وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء أمس الجمعة، أن زامير قدم استقالته لنتنياهو، بعدما اتصل هاتفيا برئيس حزبه "كاحول لافان" (أزرق أبيض)، غانتس.
انهيار كبير
ونقلت الصحيفة على لسان وزير السياحة الإسرائيلية: "أنا قلق من أن الدولة على وشك الانهيار التام، ومن الواضح لي أن هذا لن يتغير طالما بقي نتنياهو رئيسا للوزراء"، مشيرا إلى أنه يرفض بقاء نتنياهو على رأس سدة الحكم في البلاد، وأنه لم يعد بإمكانه المكوث في حكومة ليس لديها أدنى قدر من الثقة في رئيسها.
وأكد أساف زامير أن أزمة أو جائحة كورونا ليست في اهتمام نتنياهو، وإنما قضاياه الشخصية والقانونية هي التي تحتل رأس أولوياته، فيما تحتل أزمة كورونا مرتبة دنيا في أجندة رئيس الوزراء.
خلافات واحتجاجات
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال إن "استقالة وزير السياحة الإسرائيلي يعد تعبيرًا كبيرًا عن عدم رضاه لأداء حكومة بنيامين نتنياهو، لكن لا يمكن في هذه المرحلة أن يؤدي مثل هذا الأمر إلى انهيار الحكومة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هناك احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء البلاد ضد حكومة نتنياهو بسبب وضع فيروس كورونا، والشارع معبأ ضد أداء الحكومة، والاستقالة مؤشر سلبي، وأن مسؤولين داخل الحكومة أكدوا أن هناك خلافات حادة بين نتنياهو وحزب أزرق أبيض بقيادة غانتس، بسبب ملفات عدة، والأيام القادمة ستظهر الكثير من الأشياء".
ومضى قائلًا: "باعتقادي في حال الوصول لنهاية العام دون أن يتم المصادقة على ميزانية الدولة، سيكون ذلك بمثابة مؤشر أحمر لنهاية فترة هذه الحكومة، والذهاب لانتخابات مبكرة"
حل الحكومة
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي الفلسطيني في حركة فتح، إن "استقالة إساف زامير وزير السياحة الإسرائيلي وهو ينتمي لحزب أزرق أبيض مقدمة لاستقالة أعضاء آخرين، فمحتوى كتاب الاستقالة يحرج الكثيرين من أعضاء حزب أزرق أبيض".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "اليوم نفتالي بينيت رئيس حزب يمينا انتقد نتنياهو وحكومته وفشلها في مواجهة فيروس كورونا، وأعضاء من حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو انتقدوا استقالة وزير السياحة واعتبروا حزب أزرق أبيض يبتز نتنياهو وطرحوا فكرة حل الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة".
وتابع: "الأجواء العامة تسير باتجاه حل الحكومة والذهاب لانتخابات ولكن فيروس كورونا الذي يدك المجتمع الإسرائيلي بشكل كبير سيمنع حدوث ذلك في الوقت القريب".
وأكد أن "الانتخابات لا بديل عنها ولكن إذا استمرت جائحة كورونا سيكون من الصعب القيام بها ميدانيا، وبالتالي ستستمر الحكومة الحالية في عملها حتى تتحسن الظروف الصحية، ولكن الانتخابات لا بديل عنها ولن تطول حتى مطلع العام القادم".
محاكمة نتنياهو
شدد المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، على رفضه القاطع للتوصل إلى صفقة مع نتنياهو، تقضي باعتزاله السياسة مقابل إغلاق الملفات ضده. وقال مندلبليت، بحسب ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه على نتنياهو الخضوع للمحاكمة حتى النهاية، مهدد بإقالته من منصبه، إذا استمر في استغلال سلطات منصبه لعرقلة محاكمته بتهم الفساد.
وقال مندلبليت: "احتمال إقرار أن نتنياهو غير قادر على ممارسة مهامه رئيسا للحكومة لم يسقط بعد ومطروح على الطاولة. سأستخدمه إذا لن يفرق بين المتهم نتنياهو ورئيس الحكومة نتنياهو، وإذا قمت بخلط الأمور واستخدمت سلطتك الحاكمة كرئيس للحكومة للتأثير على وضعك الجنائي، هنا تبدأ الأمور تتجه إلى مشكلة كبيرة".
مندلبليت الذي شغل منصب سكرتير حكومة نتنياهو ثم تمت ترقيته إلى منصب المستشار لشدة قربه منه، أعرب عن ألمه الشخصي من وضع نتنياهو في قفص الاتهام.
وأكمل: "لم أكن أرغب في اتخاذ قرار كهذا. لكنني لم أستطع التصرف بشكل مختلف. فأنا موظف دولة ولست موظف نتنياهو. والرجل ارتكب مخالفات فساد كبيرة"، موضحا أن الخطوة الأولى الآن هي توقيع نتنياهو على اتفاق مع النيابة حول ما يعرف باسم "منع تضارب المصالح"، مؤكدا أنه يجري مفاوضات حاليا مع نتنياهو حول هذه المسألة.
وعن الاتهامات التي وجهها نتنياهو للجهاز القضائي وادعائه بأن النيابة العامة نسجت من الخيال الملفات الموجهة ضده، قال: "سيتم البت في الأمر فقط أمام المحكمة. دعونا ننتظر. أنا أحترم أي قرار للمحكمة. ومع ذلك أقول إن جميع الأدلة موجودة أمامي. وحسب تقديري هناك فرصة معقولة لإدانته".
وشدد مندلبليت على ضرورة ألا تسمح المحكمة لنتنياهو بالمماطلة، قائلا: "يجب أن تنتهي المحاكمة في أسرع وقت ممكن. يجب أن تتم المحاكم خلال أيام متتابعة، وإنهاؤها في أقرب وقت ممكن والبت في جميع الادعاءات. الشعب يريد حسم الأمور".