حيث قامت مجموعة من "المناضلات الصحراويات" بتنظيم وقفة سلمية بشارع السمارة قرب حي معطلا بمدينة العيون، يوم الأربعاء الماضي، حملن خلالها أعلام "الجمهورية الصحراوية"، ووزعن مناشير عبرن فيها عن دعمهن قرار الشعب الصحراوي استئناف الكفاح المسلح ضد المغرب، وعن وفائهن لعهد الشهداء وتمسكهن بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو)، ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي، وفقا لما نشره موقع الإذاعة الوطنية الجزائرية.
كما نددت المناضلات أثناء الوقفة بإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب الاعتراف بملكية المغرب اللاشرعية للصحراء الغربية، حيث اعتبرن إعلانه "باطلا وغير شرعي".
وهذه شهادات من إحدى المشاركات في الحملة والمتضررات من أعمال العنف من قبل السلطات المغربية، تقول السيدة سلطانة خيا، وهي "مناضلة صحراوية"، إنها "قامت بكسر الحصار البوليسي الذي تفرضه أجهزة الاحتلال المغربي على منزل عائلتها منذ مدة، حيث خرجت صحبة أختها المناضلة، الواعرة خيا، وهن تحملان علم الجمهورية الصحراوية، رغم الحاجز البوليسي الذي شكلته عناصر سلطات الاحتلال المغربي أمام منزل العائلة لمنع الزيارات لهن والتحكم في حركة الخروج والدخول إلى المنزل".
حيث قالت إن "الوقفتان بكل من العيون وبوجدور المحتلتين عرفتا ردودا عنيفة من جانب قوات القمع المغربية، التي انهالت على المتظاهرات المسالمات بالضرب والرفس والسحل على الإسفلت بالشارع العام، ما خلف آثار عنف وكدمات ورضوض وجروح على أجساد كل المناضلات".
وفي هذا الإطار تعرضت كل من السيدتين مينة باعلي وسلطانة خيا لكسور على مستوى اليد اليمنى، في حين تعرضت السيدة الواعرة خيا لكسر على مستوى يدها اليسرى، وفقا للمصدر.
فيما تداول مناضلون على وسائل التواصل الإجتماعي تسجيلا بالفيديو من داخل سيارة للقوات المساعدة المغربية، صور فيه المعتقل محمد محمد مبارك، أثناء حوار دار بينه وبين أحد عناصر الأمن المغربي، الذي كان يتهكم على مطالبة الشاب الصحراوي بحقوقه، داعيا إياه للتوجه بطلبه لجبهة البوليساريو. فما كان من الشاب الصحراوي إلى أن صرخ في وجه مخاطبه بالقول إن "الجبهة الشعبية هي فعلا من يمثل الصحراويين".
وعلمت "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي"، أن الشاب قد تعرض للاستنطاق والتعذيب بمخفر للشرطة المغربية قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا.
واستنكرت الهيئة استمرار حصار منزل عائلة أهل خيا بمدينة بوجدور، وتعريض حياة المناضلتين سلطانة خيا وأختها الواعرة خيا لخطر عجز متفاقم قد يلحقهما نتيجة تدخلات قوات الأمن المغربية العنيفة والمتصاعدة ضدهن، خاصة بعد تعرضهن هذه المرة لكسور ورضوض تنضاف إلى التداعيات الصحية الأخرى المترتبة عن تعريضهن مرات عديدة سابقة للتعذيب والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال.
ونددت بتواتر استعمال القوة المفرطة من طرف القوات المغربية ضد المدنيين الصحراويين. وتسجل استمرار حدوث إصابات وصلت حد كسور للأطراف، والتدخلات العنيفة غير المتناسبة مع الوقفات السلمية التي يشارك فيها ضحايا هذه الانتهاكات.
يشار إلى أن الأمم المتحدة تدعو للتدخل العاجل من أجل حماية المدنيين الصحراويين بالمدن الصحراوية، وتفعيل مضامين ومقتضيات القانون الدولي الإنساني في منطقة تشهد العودة إلى الحرب من جديد.
وتدعو في نفس السياق اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين الصحراويين في المناطق التي لا تزال المغرب تسيطر عليها، وتحثها على زيارة ضحايا الانتهاكات المغربية من المدنيين، وفقا للمصدر.