وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن مصادر قريبة من وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي إصراره على الاستقالة من منصبه، رافعاً "الراية البيضاء"، في إشارة قوية إلى عدم قدرته على الاستمرار في منصبه، في ظل فشل الحكومة في الإيفاء بتعهداتها الإصلاحية، وعدم القدرة على إقناع المجتمع الدولي بالنوايا الإصلاحية لحكومة الرئيس حسان دياب.
ولفتت المصادر إلى أن "الزيارات التي قام بها حتي كأول تحرك خارجي بعد فتح المطارات إلى الأردن، ومن ثم إلى إيطاليا، وضمناً إلى الفاتيكان، ومن ثم زيارة نظيره الفرنسي إلى لبنان، والكلام الصادر عنه، كانت حافزا إضافيا لشعور وزير الخارجية بالإحباط. فالدبلوماسي المخضرم الذي لم يتنازل يوماً عن مبدأ التقرب من جميع الدول، لطالما نادى بالحياد الإيجابي وبعدم إقحام لبنان كطرف في الاصطفافات الإقليمية والدولية، بل كان متمسكا بدعوته إلى استحداث دور جديد للبنان في المحافل الدولية كإطفائي للنزاعات في المنطقة".
كما نوهت المصادر بأن "ظن الوزير خاب بشكل عميق لدى يقينه بعزلة دولية فرضت على لبنان لأسباب انحياز طرف فيه إلى محور. ولم تنفع تفسيراته أمام اللجنة الوطنية الفرنسية عن دور "حزب الله"، ولا تعامله مع خرق أحد القضاة للأعراف الدبلوماسية بقرار قضائي بحق السفيرة الأميركية دوروثي شيا".
وأكدت المصادر أن "قرار الاستقالة اتخذ، لأنه لا يمكن أن يرضى بأن تملى عليه كيفية إدارته لسياسة لبنان الخارجية". ولفتت إلى "اتصالات مكثفة بالوزير حتي من عرّابي الحكومة، وتحديداً "حزب الله" لثنيه عن قرار الاستقالة الذي يصرّ عليه"، مشددةً على أن "الاستقالة تأتي على خلفية محاولة فرض إملاءات على الوزير إثر حديث أدلى به أخيراً عبّر فيه عن قناعاته عمّا يتصل بالسياسية الخارجية، وهو ما يرفضه رفضاً مطلقاً نسبة لخبرته الواسعة في عالم الدبلوماسية".