سينخفض من 950 مليونا الآن إلى قرابة 350 مليونًا بنهاية القرن - انخفاض بنسبة 62%".
من المتوقع أن يكون الانخفاض في الهند أقل حدة، من 762 مليونا إلى 578 مليونا. في نيجيريا، على النقيض من ذلك، ستتوسع قوة العمل النشطة من 86 مليونًا اليوم إلى أكثر من 450 مليونا في عام 2100.
ويتنبأ الباحثون بأن هذه التحولات الجذرية سيترتب عليها تغيرات بالنفوذ الاقتصادي. ويتوقعون أنه بحلول عام 2050، سيتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين نظيره الأمريكي، لكنه سيعود إلى المركز الثاني بحلول عام 2100.
سوف يرتفع الناتج المحلي الإجمالي للهند ليحتل المركز الثالث، بينما ستبقى اليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم، وسيصبح الاقتصاد الروسي في المرتبة 14 عالميًا والمصري في المرتبة 23.
وجدت الدراسة أنه مع انخفاض الخصوبة (معدل المواليد) وزيادة متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن ينخفض عدد الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من 40%، من 681 مليونا في عام 2017 إلى 401 مليونا في عام 2100.
على الجانب الآحر، سيكون 2.37 مليار شخص - أكثر من ربع سكان العالم – فوق سن 65 بحلول ذلك الوقت، وسيزيد عدد من هم فوق 80 عامًا من نحو 140 مليونًا الآن إلى 866 مليونًا.