تأتي واقعة الافتتاح في سياق الدينامية التي تشهدها كبريات مدن الصحراء بافتتاح بعثات دبلوماسية لعشرات الدول الإفريقية.
أول دولة عربية
ذكرت صحيفة "هسبريس"، مساء اليوم الأربعاء، أن قرار افتتاح الإمارات، كأول دولة عربية تتخذ الخطوة، تزامنا مع تخليد المغرب الذكرى 45 للمسيرة الخضراء التي تُصادف السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو التاريخ الذي يحمل دلالة معينة، حيث سبق أن شاركت الإمارات في المسيرة الخضراء، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي كان عمره، آنذاك، 14 عاما.
وسبق للعاهل المغربي، الملك محمد السادس، أن استحضر في خطاب رسمي، بمناسبة القمة الأولى المغربية الخليجية، التي عُقدت بالرياض، في عام 2016، مشاركة محمد بن زايد في المسيرة الخضراء، عام 1975.
وأكد بيان الديوان الملكي المغربي الصادر، مساء أمس الثلاثاء، على العلاقات القوية الثنائية التي تجمع المغرب والإمارات، مشيراً إلى أن الاتصال الهاتفي الذي جمع الملك محمد السادس وولي عهد أبو ظبي يندرجُ في سياق "التنسيق والتشاور الدائمين بين قيادتي البلدين، وما يجمعها من عمق أواصر الأخوة الصادقة والمحبة المتبادلة؛ وكذا في إطار علاقات التعاون المثمر والتضامن الفعال التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة".
موقف ثابت من القضية
وأعرب الملك محمد السادس عن "اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية تفتح قنصلية عامة في الصحراء المغربية، وهو قرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية".
ورأت "هسبريس" أن هذا القرار الهام يقفز بالعلاقات المغربية الإماراتية إلى مرحلة جديدة بفتح قنصليات من القارة الإفريقية إلى الآسيوية والعالم العربي، وينقلُ مسألة تأييد السيادة المغربية في الصحراء من المجال الإفريقي إلى المجال العربي وإلى القارة الآسيوية.
وأكدت أن القرار يُبرز تحولا عميقا على مستوى الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء على مستوى التكتلات الإفريقية والقارية الهامة، وسيكون له ما بعده بخصوص ملف نزاع الصحراء المغربية.
خطوة تاريخية
بينما أوضحت صحيفة "الأيام 24"، اليوم الأربعاء، أن من شأن هذه الخطوة التاريخية، أن تذيب الخلافات بين البلدين الشقيقين، وتدخل علاقات المغرب والإمارات منعطفا جديدا بعيدا عن التشنجات والاستفزازات، منوهة إلى أن فتح قنصلية الإمارات في العيون يعتبر تجاوزا لبعض الخطوات المستفزة التي قامت بها الإمارات من خلال ما سمي بالذباب الالكتروني الذي مس بالقضية الوطنية، وفي نفس الوقت نوع من دعم المغرب خاصة في سياق فتح مجموعة من القنصليات الأفريقية في كل من العيون والداخلة.
ورأت أنه سيفتح المجال لدول عربية أخرى للقيام بنفس الخطوة في المنطقة، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يدعم توجه المغرب في فتح المناطق المسترجعة للاستثمارات الأجنبية، كما أنه نوع من الاعتراف لهذه الدول بسيادة المغرب على هذه المناطق الجنوبية.
ومن جهته، أفاد الموقع الإلكتروني "كود"، مساء اليوم الأربعاء، بأن هذه القرار قبل ساعات قليلة من قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، وهذا مؤشر مهم على أن القرار يتماشى إلى حد ما مع التصور المغربي من نزاع الصحراء بحكم العلاقات القوية بين الإمارات والإدارة الأمريكية.
دعم المجتمع الدولي
ورأى الموقع أنه بافتتاح قنصلية للإمارات في العيون، تكتسب المملكة المغربية شرعية أكبر لملف الصحراء، ليس بالإعلان عن الدعم أمام المجتمع الدولي فحسب، ولكن بموقف على أرض الميدان وبخطوة قوية أمام هذا المجتمع، من الممكن أن تنضم إليه دول عربية وأوروبية أخرى.
وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إن عدد القنصليات التي افتتحت في الصحراء المغربية وصلت إلى 15 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة، حيث افتتحت 6 قنصليات من غرب إفريقيا، و5 من وسط إفريقيا، و3 من جنوب إفريقيا وواحدة من الشرق، معتبرا أن هذا يؤكد الدعم الإفريقي للمغرب والاعتراف بمغربية الصحراء.
وأكد أن "ذلك يمثل ثمرة من ثمار السياسية الإفريقية التي نهجها جلالة الملك محمد السادس خلال العشرين سنة الأخيرة التي تأسست على المصداقية والتضامن من خلال منطق رابح رابح"