عمان - سبوتنيك.وقال ديسياتنيكوف، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك"، وحول ما إذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الأردن وروسيا حيال بعض الملفات في سوريا، إن "مواقف روسيا والأردن تجاه سوريا تتطابق بشكل عام، وتؤكد ذلك نتائج المحادثات المثمرة للغاية التي أجراها معالي السيد (وزير الخارجية الأردني أيمن) الصفدي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أثناء زيارة الوزير الأردني إلى موسكو".
وأضاف "تنطلق الدولتان من عدم وجود بديل لتسوية هذا النزاع (السوري) بالأساليب السياسية على أساس تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وغيره من المقررات القانونية الدولية ذات الصلة، وعبر الحوار البناء الشامل لجميع الأطراف السورية المعنية".
تجدر الإشارة إلى أن الصفدي زار موسكو مطلع الشهر الجاري وبحث مع نظيره الروسي جملة من الملفات من بينها الملف السوري.
وأضاف ديسياتنيكوف "إننا على يقين بأن أهم مواضيع التطور اللاحق لسوريا بما فيها تحديد مبادئ هيكلتها الدستورية يجب إقرارها من قبل السوريين أنفسهم بدون أية تدخلات أو فرض إرادات من الخارج"، مبينًا أن الأردن في دوره يعمل بشكل نشيط في كافة محافل متابعة العملية السياسية السورية حيث يشارك على التوالي بصفة المراقب في الاجتماعات الدولية بشأن سوريا في إطار آلية استانا وينوي بموازاة ذلك، للمساهمة في التقارب بين هده الآلية والمجموعة المصغرة الخاصة بسوريا مما نقدره تقديرا عاليا بلا شك".
ونشر الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ماهر أبو طير بعد زيارة الصفدي إلى موسكو مقالاً تحدث فيه عن برود جزئي في العلاقات الأردنية الروسية هذا رغم إصرار الأردن على بقاء علاقته إيجابية - على حد تعبير الكاتب الأردني.
وتعليقاً على ذلك قال السفير ديسياتنيكوف "اطلعنا ببالغ الاهتمام على المقال المشار إليه في صحيفة الغد بقلم الخبير السياسي والمؤلف الأردني المشهور السيد ماهر أبو طير وما تمت الإشارة فيه الى انخفاض ديناميكية التعاون الروسي الأردني يعتبر كما يبدو تحليلا شخصيا لما يقف وراء الزيارة الأخيرة لنائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني معالي السيد أيمن الصفدي لموسكو وليس إظهار الواقع الحقيقي".
وتابع شارحا "لا يدور الحديث عن أي (برود جزئي) في علاقاتنا إطلاقا. فموسكو وعمان حافظتا وما زالتا تحافظان على الحوار السياسي المستمر على كافة المستويات وفي أساسه الصلات النزيهة وذات الاحترام المتبادل بين قائدي بلدينا فخامة السيد فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية وحضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، ملك المملكة الأردنية الهاشمية".
كما أكد السفير ديسياتنيكوف "حتى لم تدخل أي تعديلات على هذا السياق من خلال وباء فيروس كورونا العالمي ورغم أنه، بطبيعة الحال، تسبب في ترتيب معظم الصلات الثنائية بشكل مرئي أو هاتفي ولكنه لم يخفف من كثافة هذه الصلات. طبعا تبقى هناك فرص متاحة للاستغلال في مجال التعاون الاقتصادي وهو ما تقوم به العديد من شراكاتنا وبدعم واسع من الجهات الحكومية المعنية [التي] تبذل الآن جهودها النشيطة بغية لاستعماله بشكل تام".
وحول أبرز الملفات التي سيتعاون فيها كل من الأردن وروسيا في ظل المتغيرات التي طرأت هذا العام وعلى رأسها التغير في الإدارة الأميركية، قال ديسياتنيكوف "طبعا أدخل تغير الإدارة بواشنطن في أوائل العام الحالي بعض التعديلات في نهج السياسة الخارجية للولايات المتحدة ولكن الحديث عن اية تغييرات جذرية بهذا الصدد حكما لتصريحات الأميركيين أنفسهم قد يكون برأينا نوعا من المبالغة الفعلية".
وأضاف "بغض النظر عن شخصية صاحب البيت الأبيض استمررنا ونستمر في التعامل الفعال الذي نقوم به خلال السنوات مع جميع شركائنا، بما في ذلك بطبيعة الحال الأردن الصديق، حول التسوية الشرق الأوسطية وسوريا وليبيا والعراق ومكافحة الإرهاب وأهم الملفات الأخرى الخاصة بالأجندة الإقليمية والدولية".