لعل التساؤل الأبرز يتعلق بالشروط التي أعلنها الرباعي العربي حين أعلن مقاطعة الدوحة، وما إن كان سيتنازل عنها، أو أن قطر ستنفذها؟
آراء الكتاب والخبراء من الجانبين بهذا الشأن متباينة، فيما لم تصدر عن الجهات الرسمية أي تصريحات توضح المسار الذي يجرى على أساسه التفاوض، أو التقارب الحاصل.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إن "الأمير نواف أعرب عن بالغ سعادته وارتياحه لما وصفه بالإنجاز التاريخي تحقق عبر الجهود المستمرة والبناءة التي بذلت أخيرا للتوصل إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف"، مشيرا إلى أن "كافة الأطراف أبدت حرصها على التضامن والتماسك والاستقرار الخليجي والعربي".
فيما كشف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، أمس السبت، عن توقعاته بحل الأزمة الخليجية "المرضي للجميع".
لا تنازل عن الشروط
في البداية قال الكاتب السعودي سعود الريس، إن التوجه السعودي العام تجاه الملف القطري لم يكن هناك إشكالية في المجمل، إلا أن المطالب كانت واضحة بشأن التحريض والتدخل في الشؤون ودعم الجماعات المتطرفة والأخرى التي أعلنت.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذه المطالب مشروعة على الصعيد الدولي، ولا تتعلق بالسيادة كما يحاول الجانب القطري أن يتحدث عنها.
ويرى الريس أن الحراك الحاصل هو في الاتجاه الصحيح، وأنه قد يؤدي إلى الضغط على قطر بالتقدم خطوة للأمام، إلا أنه لن يكون هناك أي تنازلات من الرباعي العربي فيما يتعلق بالأمن القومي واستقرار المنطقة.
فيما يتعلق بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوضح الريس أنه يملك الكثير من الأوراق التي لعب بها طوال الفترة الماضية.
أما على صعيد إيران فيشير الريس إلى أنها تنتظر من الرئيس الجديدة التجاوب مع متطلباتها بشكل أكبر مقابل التقارب مع الإدارة الأمريكية وتحقيق أهدافها بالمنطقة.
هل ألغيت الشروط؟
على الجانب الآخر قال الدكتور ماجد الأنصاري المحلل السياسي القطري، إن الشروط المعلنة سابقة من قبل "دول المقاطعة" لم تعد ضمن العملية التفاوضية أو النقاش، وأن الدوحة متمسكة برفض الشروط لأنها تخل بمبدأ السيادة.
اقتربت المصالحة؟
من ناحيته قال سعد بن عمر مدير مركز القرن السعودي، إن الوقت أصبح وشيكا على إتمام المصالحة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجميع يرغب في الذهاب نحو المصالحة، إلا أنها لابد أن تحقق الطموحات التي ترغب فيها دول المقاطعة، على رأسها وقف الدعم للمنظمات التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، والمعاكسات القطرية مع دول مجلس التعاون ومصر.
طوال الفترة الماضية كانت هناك تأثيرات اقتصادية كبيرة جراء المقاطعة، وهو ما يراه بن عمر، أن قطر لم تريح أي شيء خلال الفترة الماضية، خاصة أن تركيا وإيران تأثرا أيضا خلال الفترة السنوات الماضية.
وبشأن العلاقة بين قطر وإيران يرى بن عمر، أن شراكة قطر مع إيران في مجال الغاز تجعلها تحافظ على شعرة معاوية، وأن مجلس التعاون الخليجي لا يعترض على ذلك.
فيما قال الدكتور علي الهيل الأكاديمي القطري في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن البيان الكويتي يفهم منه أن الشروط لاغية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن إيران باركت الخطوة كي لا يقال أنها تعيق المصالحة لاسيما أنها تمر بظروف صعبة.
هل توقع بحضور بايدن؟
فيما تقول فاطمة عايد الرشيدي المحللة السياسية الكويتية، إن المفاوضات بين الجانبين دون شروط.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن المصالحة لن تتم بشكل كامل إلا في عهد بايدن.
وأوضحت أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على إيران بملفات ومواقف متناقضة تجاه الخليج لتحقيق مصالحها الخاصة.
وقال أمير دولة الكويت في بيان له: إن "الاتفاق يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها". وتوجه الشيخ الصباح بالتهنئة والتقدير لقادة الدول الخليجية على تحقيق تلك الخطوة التاريخية، كما تقدم بالشكر إلى كل من دعم لجهود الوساطة التي قامت بها دولة الكويت.
واعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في تغريدة على تويتر "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية"، فيما قال نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة على "تويتر" إن المملكة تنظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة.
وكانت الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) أعلنت، في يونيو/ حزيران 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطاً للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات، فيما أعلنت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.