جاءت الزيارة في توقيت يعيش فيه الداخل التونسي تجاذبات في ظل تبادل اتهامات بشأن التعاون مع أطراف خارجية.
وقال حساب الرئاسة التونسية على "فيسبوك"، إن قيس سعيد عبّر للوزير السعودي عن استعداد بلاده للمساهمة في إيجاد تسوية سياسية يقبل بها الليبيون، وتضع حدا لهذه الأزمة التي أثرت سلبا على دول الجوار، وفي مقدمتها تونس.
وفي تصريح عقب اللقاء لوسائل الإعلام التونسية، قال فيصل بن فرحان إنه "وجد تطابقا كبيرا بين مواقف المملكة وتونس فيما يتعلق بالتحديات الكثيرة التي تواجه المنطقة والعالم العربي، ليس أقلها ما يتعلق في الوضع داخل ليبيا".
وفي لقاء سابق لرئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد ووزير الدفاع عماد الحزقي بقصر قرطاج، أكد سعيد، الجمعة الماضية، على استعداد المؤسسة العسكرية لبلاده بالتصدي لكل من يحاول التعدي على الدولة والخروج عن الشرعية سواء من الداخل أو الخارج، بحسب البيان الذي نشرته الصفحة الخاصة بالرئاسة التونسية.
هل تدعم السعودية قيس سعيد؟
إشارات أخرى في الزيارة تحمل معها دعم السعودية للرئيس قيس سعيد الذي يبدو أنه بات في مواجهة حزب النهضة التونسي، فقد قال الدكتور سعد بن عمر رئيس مركز دراسات القرن السعودي، إن الموقف السعودي الداعم للرئيس التونسي قيس سعيد له اعتبارات عدة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الرئيس قيس سعيد لديه تجاذبات عليا في الداخل، وأن بعض الأحزاب لها ولاءات خارجية تتعارض مع السيادة الوطنية لتونس، وأن هذه القيادات تحاول الخروج من عباءة الرئاسة التونسية والتصرف خارج إطار المسؤوليات التونسية.
وشدد على أن السعودية تقف إلى جوار الدولة التونسية على مستوى الرئاسة والشعب لصالح مصلحة تتونس دون أي ولاءات خارجية تضر بالشعب التونسي، مؤكدا أن الرؤى التونسية متطابقة مع الرؤى السعودية والمصرية لمعالجة الأزمة الليبية، وهي نقطة هامة بشأن الموقف التونسي.
رسائل للداخل والخارج
قال المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، إن زيارة وزير الخارجية السعودية لتونس والجزائر خلال هذه الفترة لها أكثر من معنى، وتحمل رسائل قوية للخارج الدولي والداخل العربي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن تطابق وجهات النظر بين المملكة والرئاسة التونسية يتعلق بالخيار السياسي لحل الأزمة الليبية وإدانة التدخل الخارجي، وأن بعض الدول تدفع نحو خيار الحرب وتنتهك السيادة العربية، ضمن سياساتها التوسعية التي تهدد استقرار عموم المنطقة والأمن القومي العربي خاصة.
وجهات نظر متطابقة
فيما قال الصادق جبنون، المتحدث باسم "قلب تونس"، إن الزيارة جاءت ضمن إطار العلاقات التقليدية بين البلدين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن السعودية من الشركاء الرئيسيين في المنطقة لتونس، وأن التعاون مع السعودية هو تعاون محوري وأساسي في كل ما يتعلق بالعلاقات العربية، معربا عن أمله في أن تصل العلاقات لأعلى مستوياتها خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي.
بعد زيارة القاهرة والجزائر وتونس، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، الأربعاء، الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.