وقال العميد يحيى سريع، المتحدث باسم "أنصار الله": إنهم أطلقوا صاروخا على محطة توزيع لشركة "أرامكو" السعودية في منطقة جدة، وأن عملية الإطلاق تمت بصاروخ مجنح من نوع "قدس 2"، وبأن هذه العملية تأتي ردا على استمرار الحصار والعدوان، وفي سياق ما وعدت به القوات المسلحة، قبل أيام، من تنفيذ عمليات واسعة في العمق السعودي.
لقي هذا الهجوم ردة فعل مستنكرة واسعة من قبل العديد من الدول وعلى رأسها الدول العربية، فقد أعربت الإمارات عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية، وأن هذا العمل الإرهابي والتخريبي ما هو إلى دليل على سعي "ميليشيات الحوثي الإرهابية لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".
وكذلك الكويت أدانت هذا الهجوم وأعلنت في بيان لوزارة الخارجية بأن "استمرار الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية وإمدادات الطاقة، وعلى أمن واستقرار السعودية والمنطقة" تستوجب تحرك المجتمع الدولي لردع من يخطط ومن يقف وراء هذه الهجمات.
وتأتي هذه الردود الدولية، في وقت تشهد فيه أسواق النفط العالمية أزمة حقيقة في الأسعار وفي ظل انخفاض الطلب على البترول، وهو ما يؤيده الخبير والمستشار النفطي الدولي محمد سرور الصبان، في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، ويقول:
"الهجوم على البنية التحتية للنفط في جدة من قبل الحوثيين أحدث ردة فعل كبيرة، لم تأت فقط من قبل المملكة العربية السعودية، وإنما لاحظنا أن العديد من الدول والأمم المتحدة كذلك استنكرت هذا الفعل، واعتبرته فعلا جبانا يؤثر ويهدد أمن الطاقة، ويهدد استمرار انسيابية إنتاج النفط السعودي، والذي يعتبر أهم وأول مصدر للنفط في العالم".
التأثير على الإنتاج والأسعار
وحول ما إذا كانت هذه الهجمة وغيرها من الهجمات قد تؤثر على إمدادات النفط العالمية من المملكة العربية السعودية، يقول الخبير الصبان: "لن تؤثر هذه الهجمات على إنتاج النفط، هي تفتح الباب على المزيد من الهجمات، وهذا ما قد يؤثر على إنتاج النفط".
ويتابع: "نحن نذكر هجمات بقيق وخريص خلال العام الماضي، وكيف أدت إلى انخفاض إنتاج المملكة لأكثر من 50% وكان تهديدا واضحا ومباشر للمملكة ولأسواق الطاقة العالمية، لكن ما لبث أن أعادت شركة أرامكو الإنتاج إلى سابق عهده خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الأسابيع الثلاثة".
وعن الأسعار يقول الخبير الدولي النفطي: "لاحظنا أن أسعار النفط تأثرت إيجابيا وارتفعت، لأن ما حصل هو من العوامل الجيوسياسية التي تؤثر في أسعار النفط، بالرغم من وجود فائض في الأسواق وبالرغم من جائحة كورونا التي أثرت في الطلب العالمي على النفط".
ويستدرك: "إلا أن العالم يتخوف من هذه الحادثة بالرغم من صغر حجمها، لكن وجودها وظهورها في مختلف مناطق المملكة من قبل الحوثيين، يعني أن المنشآت البترولية السعودية قد تكون مكشوفة ومعرضة للأخطار خلال الفترة القادمة، وبالتالي الأسواق تترقب وتتخوف من هذه الحادثة ومثيلاتها".
مجرد خربشات
ويقلل الخبير النفطي السعودي سليمان العساف في حوار مع وكالة "سبوتنيك" من خطورة هذه الهجمات ويعتبرها مجرد عمليات قليلة الأهمية، ويوضح: "بالنسبة لهجمات الحوثيين هي فقط خربشات لا تؤثر حتى الآن على أسعار النفط العالمي ولا حتى على الإمدادات، هي قد تؤثر بشكل بسيط على أسعار النفط، لكن مسألة الإمدادات لا تؤثر بها، خصوصا إذا علمنا أن منطقة إمدادات النفط هي في رأس تنورة، وهي بعيدة عن مدى الأسلحة الحوثية".
ويكمل العيسى: "خصوصا إذا علمنا أن المملكة العربية السعودية لم يتأثر إنتاجها ولم يتأخر حتى الآن، ونرى أن أسعار النفط تحوم حول 45 دولارا للبرميل، وذلك لعدة أسباب منها فوز بايدن والأوضاع الاقتصادية المبشرة واللقاحات وغيرها، وكلها أمور إيجابية مبشرة".
ويختم حديثه: "الهجمات الحوثية هي رسالة وحرب بالوكالة عن إيران، وهي مجرد مناوشات ومحاولة إضرار بالاقتصاد العالمي، وعندما تقصف أماكن النفط الذي يغذي العالم وليس فقط الاقتصاد السعودي، وعندما ترتفع أسعار النفط مع الوضع الاقتصادي الهش، فسيؤثر ذلك على النمو وسيزداد الانكماش وستتوقف عجلة الانتاج، ما سيلحق أضرارا مباشرة وغير مباشرة، ولكن لا أعتقد أنها ستؤثر على أسعار النفط وإن كانت تدل على أهدافهم الخبيثة السيئة".