ولكن في حقيقة الأمر هذا مجرد إدعاء غير حقيقي، فالكرملين أكد أكثر من مرة أن بوتين يعتبر ذلك "شأنا تركيا داخليا".
ويظهر في هذا المنشور المزيف صورة تجمع بوتين مع مسؤولين روس، بينهم البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وكتب على المنشور أن بوتين قال: "خطوة أردوغان، جاهلة وغبية، ونستطيع مسحها من على الخريطة إذا أردنا".
ويظهر في الصورة المزيفة أنها ملتقطة خلف أيقونة القديس قسطنطين الكبير، المعروف باسم ناصر المسيحيين.
ولكن الحقيقة أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن ذلك الأمر "شأنا داخليا تركيا" وإن كانت قد رحبت بتصريحات أنقرة بإبقاء "آيا صوفيا" تراثا للبشرية مفتوحا للجميع.
وقال المتحدث الروسي للصحفيين، يوم الثلاثاء في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك": "على المستوى الرسمي، كررنا أن هذه مسألة داخلية للجمهورية التركية، ولا يمكننا أن نتدخل فيها ولن نتدخل فيها. ومن المهم بالنسبة لنا أن تحافظ آيا صوفيا، بوصفها أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، على ما هي عليه وأنها مفتوحة لأولئك الذين يأتون إلى تركيا، سواء كانوا سياحا أو غير ذلك. نحن سمعنا تصريحات الزملاء الأتراك والرئيس التركي حول أن آيا صوفيا سيتم الحفاظ عليها وأن الدخول إليها سيظل مفتوحا، وهذا ما يدعو إلى الرضا".
بعد اجتماع القيصر ورأس الكنيسة الارثوذكسية المسكونية المشرقية ومدير عام كتدرائيات القسطنطينية. #بوتين 👈 خطوة #اردوغان جاهلة وغبية فلتلعلم #تركيا وفكرها المريض اننا قادرون على مسحها من الخريطة قبل ان يكمل اردوغان حلاقة ذقنه🤣#أياصوفيا كنيسة وستبقى راس الدولة القسطنطنية المشرقية pic.twitter.com/cs5gyCrvFJ
— Soha Kikano official (@SohaKikano) July 13, 2020
وأشار بيسكوف إلى أن الاحتجاج العلني الذي حدث روسيا بين الأرثوذكس كان عاطفيا للغاية وربطه بالأهمية المقدسة العميقة لآيا صوفيا بالنسبة للأرثوذكس، وبالنسبة لجميع المسيحيين. وهذا يفسر رد الفعل العاطفي، بما في ذلك رد فعل البطريرك.
ولفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي يوم الاثنين، انتباه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الصدى الواسع في روسيا جراء القرار بتغيير وضع آيا صوفيا.
هذا ومن جانبه، أوضح أردوغان لبوتين أنه سيتم ضمان وصول جميع الراغبين، بما في ذلك المواطنين الأجانب، إلى هذا المعلم الثقافي وكذلك الحفاظ على المقدسات المسيحية الموجودة في آيا صوفيا.
أما وحدة التحقق من الأخبار المزيفة لدى وكالة "فرانس برس" فكشفت أن اللوحة الظاهرة في نفس المنشور المزيف، والتي يظهر فيها القديس قسطنطين، مزيفة أيضا وتم اقتطاعها من صورة تعود للرسام السوفيتي، فاسيلي نيكولاييفيتش ياكوفليف عام 1942، وتصوّر الأسقف ياروسلافسكي لدى تلاوته خطاباً وطنياً تناول فيه انتصار الجيش السوفييتي في ذكرى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وكان الرئيس التركي قد وقع، يوم الجمعة الماضي، مرسوما بتحويل متحف آيا صوفيا الشهير في مدينة إسطنبول إلى مسجد، وحدد يوم 24 تموز/يوليو الجاري لإقامة أول صلاة به مؤكدا أن "آيا صوفيا" سيبقى تراثا إنسانيا، يفتح أبوابه أمام الجميع من مواطنين وأجانب وغير مسلمين.
وجاء المرسوم إثر إلغاء المحكمة الإدارية العليا في تركيا قرار الحكومة الصادر عام 1934 بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، واعتبرته غير قانوني.
وتم بناء كاتدرائية آيا صوفيا في القرن السادس الميلادي تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جستنيان، وبعد دخول العثمانيين إلى القسطنطينية عام 1453 تم تحويلها إلى مسجد.
لكن بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (انتهت عام 1918 بهزيمة الدولة العثمانية وحلفائها دول المركز أمام دول الحلفاء)، قرر رئيس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في عام 1934 تحويل الصرح إلى متحف، وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الموقع على لائحتها للتراث العالمي.