وتمكن الباحث التونسي الشاب الذي لم يتجاوز بعد الـ23 ربيعا من حل لغز فيزيائي كان محل حيرة وغموض لدى العلماء والباحثين منذ ما يزيد عن مائة عام، ليترك بذلك بصمته الخاصة في مجال البحث العلمي.
عامين من البحث المتواصل
يقول وسيم، وهو أصيل محافظة تونس العاصمة، لـ"سبوتنيك" إن "نجاحه في بلوغ هذا الهدف لم يكن محض صدفة، وإنما هو نتاج سنتين متواصلتين من البحث والتمحيص بمعية مؤطره الأمريكي جون كولنسكي صلب جامعة لوزان الاتحادية التطبيقية بسويسرا أين يزاول تعليمه الجامعي في اختصاص الهندسة الميكانيكية".
وذكر الذوادي لـ"سبوتنيك" أن "اللغز الذي تمكن من حله يتمثل في تفسير السبب العلمي وراء بقاء فقاعات الهواء عالقة في السوائل داخل القوارير الضيقة، على عكس القوارير الكبيرة التي تطفو فيها الفقاعات إلى السطح بسهولة".
واستند الذوادي في بحثه على اللغز الذي طرحه العالم الإنجليزي "فرانسيس بريثيرتون" الذي لاحظ هذه الظاهرة منذ العام 1916 وافترض بقية العلماء من خلالها وجود طبقة رقيقة من السوائل تتكون بين الفقاعات وجدار الأنبوب فتمنعها من الارتفاع إلى السطح، ليكتشف طالب الدكتوراه وسيم الذوادي أن الفقاعات داخل القوارير الصغيرة تطفو فعلا إلى السطح ولكن بسرعة بطيئة جدا تحتاج مرور 50 عاما لملاحظتها بالعين المجردة.
أكثر من 30 ألف صوت
هذا الاكتشاف الهام مكّن الذوادي من التواجد ضمن قائمة العشر شبان الأكثر تميزا في العالم، بعد أن وقع اختياره ضمن 156 باحثا مترشحا من 120 دولة.
وتحدث الباحث الشاب بفخر عن فوزه في هذه المسابقة الدولية وتمكنه خاصة من رفع اسم بلده لأول مرة بعد أن رشحه أكثر من 30 ألف مواطن من بين 77 ألف ممن صوتوا لفوز المترشحين العشرة.
يقول وسيم إنه "لم يتوقع هذا الفوز الساحق على اعتبار أنه كان إزاء تجربة هي الأولى في حياته، مضيفا أنه تفاجأ بالكم الهائل من الناس الذين صوتوا لصالحه ودعموا فوزه سواء داخل تونس أو خارجها، مؤكدا وجود داعمين له من دول عربية أخرى على غرار سوريا والمغرب".
تكريم وطني
استحق وسيم، بعد هذا الاكتشاف، تكريم رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، الذي استقبله بقصر قرطاج "دعما للكفاءات التونسية في مختلف المجالات وتشجيعا للشباب التونسي على مزيد البذل وتحصيل المعارف".
واعتبر الذوادي أن "هذا التكريم هو شرف كبير له واعتراف من الدولة ورؤسائها بالكفاءات التونسية وبالشباب الطموح الذي يرغب في البذل من أجل نيل العلم".
ويؤمن الباحث التونسي الشاب أن "كلمة مستحيل غير موجودة في القاموس التونسي"، متابعا أن وصفة النجاح التي يقترحها على كل باحث تتلخص في ثلاثة عناصر أساسية هي "العمل والمثابرة، والصبر، واختيار المجال الذي تحبه".
ويعتبر الاكتشاف العلمي الذي أنجزه طالب الدكتوراه وسيم الذوادي مهما، إذ من شأنه أن يسهم في اكتشاف تقنيات جديدة لمقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلا عن إمكانية استغلاله في مجال الساعات التي تعمل بفقاعات المياه.
سفير الغرفة الفتية
من جانبها، قالت المستشارة الوطنية للغرفة الفتية التونسية ميسم الشابي لـ "سبوتنيك"، إن طالمنظمة فخورة باختيار مرشحها وسيم الذوادي ضمن الشبان العشرة الأكثر تميزا في العالم، خاصة وأنها المرة الأولى التي يفوز فيها مرشح تونسي بهذه المسابقة الدولية منذ 37 سنة من انخراط المنظمة فيها".
وأضافت الشابي "أن الغرفة الفتية التونسية قدمت في البداية 7 مترشحين ممن حققوا انجازات كبرى في حياتهم تركوا بها بصمة في المجتمع، وتابعت أن اللجنة الدولية للغرفة الفتية العالمية رشحت لاحقا وسيم الذوادي ضمن العشرين شابا الذين سيخوضون غمار المسابقة، ليتم بعد ذلك اختياره ضمن قائمة العشرة شبان الأكثر تميزا في العالم بعد أن حصد 40 بالمائة من نتائج التصويت الالكتروني".
وكشفت الشابي أن "فوز وسيم لم يكن بالأمر الهين خاصة بعد دخوله في منافسة مع بلدان ذات رقعة جغرافية وعدد سكان كبيرين مقارنة بتونس، متابعة أن الذوادي استحق هذا الفوز بالنظر إلى قيمة اكتشافه العلمي الذي عجز العلماء عن حله طيلة 100 عام من الزمن، ليصبح بذلك "سفير الغرفة الفتية التونسية".
وسبق لوسيم الذوادي أن تلقى دعوة من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "الناسا" للمشاركة كضيف باحث في مجال الروبوتيك ضمن مشروع التخرج الخاص به في مرحلة الماجستير، لاكتشاف إمكانية وجود حياة على سطح القمر.