وأوضح بوريسوف أن "موسكو سلمت دمشق في يوليو الماضي مشروعاً روسياً حول توسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مبيناً أن الاتفاقية الجديدة بين سوريا وروسيا تشمل أكثر من أربعين مشروعاُ جديداً في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة وعدد من محطات الطاقة الكهرومائية واستخراج النفط من البحر".
كما أشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أنه "تم توقيع عقد عمل لشركة روسية للتنقيب واستخراج النفط والغاز قبالة الشواطئ السورية"، معبراً عن أمله في "توقيع اتفاقية تجارية مع الحكومة السورية خلال زيارته المقبلة إلى دمشق في ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وبيّن المسؤول الروسي أن "معظم المناطق الغنية بالنفط والغاز تقع خارج سيطرة الحكومة السورية وهو ما يمنعها من التجارة بالنفط علماً أنها مصدر مهم للإرادات، وكذلك الأمر ينطبق على الأراضي الزراعية فبعد أن كانت سوريا تصدر الحبوب هي الآن تستوردها".
لافروف: الانتخابات الرئاسية السورية قرار سيادي
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "زيارة الوفد الروسي ركزت على أفق التعاون لتطوير العلاقات بين البلدين في ضوء التطورات الجديدة في المنطقة، مشيراً إلى أن الوفد ناقش مع الرئيس الأسد الوضع الراهن في سوريا وتم الاتفاق على أن يتسم الوضع الميداني بالهدوء وتوحيد السوريين جهودهم الداخلية".
وخلال ردّه على الصحفيين، أوضح وزير الخارجية الروسي أن "مجلس سوريا الديمقراطي" و"منصة موسكو" يعبران في الوثيقة التي وقعت بينهما في موسكو عن التزامهما الكامل باستقلال سوريا وسلامتها ووحدة أراضيها، مشدداً أن موضوع الانتخابات الرئاسية هو قرار سيادي للجمهورية العربية السورية، وطالما لم يتم التوصل إلى دستور جديد أو تعديل للدستور الحالي فإن سوريا ستستمر وفق الدستور القائم، مؤكداً استحالة وضع أي جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية.
وتابع لافروف بالقول: "عملنا على المسار السوري يعتمد على ما تم التوصل إليه بين الرؤساء الروسي والإيراني والتركي إطار في مسار آستانا الذي تبلور بعد امتناع الأمم المتحدة عن لعب دور فعال في الأزمة السورية، وكل المواثيق التي خرجت عن آستانا والاتفاقات بين موسكو وأنقرة تؤكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية" منوهاً إلى أن "تعاون بلاده مع تركيا ميدانياً في سوريا يجري عبره تنفيذ التفاهمات في إدلب".
كما أشار الوزير لافروف إلى "وجود اختلافات في وجهات النظر بين أنقرة وموسكو وطهران، منوها إلى أن "ما يجمع وجهات نظر الدول الثلاث هو السعي لمنع تكرار سيناريو العراق وليبيا في سوريا"، وشدد أيضاً على أن "الوجود الإيراني في الأراضي السورية لا يتعلق برغبة موسكو بل يتعلق برغبة الحكومة الشرعية السورية".
المعلم: لا ندعم أي اتفاق يتعارض مع الدستور
بدوره، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم اللقاء الذي جمع الوفد الروسي مع الرئيس الأسد "بالمثمر والشامل لمختلف جوانب التعاون الثنائي والوضع السياسي في سوريا والمنطقة"، مشيراً إلى أن "مستقبل العلاقات مع السورية الروسية واعد ومبشر بالخير فيما يتعلق بالوضعين الاقتصادي والسياسي في سوريا".
وفي معرض تعليقه على الاتفاق الأخير بين "حزب الإرادة الشعبية" المعارض و"مجلس سوريا الديمقراطي" التابع لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، شدد المعلم أن "أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري لا تدعمه دمشق".
وأضاف أن "أي دستور جديد سيتم التوافق عليه سيعرض للاستفتاء الشعبي"، مشدداً أنه لا مسار زمني للدستور السوري فهو "يحمل قدسية خاصة تعود إلى الشعب السوري".
وحول العقوبات الأمريكية على سوريا، قال الوزير المعلم: "الإنسان يكون ساذجاً إذا ظن أن أمريكا يهمها الشعب السوري وحسن حياته ومستقبله، وهي تفرض العقوبات علينا لأنه لا يعجبها القرار السوري المستقل وموقفنا من العدو الإسرائيلي ومن مقاومة الاحتلال"، منوهاً إلى أن العقوبات الأمريكية ليست بجديدة على سوريا حيث فُرضت منذ عام 1978".
يذكر أن، الوفد الروسي الذي يضم وزير الخارجية سيرغي لافروف وبرئاسة نائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف، التقى ظهر الاثنين مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق حيث عبر الجانبان عن ارتياحهما للمستوى الذي وصل إليه التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، وتم التأكيد على الارادة المشتركة لدى موسكو ودمشق لمواصلة تطوير هذا التعاون والارتقاء به بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وأشار الرئيس الأسد خلال اللقاء إلى أن "بلاده مهتمة بنجاح الاستثمارات الروسية في البلاد، مؤكداً عزم الحكومة السورية مواصلة العمل مع الحلفاء الروس بغية تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين، وأضاف أن روسيا وسوريا نجحتا في إحراز تقدم في تحقيق حل مقبول للطرفين في العديد من القضايا".
وكان بحث بوريسوف والوفد المرافق له صباح الإثنين مع رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس تطوير التعاون الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات، واستكمال مباحثات اللجنة السورية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني والعلمي، حيث شدد نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي على استمرار موسكو في دعم سوريا في حربها على الإرهاب وكذلك في جهودها الرامية إلى إعادة إعمارها.