كل ما في الأمر أنه أصبح شائعا مرة أخرى مؤخرا، خاصة في أجزاء من أوروبا، حيث يجذب عشاق الطعام المغامرين الذين يرغبون في تجارب ونكهات مختلفة، وكذلك أولئك الذين يهدفون إلى تناول الأطعمة الطبيعية ذات الفوائد الصحية.
لحليب الحمير تاريخ طويل من الاستخدامات الطبية والتجميلية، ويقال إن الطبيب اليوناني أبقراط، استخدمه كعلاج لالتهاب المفاصل والسعال والجروح، وإن كليوباترا حافظت على بشرتها النضرة والناعمة بفضل حمامات حليب الحمير، بحسب تقرير لموقع "هيلث لاين".
حليب الحمير لها خصائص مضادة للميكروبات ويستخدم كعلاج طبي شعبي للعدوى، بما في ذلك السعال الديكي، وكذلك الفيروسات في أجزاء من أفريقيا والهند. كما أنه يتشابه إلى حد كبير مع حليب الأم الطبيعي، وتم استخدامه لأول مرة في القرن التاسع عشر لإطعام الأطفال الأيتام.
من ناحية التغذية، يشبه حليب الحمير حليب الثدي البشري وحليب البقر، يوفر الفيتامينات والمعادن جنبا إلى جنب مع البروتين، كما يحتوي على نسبة دهون أقل وكذلك سعرات حرارية أقل، ويحتوي على فيتامين د أكثر من أنواع الحليب الأخرى.
حليب الحمير مشابه لحليب الأم من حيث أنه منخفض في الكازين وأعلى في مصل اللبن، ويتميز هذا المصل بخصائصه المضادة للميكروبات، ويحتوي على مركبات يمكن أن تمنع نمو الفيروسات والبكتيريا.
فوائد حليب الحمير
غالبا ما يشربه عشاق حليب الحمير لفوائده الصحية التي تتجاوز محتواه الغذائي، وعلى وجه الخصوص، اكتسب الكثير من الاهتمام كغذاء صديق للحساسية ومعزز للمناعة.
مقارنة بالبروتين الموجود في حليب الأبقار، والذي يحتوي على الكازين أكثر بخمس مرات من مصل اللبن، فإن البروتين الموجود في حليب الحمير يحتوي على أجزاء متساوية تقريبا من الكازين ومصل اللبن.
ونظرا لمحتوى الكازين المنخفض بشكل ملحوظ، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية بروتين حليب البقر أن يتحملوا حليب الحمير، حيث وجدوا أن حليب الحمير لا يسبب الحساسية.
يمكن أن يكون هذا ميزة إضافية لأي شخص لديه حساسية من حليب البقر ولكن قد يستفيد من البروتين والعناصر الغذائية الأخرى التي يوفرها حليب الألبان. وجدت دراسة إيطالية أجريت على 81 طفلا يعانون من حساسية من حليب البقر، أن جميعهم كانوا قادرين على شرب حليب الحمير دون أي تفاعل سلبي.
ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من حساسية معروفة، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص قبل تجربة حليب الحمير. ففي حين يحتوي حليب الحمير على نسبة أقل من الكازين من حليب البقر، فإن كمية ضئيلة من الكازين يمكن أن تسبب الحساسية المفرطة لدى بعض الأشخاص.
عنصر آخر مهم في حليب الحمير هو اللاكتوز، والذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. قد تدعم المركبات الأخرى الموجودة في الحليب نظام المناعة الصحي.
أظهرت دراسة معملية أن حليب الحمير لديه القدرة على تعزيز إفراز السيتوكينات، وهي بروتينات تحفز جهاز المناعة. وجدت نفس الدراسة أن حليب الحمير يتسبب أيضا في إنتاج الخلايا لأكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على توسيع الأوعية الدموية.
سلبيات حليب الحمير
أكبر عيب في حليب الحمير هو سعره وتوافره. نظرا لأن عدد مزارع ألبان الحمير وحجمها محدودان، فإن إنتاجه وبيعه مكلف - وبالتالي يصعب الحصول عليها. يوجد في أوروبا بعض الشركات المصنعة الكبرى التي تبيع الحليب في شكل مسحوق، ولكن قد يكون شحنه إلى الخارج مكلفا.
كما أن سعر حليب الحمير، إلى جانب انخفاض محتواه من الكازين، يجعله مكلفا للغاية ويصعب استخدامه في صناعة الجبن.
عيب آخر محتمل هو أن معظم المزارع الصغيرة تبيع حليب الحمير الخام فقط، وشرب الحليب غير المبستر ينطوي على خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.
رغم أن حليب الحمير له خصائص مضادة للميكروبات، وعادة ما تجد الاختبارات أنه خالٍ من مسببات الأمراض الضارة، إلا أن هناك دائما خطر احتواء الحليب الخام على البكتيريا أو السموم الضارة الأخرى.
يمكن أن يكون ذلك خطيرا إذا تم إطعامه للرضع أو كبار السن أو أي شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة. إذا كنت تريد تجربة حليب الحمير في صورة سائل أو مسحوق، فابحث عن الحليب المبستر.
وبدلا من ذلك، يمكن تسخين الحليب الخام إلى 161 درجة فهرنهايت (72 درجة مئوية) على الأقل لمدة 15 ثانية قبل شربه لقتل أي مسببات أمراض.
أخيرا، إذا كان الشخص يعاني من عدم تقبل اللاكتوز وأعراض مثل الغازات والانتفاخ والإسهال بعد شرب الحليب، فمن المحتمل أن يتسبب حليب الحمير في نفس الأعراض بسبب محتواه من اللاكتوز.
وبالتالي، يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تقبل اللاكتوز تجنب حليب الحمير أو الحد منه، ويمكن استخدام إنزيم اللاكتاز لتفكيك اللاكتوز قبل شرب الحليب.