ويمكن أن تكون النبضة الكهرومغناطيسية إحدى توابع الانفجار النووي الذي يستهدف موقعا على الأرض بقنبلة نووية، وتكون أقل تأثيرا من الحالة الثانية التي يتم فيها تفجير القنبلة النووية في الجو.
تعرف القنبلة المستخدمة في الحالة الثانية بـ "القنبلة الكهرومغناطيسية" التي تسمى اختصارا بـ "إي إم بي" لأنه يتم تفجيرها في الجو بهدف إنتاج نبضات كهرومغناطيسية هائلة تمتد لمئات الكيلومترات.
يقول موقع "بيزنيس إنسيدر": "إذا تم تنفيذ عدة تفجيرات على ارتفاع بضعة كيلومترات فوق دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى أضرار هائلة للأجهزة الإلكترونية والبنية التحتية الخاصة بالاتصالات".
وتكمن القوة التدميرية للقنبلة الكهرومغناطيسية في أن تأثيرها عبارة عن طاقة كهرومغناطيسية هائلة تنتشر في نطاق واسع خلال جزء من الثانية بصورة غير مرئية.
ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه إذا تم تفجير قنبلة نووية قوية على ارتفاعات كبيرة، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأجهزة الإلكترونية الحديثة في قارة بأكملها، مشيرا إلى أنها تولد ما يطلق عليها "العاصفة الكهرومغناطيسية" المدمرة.
ورغم أن جزءا من الإرشادات الخاصة بالوقاية من الهجمات النووية تتضمن اللجوء إلى الملاجئ والاستماع إلى الراديو لاتباع التعليمات من الجهات المسؤولة، فإن هناك تحذيرات من أن خطر النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار يمكن أن يعطل كل وسائل الاتصال إلا في حالات استثنائية.
ويمكن تأثير النبضات الكهرومغناطيسية في أنها تنتشر في الهواء لمئات الكيلومترات خلال زمن قصير جدا لا يتجاوز جزء من الثانية وعندما تصل إلى الأجهزة الإلكترونية على شكل موجات ذات تردد عال، ينتج عنها تيار كهربائي يفوق قدرة تحمل الأجهزة الإلكترونية التي تتعرض له.
ويقول الموقع إن قوة النبضة الكهرومغناطيسية التي تنتج عن الانفجار النووي تتراوح بين (30 إلى 50 ألف فولت/متر)، مشيرا إلى أنها تفوق القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل فرن كهربائي بآلاف المرات، لكن لحسن الحظ فإن تلك القوة الكهرومغناطيسية مرتبطة بقوة الانفجار الناتجة عنه.
وتكون الانفجارات الحادثة على ارتفاعات مئات الأميال فوق سطح الأرض أكثر فتكا من النبضات الناتجة عن انفجار نووي على الأرض.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن حدوث الانفجار على ارتفاعات كبيرة يسمح للنبضات الكهرومغناطيسية بالانتشار بسرعة كبيرة والوصول إلى مساحات شاسعة بسبب انخفاض كثافة طبقات الغلاف الجوي على تلك الارتفاعات.
"إي - بومب"
تعتمد القنبلة الكهرومغناطيسية على مصدر لإحداث الإنفجار وفي الغالب يمتد تأثيرها المدمر على نطاق عندما تعتمد على انفجار نووي على ارتفاعات كبيرة.
ولأن استخدام هذه القنبلة في أي مواجهة عسكرية يمكن أن يحدث شلل تام في نطاق قد يمتد للدولة التي أطلقت تلك القنبلة، فقد جرى البحث عن تقنيات أخرى لصناعة قنبلة كهرومغناطيسية لها تأثير محدود ويمكن استخدامها في الحروب التقليدية، وهي القنبلة التي يطلق عليها "إي - بومب".
وتعتمد هذه القنبلة على تفجير قنبلة تقليدية لتوليد نبضات كهرومغناطيسية مدمرة، بحسب تقرير بحثي نشرته الجامعة الجوية في باكستان، مشيرة إلى أن الهدف منها هو إصابة أعداد كبيرة جدا من وسائل العدو الإلكترونية بالشلل خلال شن هجوم عليه دون أن يمتد تأثيرها للدولة التي أطلقتها.
السلاح الروسي
وقال مستشار النائب الأول للمدير العام لشركة "راديو إليكترونيي تيكنولوديي" فلاديمير ميخييف، في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك" إن "روسيا تطور قذائف كهرومغناطيسية بإمكانها إعطاب آليات العدو باستخدام نبضات أشعة ميكروويف (موجات كهرومغناطيسية قصيرة).
وأضاف: "لقد جرى تقييم نظري جاد للغاية، وأنشطة عملية على النماذج الاختبارية في ميادين رمي خاصة، وقد تم خلال ذلك تحديد نطاق السلاح، ومدى تأثيره على التقنيات".
يمثل وجود أسلحة كهرومغناطيسية في روسيا مشكلة كبيرة على الأنظمة العسكرية الأمريكية. وباستخدلم هذه الأسلحة يمكن تحويل حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة إلى سفن عديمة الفائدة تمامًا، وقد أنفق على إنتاجها مليارات الدولارات. هذه الخدعة يمكن أن تحل نتائج المواجهات المحلية الصغيرة، وكذلك الصراعات واسعة النطاق بأكملها.
القنبلة الكهرومغناطيسية والتفجيرات النووية
يتم تقسيم آثار الانفجار النووي إلى 4 دوائر، الأولى تمثل كرة النار، التي لا ينجو منها أي شيء، والثانية هي المنطقة، التي تتعرض فيها المباني لانهيارات كاملة، والثالثة، تعرف بالمنطقة الرمادية، يمكن للمباني القوية أن تقاوم الانفجار، بينما يكون الوضع في المنطقة الرابعة، التي يطلق عليها المنطقة البرتقالية، هو تعرض البشر لحروق من الدرجة الثالثة، إضافة إلى احتراق المواد القابلة للاشتعال، وهو ما يهدد بحدوث حرائق واسعة.
ويضاف إلى ما سبق نطاق غير مرئي هو نطاق النبضات الكهرومغناطيسية التي تمتد بسرعات هائلة لتصل إلى نطاق تتناسب مساحته وفقا لقوة الانفجار النووي.
ذكر موقع "فاس" الأمريكي أن عدد القنابل النووية في العالم وصل إلى 70.300 قنبلة نووية عام 1986، بعدم وصل سباق التسلح بين الولايات المتحدة الأمريكي والاتحاد السوفيتي السابق إلى ذروته.
لكن عدد القنابل النووية في العالم بدأ يتراجع بصورة كبيرة منذ تسعينيات القرن الماضي نتيجة الاتفاقيات المشتركة بين واشنطن وموسكو، وفقا للموقع الأمريكي.
ووفقا لاحصائيات عام 2017 فإن عدد القنابل النووية في العالم أصبح لا يتجاوز 15 ألف قنبلة نووية في كل دول العالم، تملك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا 93 % منها.
ورغم انخفاض عدد القنابل النووية في العام بصورة كبيرة مقارنة بعام 1986، إلا أن هذا الرقم يعد كبيرا جدا، وفقا للموقع الأمريكي، الذي أوضح أن عدد القنبابل الموجودة لدى قوات عسكرية يصل إلى 9400 قنبلة نووية، منها 3900 قنبلة في وضع الإطلاق.
وقال موقع "أرمز كنترول" الأمريكي، إن روسيا في مقدمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من القنابل النووية في العالم، ويصل عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها إلى 7 آلاف قنبلة نووية.
وتأتي أمريكا في المرتبة الثانية بـ6800 قنبلة نووية، وتمتلك فرنسا عدد قنابل نووية يصل إلى 300 قنبلة، بينما لا تمتلك الصين سوى 270 قنبلة، بينما تأتي بريطانيا في المرتبة الأخيرة، لأنها لا تمتلك سوى 215 قنبلة نووية.