قالت كارولين ماكبرايد، الأستاذة المساعدة في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة "برينستون" لعلوم الأعصاب في معهد نيوجرسي بأمريكا: "في بعض الحالات التي تطورت فيها البعوضة التي تلدغ البشر أصبحت من خلال هذا التطور نواقل مرضية سيئة"، لهذا السبب حاولت الباحثة معرفة الطريقة التي يستطيع من خلالها البعوض تتبع البشر.
وأشارت ماكبرايد، التي تركز في دراساتها المخبرية على أنواع البعوض التي تطورت لتلدغ البشر على وجه التحديد، إلى أن البعوض "يختار في الغالب ما يعضه بناءً على الرائحة"، بحسب "سي إن إن".
وبينت الباحثة أن إناث البعوض تمتص الدم لأنها تحتاجه لإنتاج بيضها، وأن معرفة الطريقة التي تستطيع من خلالها أنثى بعوض التي تحمل المرض شم الإنسان وتجاهل الحيوانات الأخرى، كان سؤال رئيسي بالنسبة لها.
وبدوره، قال كريستوفر بوتر، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في مركز "البيولوجيا الحسية" بجامعة "جونز هوبكنز"، إنه بمجرد أن "يصبح هذا معروفا بشكل أفضل، يمكن صنع مواد طاردة أكثر فاعلية أو طُعم لإغراء البعوض وإبعادها عن البشر".
وأكد بوتر الذي يدرس نوع بعوض أخر يمتص الدماء البشرية والتي تحمل مرض الملاريا أنه "إذا تمكن العلماء من التحكم في حاسة الشم لدى البعوض يمكننا التحكم فيما يفعله"، على حد قوله.
العلماء يكتشفون السر
وبحسب العلماء، فإن حمض "الديكانال"، وهو حمض موجود فقط لدى البشر، وهو الذي يساعد البعض على تتبع الإنسان ورصده.
وبهدف معرفة كيفية قيام البعوض بذلك، قام العلماء بتربية بعوض معدل وراثيا "حتى يتمكن العلماء من فتح رؤوسها الصغيرة" وتم وضعها تحت المجهر وتمكنوا من مشاهدة السيالات العصبية تنطلق عند تعرض البعوض لرائحة الإنسان والحيوان.
علم فريق البحث أن البعوض يحتوي على حوالي 60 نوعًا مختلفًا من الخلايا العصبية التي تستشعر الروائح، وذلك عندما نظروا في أدمغة الحشرات، لكنهم لاحظوا أن الإشارات كانت هادئة لدى أغلبها، إلا نوعين فقط من الخلايا العصبية، التي يتوقع العلماء أنها المسؤولة عن شم رائحة الإنسان.