قال وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان، إن قمة قادة دول مجموعة العشرين (G20) المقرر عقدها تحت رئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تهدف إلى المضي قدما على خطى روح التعاون والتضامن، خصوصا في ظل أزمة عالمية تعصف بالاقتصاد والصحة حول العالم.
منزلق الوباء وتأثيراته
قال الخبير الاقتصادي السعودي خالد الجاسر، إن "اقتصادات عظمى سقطت في منزلق وباء طارئ جعل العالم أكثر هشاشة، خاصة الدول الفقيرة في أفريقيا".
ويرى الجاسر في حديثه لـ "سبوتنيك" أن الرئاسة الحكيمة لـ "G20" من خلال برنامج سعودي طموح في ظروف استثنائية برئاسة وزير المالية محمد الجدعان، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي، جاء بما لم يتكرر من قبل في تاريخ "مجموعة العشرين".
تعليق الديون
هذه الخطوات جاءت من خلال تعليق ديون الدول الأكثر فقرا حتى العام 2021، وحصول الجميع على رعاية اجتماعية شاملة، وضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار ليفوق ما تم ضخه لتخفيف أضرار أزمة 2008 المالية بأربع مرات.
واستطاعت المملكة في إطار العمل المشترك معالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، وهو المصادق عليه أيضا من نادي باريس.
معدل الانكماش وقرارات مرتقبة
ويقول الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري، إن معدل الانكماش المتوقع حسب صندوق النقد الدولي لسنة 2020 هو 4.4 في المئة ما أدى إلى مجموعات من الاختلالات لدى مجموعة من الدول خاصة الفقيرة، التي تفاقمت مديونيتها بأكثر من 9.5 في المئة سنة 2019 لتصل إلى 978 مليار دولار.
وتابع في حديثه لـ "سبوتنيك": "القرار الذي اتخذه وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة العشرين في اجتماعهم الافتراضي في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، بقيادة السعودية في تمديد تعليق مدفوعات الدين للمرة الثانية حتى يونيو/ حزيران 2021 يعتبر قرارا غير مفاجئ، ويخدم الدول 73 الأكثر فقرا والتي تضررت بشكل كبير جدا".
القمة المرتقبة بحسب الخبير ربما تفرز قرارات أكثر فائدة لصالح الدول الفقيرة، لأن تمديد التعليق ليس حلا في حد ذاته، وربما سيؤدي فيما بعد لتأزيم وضعية الدول الأفريقية الأكثر فقرا.
وتابع أنه "يجب تسجيل معطى مهم كون الصين وافقت هذه المرة على الاقتراح السعودي، وربما يفتح الباب أكثر لإعفاءات شاملة على الدول الأكثر فقرا والمتضررة جدا من تداعيات كورونا".
وأشار الخبير إلى أن السعودية ستكون مرة أخرى أمام موعد هام، لاقتراح لتنازلات أخرى للدول الغنية لفائدة الدول الأكثر فقرا.
تحديات أمام السعودية
في الإطار ذاته قال الخبير الاقتصادي اللبناني عماد عكوش، إن "الدول الفقيرة تعاني من مشكلة أكبر في سيولتها نتيجة لجائحة كورونا وتترقب القرارات التي يمكن أن تصدر عن القمة".
وأوضح عكوش أن السعودية تعاني في سيولتها بشكل أكبر من الدول الأخرى لعدة أسباب منها انخفاض أسعار النفط، التي تعتمد عليها بنسبة تزيد عن 70 بالمئة في موازنتها، والانكماش الاقتصادي الناتج عن أزمة كورونا التي طالت معظم الدول في العالم.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى هذا العام رئاسة مجموعة العشرين، التي تستضيف قمة قادة مجموعة العشرين افتراضيا برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وستعقد على مدى يومين في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.