القاهرة - سبوتنيك. ووفقا لموقع "الأمم المتحدة"، أكد المشاركون في فعالية افتراضية نظمتها المملكة المتحدة والسويد، بعنوان "درء المجاعة في اليمن: ما الذي يمكن فعله الآن وفي عام 2021؟"، أن "الآلاف من اليمنيين يتضورون جوعا، ومعرّضون لخطر الموت، ما لم يتم توفير التمويل العاجل والكافي قريبا".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في كلمته إنه "يتم تجويع اليمنيين، بسبب حرب تدفع بالبلاد نحو المجاعة، إلى جانب اقتصاد ينهار وتمويل أقل بكثير من المطلوب".
وأضاف "ما نراه الآن هو نتيجة قرارات اتخذها أصحاب النفوذ في اليمن ودول أخرى. هذا ما قصدته عندما قلت إنه يتم تجويع اليمن. هؤلاء الأشخاص أنفسهم يمكنهم بسهولة اختيار عدم تجويع اليمن".
وأشار إلى "حصول الوكالات الإنسانية هذا العام على نصف التمويل الذي حصلت عليه العام الماضي، ما اضطرها إلى خفض عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية، وإغلاق عيادات ومحطات مياه".
وأكد لوكوك أنه "إذا أردنا تجنب حدوث مجاعة كبيرة في اليمن، فإن الناس بحاجة إلى اتخاذ قرارات مختلفة".
من جهتها، وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور، في كلمتها الافتراضية، اليمن بأنه "قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض يكبر فيه الأطفال".
وقالت هنرييتا فور إن "طفلا يموت كل عشر دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه. مليونان خارج المدرسة، والآلاف قتلوا أو شوّهوا أو تم تجنيدهم منذ عام. فقط الأسبوع الماضي، قتل بحسب التقارير 11 طفلا، بينهم رضيع عمره شهر"، مضيفة:
"النزاعات على الجبهات ارتفعت من 36 إلى 49 قتالا في عام واحد، والاقتصاد في حالة يرثى لها، ولم تعد الأسر قادرة على التكيّف. أما أنظمة الدعم والبنية التحتية، من المستشفيات والمدارس والمياه والصرف الصحي، فهي على حافة الانهيار".
وأشارت إلى "أن الفرق الإنسانية تواجه عقبات تتراوح بين القتال والحصار والعقبات البيروقراطية إلى جانب جائحة كوفيد-19، للوصول إلى الملايين الذين يحتاجون إلى المساعدة".
وأكدت أن "2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.نعتقد أن الظروف الشبيهة بالمجاعة قد بدأت تظهر بالفعل بالنسبة لبعض الأطفال".
ووفقا للأمم المتحدة، "تعتزم اليونيسف الوصول إلى أكثر من 289 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في العام القادم، وتقديم العلاج لهم، ومواصلة العمل على بناء شبكات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لدعم ذلك".
وحسب اليونيسف، "من بين الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة 12 مليون طفل، تحوّلت حياتهم إلى كابوس".
ودعت المسؤولة الأممية إلى "تجديد العمل السياسي، بما في ذلك الدعم العالمي لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بقيادة المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث، بوصفها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة".
من جانبه، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن "14.3 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة"، مشيرا إلى "مفاقمة جائحة كوفيد-19 المعاناة الإنسانية".
وحثّ السعدي المجتمع الدولي على "مواصلة الدعم وتقديم التمويل للأمم المتحدة لمساعدة اليمنيين".
ودعا إلى "التركيز على حلول مستدامة من بينها دعم المنتجين المحليين ومشاركتهم في الاقتصاد الوطني"، مؤكدا أن "من شأن ذلك أن يعود بآثار إيجابية كزيادة كمية الغذاء المنتج محليا وهو ما سيساهم في تخفيض الأسعار، وتحسين الوضع الاقتصادي محليا ووطنيا".
وتقول الأمم المتحدة إنه منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في 2015 دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أودى الصراع في اليمن حتى الآن بحياة 233 ألف شخص.