في مقابلة واسعة النطاق مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأسبوع الماضي، قال جيفري: إن إدارة ترامب تمكنت فقط من "وضع استراتيجية لوقف تقدم تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا) وحرمان الرئيس السوري بشار الأسد من السيطرة على الأرض"، بما سماه حالة "جمود عسكري".
أهداف أمريكية غير محققة
وأشارالدبلوماسي إلى أن "قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده في سوريا
"لا تحارب تنظيم "داعش" فحسب، بل وتمنع الأسد من كسب الأرض"، مضيفا أن القوات التركية تفعل نفس الشيء في شمال سوريا فيما "يهيمن سلاح الجو الإسرائيلي في السماء".
سياقا، وفي معرض تعليقه على كلامه السابقة بشأن إخفاء فريقه المستوى الحقيقي لتواجد الولايات المتحدة العسكري في سوريا عن البيت الأبيض، شدد جيفري على أنه "لم يضلل ترامب بهذا الشأن أبدا".
وأكد الدبلوماسي السابق أنه "وزملاؤه كانوا يغادرون المنطقة في حالة أفضل مما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه".
وقال إن إدارة ترامب لم تكن قادرة على تحقيق أهدافها الثلاثة المتمثلة في: الانسحاب الكامل للقوات الإيرانية من سوريا؛والهزيمة الكاملة لـ"داعش"؛ والتوصل لحل سياسي في سوريا، مشيرا في نفس الوقت إلى أن "الولايات المتحدة تمكنت من تأمين "مأزق عسكري" في سوريا.
النشاط الإسرائيلي وإيران
ودافع جيفري عن الغارات الإسرائيلية على سوريا، قائلا إن الطريقة الوحيدة لوقف هذه العمليات هي انسحاب القوات الإيرانية والمدعومة إيرانيا من سوريا، معتبرا هذا طلبا ليس للنقاش، بينما أصر على أن تورط إيران في سوريا "يضخم ويضاعف أسوأ غرائز الأسد تجاه شعبه وجيرانه".
وأشار المبعوث السابق إلى أن "الوجود الإيراني يشكل خطرا وجوديًا في الوقت الحالي، على الأرجح لإسرائيل، وفي المستقبل، لأصدقائنا وحلفائنا الآخرين في جميع أنحاء سوريا، وتركيا والأردن والعراق".
وأبدى جيفري أسفه لعدم قدرته على إخراج إيران من سوريا، لكنه أكد أن "السياسة الأمريكية فرضت ثمنًا باهظًا على نظام الأسد، وبشكل غير مباشر من خلال ما نقوم به، بما تفعله إسرائيل، وما نقوم به مع مختلف شركائنا الآخرين"، مضيفًا، "خفضنا بشكل كبير فوائد إيران من الوجود في سوريا".
وأوضح جيفري أنه إذا لم تكن الولايات المتحدة قادرة على التفاوض على حل وسط يتضمن إخراج إيران من سوريا، فإن "الاستراتيجية المؤقتة هي حرمانهم من الانتصار".
وحول مساهمة إسرائيل في محاربة تنظيم "داعش"، قال جيفري:
لقد لعبت إسرائيل دورًا كبيرًا. الكثير منه سري.
أما بالنسبة للغارات الجوية الإسرائيلية المفترضة ضد القوات المرتبطة بإيران في العراق، فقد أقر المبعوث السابق بأنه "كان هناك قلق لدى البعض في الجيش الأمريكي من أن مثل هذه الضربات ستسبب مشاكل لتزامن الجهود لهزيمة تنظيم "داعش" هناك"، مستدركا بعد ذلك "قررنا في النهاية أن هذه المخاوف مبالغ فيها".
وكان جيفري قال إن فريقه كان يضلل بشكل روتيني كبار قادة إدارة ترامب، بشأن عدد القوات الأمريكية في سوريا.
ونقل الموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية "Defence One"، في 12 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن جيفري قوله: إن "العدد الفعلي للقوات في شمال شرقي سوريا أكثر بكثير من 200 جندي، وافق ترامب على تركهم هناك في 2019".
وأكد جيفري أن الغارات الإسرائيلية المزعومة على العراق استدعت قلق بعض القادة العسكريين في الولايات المتحدة، لكن إدارة ترامب خلصت في نهاية المطاف إلى أن المخاوف بشأن مدى تأثير هذه الهجمات على الحرب ضد "داعش" مبالغ فيها.
وأوضح: "نفذت عمليات متعددة في سوريا والعراق ضد القوات الإيرانية والسورية ولم يؤثر ذلك على حملتنا ضد داعش".
علاوة على ذلك، أشار جيفري إلى التحالف الواسع ودعم المنظمات الدولية في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي فرضت عقوبات "سحقت الأسد اقتصاديًا" على حد تعبيره، مضيفا إلى ذلك "تعاون أعضاء جامعة الدول العربية الذين وافقوا على الإبقاء على العزلة الدبلوماسية للحكومة السورية".
وقال جيفري عن حلفاء سوريا:
ما يعنيه هذا، بشكل أساسي، هو أن روسيا وإيران ورثتا دولة فاشلة بالكامل في مستنقع.. وإذا كانوا يريدون الخروج من هذا، فسيتعين عليهم التفاوض بجدية وقبول الحلول الوسطى.
ولفت جيفري إلى أن "التحدي الذي يواجه إدارة بايدن هو إقناع روسيا وإيران بقبول التسويات التي من شأنها أن تضع حداً لإراقة الدماء في سوريا وتضع الأسد تحت السيطرة"، وسط ما سماه جيفري "تردد متزايد" من البلدين للقيام بذلك.
ودافع جيفري عن سياسة إدارة ترامب في مقاطعة الأسد، قائلا: إنها "استمرار لموقف أوباما". مشيرا إلى ترك الباب مفتوحًا أمام "بقاء الرئيس السوري".
وبرر جيفري مقاطعة الأسد، على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت على استعداد للتفاوض مع ما سماهم "منتهكي حقوق الإنسان" إيران وكوريا الشمالية، لأنه، وبرأيه، فإنه في حالة البلدين الأخيرين، كان من "المنطقي التفاوض معهم" وأُحرز تقدم في بعض المجالات، بينما مع الأسد "لم يكن هناك أي مؤشر على الإطلاق أنه سيكون على استعداد للتنازل حتى إنشًا واحدًا".
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، نهاية خدمة المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، مع اقتراب موعد تقاعده في تشرين الثاني.
وشكر بومبيو في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، في 9 من نوفمبر، المبعوث الأمريكي عن دوره في سوريا كممثل خاص.