وفي ظل إصرار البعثة على استكمال المسار السياسي يقلل البعض من احتمالية نجاحه في مقابل بعض التقدم في المسار العسكري.
المشهد في ليبيا بات متباينا بدرجة كبيرة من التعقيد، خاصة مع وضع كافة التوازنات الدولية في المشهد، وهو ما يطرح المزيد من التساؤلات بشأن مستقبل الأزمة خاصة بعد زيارة الوفد المصري لطرابلس عقب زيارة عسكرية تركية للغرب الليبي أيضا.
المسار السياسي يراه البعض هو المرتكز الأساسي في الأزمة وأنه حال تعثره يمكن أن تفشل جميع المسارات، رغم التقدم الحاصل في المسار العسكري، في حين يختلف البعض حول هذا الطرح أيضا.
الدكتور محمد زبيدة أستاذ القانون الدولي الليبي، قال إن التوافق بين اللجنة العسكرية مرده إلى عدم ارتباط الأطراف بأحزاب ومليشيات وأجندات، وعدم الطمع في المكاسب والمناصب.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الدور المصري الخالي من الأطماع والحريص على وحدة واستقلال ليبيا، ساهم في التوافق بين العسكريين، على عكس المسارات الأخرى الحافلة بكل السلبيات المشار إليها.
وحول ارتباط المسار العسكري بالمسار السياسي، يرى زبيدة أن الأول مستمر مهما كانت نتائج الحوار السياسي.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد الصويعي، إن حصول توافق عسكري من خلال لجنة 5+5 هو مؤقت، خاصة أن التوافق فرضته الظروف المحلية الناجمة عن حالة الصراع، ومن ناحية أخرى الضغوط الدولية التي مورست لوقف الحرب.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن فشل الحوار السياسي يعود لعدم الموضوعية في التعاطي مع الأزمة الليبية والتي تستدعي وجود حياد حقيقي يمكن من إجراء تسوية سياسية، لا تقصي أي طرف من الأطراف الليبية.
ويرى أن المسار العسكري سيبقى على الحالة الراهنة، ما لم تحدث تغييرات ميدانية على أرض الواقع.
وفيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية، اعتبر أنه مرهون بإعادة بناء السلطة، وحل أزمة تنازع المشروعيات ومأسسة الدولة وفق الثوابت الوطنية.
بدوره، قال عثمان بركة عضو الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، إنه لا يوجد توافق في المسار العسكري، وإن كل الاجتماعات والبيانات مجرد حبر علي ورق.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه عند الاتجاه للتطبيق ستتوقف كل الاتفاقات، خاصة أن الإرادة الوطنية مغيبة، والسيادة الوطنية مسلوبة.
ورأى أنه لا يمكن الفصل بين المسارات، وأن الحوار السياسي لن ينجح لأسباب عدة موجودة ضمن المشهد.
وناقش وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف القضايا ذات الاهتمام المشترك وبينها الأزمة في قره باغ والتطورات في ليبيا والمتوسط إلى جانب الأزمة السورية.
وأكد أوغلو في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، نقلتها وكالة "الأناضول" التركية، أنه "لا يحق لحفتر (قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر) أو لأية دولة أخرى المطالبة بمغادرة تركيا للأراضي الليبية ووقف دعمها للحكومة الشرعية".