وضمن الكتب التي تم العثور عليها بحوزة الخلية كان كتاب "العمدة في إعداد العدة" وهو أحد الكتب المهمة بالنسبة للجماعات الإرهابية، حيث يعد من ضمن دستورها الذي تسير عليه في إطار التحريض على القتل وسفك الدماء.
جرى تأليف الكتاب وقت الحرب في أفغانستان "لتحفيز المقاتلين العرب ومنهم المغاربة، كما أن جماعة الجهاد تعد من أكثر الجماعات تطرفا، وهو ما انعكس في منهج الكتاب الذي يحرض على القتل بكل وحشية".
يقول الخبير الأمني المغربي محمد بن عيسى، إن "ظاهرة التطرف في المغرب لها خصوصياتها الفكرية والتنظيمية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الفئة الأولى وهم المنظرون، وتمت متابعة أغلبهم بعد أحداث 16 مايو/ أيار 2003 بهذه التهمة، وجرى إطلاق سراحهم لاحقا بعد مراجعات لأفكارهم".
واستطرد: "الأوائل من هذه الفئة استمدوا أفكارهم من الإرث الجهادي الذي خلفه تنظيم "القاعدة" الإرهابي، عبر مجموعة من الكتب والكراسات، ومن بين تلك الكتب "إدارة التوحش" لأبي بكر الناجي، و"معالم في الطريق" لسيد قطب و"فصول في الإمامة والبيعة" لأبي المنذر الشنقيطي، و"العمدة في إعداد العدة"، وهي كتب تقدم نفسها كمحتوى مليء بالأفكار التي تحض على الجهاد واستهداف الخصوم وتكفير المجتمع.
ويتابع الخبير المغربي أن "بعض الأفراد الذين التحقوا بالتطرف فيما بعد، أسسوا خلايا دون أن يطلعوا عادة على تلك الكتب، وكان الأمر يتم عادة بالشحن، من طرف ما يسمى بالشيوخ، عبر مقاطع فيديو".
وأوضح أنه بعد العثور على كتاب "العمدة في إعداد العدة" لدى خلية تطوان الأخيرة، يشير إلى اعتمادهم عليه، خاصة أن المتتبع لتفكيك الخلايا بالمغرب يلاحظ أن أغلب أفرادها ينفر من القراءة، بسبب ضعف المستوى التعليمي، وأن الميل إلى شحن أنفسهم بواسطة الخطابات المسجلة لشيوخ التكفير عبر الإنترنت.
ويؤكد إبراهيم في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "هذه الآلية لا تقتصر على دولة دون غيرها، بل يتم العمل بها في العديد من الدول التي يصعب فيها الوجود العلني".
تجدر الإشارة إلى أن "الكتاب ممنوع من التداول في أغلب الدول، حيث يقوم على تكفير الحكام وإباحة قتل عناصر الشرطة والجيش والانخراط في أعمال التفجير والتدمير والاغتيال، كما يستحل الكتاب تخريب الممتلكات العامة وأموال الناس، حسب زعم مؤلفه المصري".
وفي الرابع من ديسمبر/ كانون الأول تمكنت السلطات المغربية، من تفكيك خلية إرهابية موالية لـ"داعش" ( المحظور في روسيا) بمدينة تطوان شمالي المملكة، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف مواقع حساسة في البلاد.
وأوضح بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن التدخل الأمني أسفر عن توقيف ثلاثة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و38 سنة.
وأضاف البيان أن الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء الإفادات الأولية لأعضاء هذه الخلية مكنت من تحديد مسكن في المدينة القديمة بتطوان كانوا يستغلونه لعقد اجتماعاتهم، والتخطيط لمشاريعهم الإرهابية.