وقال ابن بريك في مقابلة مع "سبوتنيك" إن من أوكلت له قيادة المملكة العربية السعودية إدارة ملف مفاوضات الرياض نتيجة لانشغل الملك سلمان وولي عهده في العديد من القضايا الإقليمية، وهو سفير المملكة لدى اليمن محمد بن جابر "تعامل باستهتار شديد مع الملف والقضية الجنوبية، حتى أنه قام بإجازة صيفية في التوقيت الذي كان وفد الانتقالي يستعد لاستئناف المشاورات بعد إجازة عيد الأضحى، وتزامنا مع مغادرة الرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد ابن بريك أن الجنوبيين والمجلس لديهم العديد من الأوراق التي يستطيعون أن يؤلموا بها الجهات المعنية، لكنهم يؤخرونها إلى الوقت المناسب، نظرا لما يرونه من تضامن السعودية وقيادتها متمثلة في الملك سلمان وولي عهده والأمير خالد من حرص على المشروع العربي الغائب من أجل بقاء الدول العربية متماسكة تحت قيادة المملكة.
وأوضح ابن بريك "نحن نعبر بشكل راقي حتى الآن عن موقفنا ورفضا لهذا التعامل من جانب القائم على الملف، ومع هذا لدينا خيارات عديدة وكثيرة جدا، وأنبه من انفجار الشعب الجنوبي والذي سيعكس آثارا سلبية، فلسنا ممن يمارس عليهم الضغط بحرب الخدمات وقطع الرواتب في الوقت الذي تذهب فيه متحصلات النفط إلى جيوب غير معروفة لدينا، لذا نحمل مجلس الأمن المسؤولية إن لم يتم وقف تلك الجهات عند حدودها".
وقال المجلس الانتقالي، في بيان تلقته "سبوتنيك"، إنه "وجه رسالة رسمية إلى المملكة العربية السعودية بصفتها راعي اتفاق الرياض، بينه وبين الحكومة اليمنية، أكد فيها تعليق مشاركته في المشاورات الجارية لتنفيذ الاتفاق".
وأرجع بيان المجلس سبب تعليق مشاركته، إلى "استمرار وتزايد وتيرة عمليات التصعيد العسكري من القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في محافظة أبين، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه".
واتهم المجلس الانتقالي، قوات الحكومة اليمنية بـ "تنفيذ أكثر من 350 خرقا موثقا، أسفرت عن سقوط أكثر من 75 بين شهيد وجريح من القوات المسلحة الجنوبية منذ إعلان وقف إطلاق النار يوم الاثنين الموافق 22 يونيو/ حزيران 2020.
كما اتهم القوات الحكومية بـ "استمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب بمشاركة كبيرة لعناصر من تنظيمي (القاعدة) و(داعش) في إطار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في أبين".
وذكر أن من بين أسباب تعليق المشاركة "انهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب، وعدم إيجاد أية معالجات حقيقية تلامس احتياجات المواطن"، و"استمرار انهيار العملة، وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب، وتضخم أسعار السلع والخدمات، وما ترتب على ذلك من انعكاسات مأساوية على كاهل المواطن".
وأشار إلى "عدم رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل قضية الجنوب والمشروع العربي"، و"عدم صرف المعاشات والمرتبات لأشهر عدة، لا سيما مخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وموظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمون".