هناك عامل مشترك بين الاتفاقين؛ لقد خففا الضغط من أجل تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الصدى بينهما لا ينتقل أبعد من ذلك بكثير، بحسب التقرير.
بينما من المتوقع أن يؤدي التطبيع بين إسرائيل والإمارات إلى تجارة كبيرة بين البلدين، لم يكن هناك مثل هذا المكاسب المفاجئة لأول دولة عربية تعترف رسميا بإسرائيل.
بعد أربعة عقود من معاهدة السلام التاريخية، اقتصرت العلاقات الاقتصادية بين الجانبين بشكل أساسي على بعض صفقات الغاز الطبيعي البارزة والسياحة الإسرائيلية إلى مصر.
بعد نحو 40 عاما من السلام، لا يزال الحجم السنوي للتجارة الإسرائيلية المصرية يقاس بمئات الملايين، باستثناء بعض الفترات التي شهدت صفقات في مجال الطاقة.
في حين تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية أن تصل التجارة الثنائية مع الإمارات بسرعة إلى ملياري دولار سنويا، قبل أن ترتفع في النهاية إلى 6.5 مليار دولار.
صراع قديم
سمحت المعاهدة لكلا البلدين بتأمين المزيد من الدعم المالي من الولايات المتحدة مع إنهاء أي خطر جدي لحدوث حرب أخرى، لكنها لم تحل تماما مسألة انعدام الثقة بينهما.
وطوال فترة المفاوضات وبعد توقيع المعاهدة، عمقت مصر علاقاتها الاقتصادية مع الغرب، وتلقت مبالغ متزايدة من المساعدات والقروض والاستثمارات. وبينما طورت الحكومتان المصرية والإسرائيلية تعاونا أمنيا، لم يكن هناك اهتماما كبيرا ببناء علاقات اقتصادية عميقة.
حاولت الولايات المتحدة معالجة ذلك من خلال إنشاء المناطق الصناعية المؤهلة في مصر عام 2004، والتي سمحت بالوصول المعفى من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية للسلع المنتجة مع ما لا يقل عن 10.5% من المدخلات الإسرائيلية، لكن ناتج المناطق الصناعية المؤهلة لم يصل أبدًا إلى المستويات المتوقعة.
تأثير الاتفاق الجديد
وعلى الرغم من أن بعض الإسرائيليين سوف يستفيدون من الرحلات الجوية المباشرة إلى دبي وأبو ظبي، إلا أن هذه المدن الضخمة، الباهظة الثمن بحيث لا تمثل تهديدا كبيرا لمنتجعات سيناء.
لكن غياب التاريخ الحربي والتوافق الاقتصادي الأكبر بينهما، سيسمح للإمارات بتطوير علاقة أعمق بكثير مع إسرائيل مما تمكنت مصر من تحقيقه في الأربعين عاما الماضية.
ومن المفيد أيضًا أن الإمارات العربية المتحدة أكثر انفتاحًا على الشركات والاستثمارات الأجنبية. عموما، يحظى سوق الإمارات باستحسان المستثمرين الأجانب بسبب تصنيفها المتقدم بمؤشر البنك الدولي لإنفاذ التعاقدات، حيث تأتي في المرتبة التاسعة.