ذكر ذلك تقرير لموقع "هيسبريس" المغربي، اليوم السبت، مشيرا إلى أنه "بمقدور المغرب أن يكون قنطرة عبور لأي خطة عسكرية أوروبية في اتجاه أفريقيا"، مضيفا: "في ظل حالة الشتات الكبرى التي تشهدها عدد من الدول الأفريقية، يتحول هذا الرهان الأوروبي إلى واقع ملموس، سيجد فيه المغرب كل الفرص لتوطيد وجوده في العمق الأفريقي".
وتابع: "تميل تحليلات الأوروبيين إلى أن هناك منطقة غنية وغير مستقرة تشهد اضطرابات عنيفة، خاصة في غرب أفريقيا، وأنه عليهم أن يرسلوا قوة عسكرية تهدف إلى إظهار قدرتها على التعامل مع أمنها القومي، وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة".
وأوضح: "يعكس هذا التوجس حالة من القلق لدى قادة الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا التي يجمعها تحالف استراتيجي مع عدد من دول الساحل وجيرانها، كما هو الحال بالنسبة للمغرب"، مضيفا: "لذلك يقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الدول الأوروبية تشكيل قوة عسكرية موحدة لتعزيز الأمن والدفاع عن مصالح أوروبا".
ويقول المحلل والخبير في الشؤون الأمنية جيمس موريسون، إن "الجهود المبذولة في منطقة الساحل تواجه تحديات كبيرة، فالقوات الأوروبية منتشرة في مهام مختلفة ولديها رغبة دائمة للقتال.
وقال الموقع المغربي إن "فرنسا وإستونيا نشرت هذا الصيف قوات النخبة كجزء من فرقة عمل جديدة ستدرب الجيوش المحلية وتشارك في عمليات مكافحة الإرهاب، وستنضم قوات "كوماندوز" من دول من بينها جمهورية التشيك والسويد وبلجيكا وإيطاليا خلال العام المقبل".
وتابع: "يطرح المغرب نفسه كورقة رابحة لفهم تعقيدات المنطقة وحدود تفكير الجماعات الإرهابية المتطرفة، خاصة وأن ماكرون، الذي يراهن على هذا التحالف العسكري الأوروبي، كان دائما يشيد بحنكة القوات المغربية في فهم تكتيكات الإرهابيين".
وأوضح أن "التجمع العسكري الذي سيدشن عمله بشكل رسمي على مستوى منطقة الساحل يحمل اسم "تاكوبا"، وهو مبادرة تعكس جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يشكك في التزام الولايات المتحدة في تقديم الدعم الكافي للأوروبيين".
ويقول موريسون جيمس: "في الوقت الذي خفضت فيه إدارة ترامب أعداد قواتها في أفريقيا وأعلنت عن خطة لتقليصها أيضا في أوروبا، قاد ماكرون دعوات لما أطلق عليه اسم الجيش الأوروبي".
وأضاف: "لكن تحفظ الولايات المتحدة والطموح الفرنسي يدفع بالمشروع إلى الأمام ويجلب الحلفاء الأوروبيين".
ويقول الموقع إن "ماكرون ينطلق من فكرة مفادها أن هناك فراغا في السياسة الدولية ويريد ملأه، لكن ليس لديه الوسائل"، وهو ما يؤكده إيفان جويشاوا، الخبير في منطقة الساحل في كلية بروكسيل للدراسات الدولية بالقول: "فرنسا تريد تقاسم العبء والمسؤولية السياسية وقد أقنعت الآخرين بأن منطقة الساحل مشكلة أوروبية".
ويقول بعض المحللين إن "الجهود الأوروبية في منطقة الساحل صغيرة للغاية والمهام مشتتة"، لكن الداعمين لخيار الوحدة العسكرية يرون أن "النهج المختلف لكل بلد يضيف إلى التحالف دقة أكبر".
ويقول أوليفييه ريمي بيل، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الفرنسية: "لن يصبح جميع الأوروبيين مثل فرنسا، لكن من خلال العمل معا، فإنهم يجمعون ثقافاتهم الاستراتيجية معا".
ولفت موقع "هيسبريس" المغربي إلى أن "الجهود الأوروبية تعتمد على المخابرات الأمريكية والدعم اللوجستي وأن أوروبا لا تملك عددا كافيا من الطائرات بدون طيار للقيام بمراقبة منطقة الساحل، وأن فرنسا تحتاج إلى طائرات أمريكية لنشر قوات في العديد من مهامها".