وفي الوقت الذي تحتفل نساء العالم بيومهن العالمي، هناك الملايين من النساء في الشرق الأوسط ودول العالم ما زلن يتحملن تبعات الثورات والحروب، بعضهن يحلمن بالحياة وأخريات يتطلعن إلى قيادة دولهن.. فما هي تطلعات المرأة في بعض مناطق الحروب والثورات؟
إقصاء متعمد
وأضافت لـ"سبوتنيك": "الآن المرأة وزيرة للخارجية رغم أننا كنا نتوقع بعد الثورة أن تكون مشاركة فاعلة في مراكز القرار، وأعتقد أنه يوجد إقصاء متعمد لمشاركة المرأة، بعد سقوط النظام الذي لعبت دور بارز وكبير لإزاحته، أجحفت حكومة الثورة في حقها بصورة واضحة".
وتابعت تبيدي، رغم كل هذا تمكنت عبر منظمات المجتمع المدني أن تلعب دورا كبيرا في مناطق الحرب وخاصة معسكرات اللاجئين، وعلى الصعيد الدولي شاركت في كثير من المؤتمرات، وسيظل النضال مستمرا".
وقف الحرب اليمنية
وفي اليوم العالمي للمرأة يجب أن نتذكر حق المرأة اليمنية في الحياة والاستقرار والأمان في ظل الحرب الدائرة منذ 6 سنوات هذا ما تحدثت به عضو مجلس الشورى اليمني في صنعاء فاطمة محمد، مشيرة إلى أنه لم يتغير شيء في حقوق المرأة السياسية لأن النساء اليمنيات يتقلدن العديد من المناصب منذ سنوات طويلة، فلدينا نائبات ووزيرات وطبيبات وفي كافة الوظائف القيادية.
وأضافت لـ"سبوتنيك": "المرأة اليمنية لا تتطلع اليوم إلى المناصب والمكاسب السياسية، كل مطالبها في ظل الحرب الدائرة مطالب حياتية، من حقها في الحياة والعيش الكريم، ولم يتغير وضع المرأة في صنعاء والمحافظات الشمالية نتيجة تغير القوى السياسية التي تحكم "أنصار الله"، بل على العكس من يحكمون الآن يتسابقون ليكونوا أكثر إنصافا للمرأة".
وتابعت عضوة الشورى، "وقف الحرب هي أهم مطالب اليمنيات لأنها أكثر فئة متضررة من تلك الأزمات، الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب ورفع الحصار والباقي سيأتي تباعا، نحن سنناضل من أجل حقوقنا ومكتسباتنا".
ضحية للحروب والنزاعات
بدورها، قالت السياسية السودانية، آمنة أحمد مختار: "حال المرأة العربية كحال العرب أجمعين ما بعد حقبة الحرب الباردة، ضحية للحروب وأكثر من تدفع ثمنا لها، وتراجع موقعها كثيرا تبعا لذلك، وتبعا لتأثير المذاهب والمتطرفة".
وأضافت لـ"سبوتنيك": "رغم كل الخطوات وما شابها من عقبات إلا أن المرأة العربية لم تأل جهدا كي تخرج من قمقم الجهل والتطرف، ولا تزال تنحت في درب الحقوق والاستنارة، وسيكون النصر حليفها عاجلا آجلا".
ودعت مختار، "الحكومات العربية جميعها للتوقيع على اتفاقية سيداو، ولا يكفي التوقيع، فلابد من إنزالها على أرض الواقع، بعد أن أعطتها الثورات العربية ثقة كبيرة بالنفس وعزيمة على استعادة مكانتها، ومن ثم استشراف المستقبل لنيل حقوقها كاملة، ولكن تراجع بعض الثورات وتحولها الدموي.. أعاد نساء تلك الدول للمربع الأول وبعضهن لأدنى من الصفر".
المرأة الجنوبية
قالت ذكرى معتوق رئيس دائرة حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي الجنوبي لـ"سبوتنيك"، "المرأة الجنوبية لها الريادة في كافة المجالات وإن كان دورها القيادي قد تراجع بعض الشيء خلال السنوات القليلة الماضية، فهي تأخذ حقها نوعا ما من الناحية العملية في معظم المجالات ولكن بنسبة ضئيلة جدا، أما حقوقها الشرعية والاجتماعية فتحصل عليها كاملة، وإن كانت تعاني من بعض الإقصاء في المراكز القيادية".
وأضافت لـ"سبوتنيك": "لا نستطيع إنكار ما قامت به المنظمات الدولية بحق الشعب اليمني بشكل عام وليس النساء فقط، ولكن بالنسبة لنساء الجنوب فقد فتحت المنظمات أبوابا جديدة لإعالة المرأة عن طريق تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر الأكثر فقرا، وتوفير بعض الوظائف للنساء، لكن لم يكن هذا بالقدر المطلوب الذي كنا نتطلع إليه، وأكثر ما يؤلم المرأة في الجنوب هو فقدان عائلها سواء كانت أم أو أب أو أخ أو أخت، وهذا يمثل انتهاكا لحقوقها ويحملها أعباء أكثر".
قالت منسقة شبكة النساء العربيات من أجل التناصف والتضامن، دكتورة فاطمة خفاجي إن "العنف بأشكاله المختلفة منتشر في البلاد العربية مثل مصر حتى قبل الجائحة، إلا أنه بسبب الإغلاق زاد العنف الأسري وهذا اتضح في البلاد التي استطاعت الحصول على بيانات ومعلومات من الخطوط الساخنة وغيرها".
مشيرة إلى أنه "لا تتوفر بيانات دقيقة بخصوص حالات العنف في مصر، وأن غالبية النساء لا يقمن بالتبليغ عما يتعرضن له من عنف بسبب نقص الخدمات خاصة وقت الجائحة".
وأكدت، خفاجي، لـ"راديو سبوتنيك" أن "القوانين الخاصة بمحاربة العنف غير كافية في معظم البلاد العربية، وأنه في تونس والمغرب تم وضع قوانين شاملة لمناهضة كافة أشكال العنف كما تم وضع قانون في لبنان أيضا، إلا أن المختصين بحقوق المرأة في هذه الدول غير راضين عن هذه القوانين لأنها بحاجة لبعض التحسينات، وشددت على ضرورة وضع حلول آنية وأخرى بعيدة المدى للتصدي للعنف".
دور أممي
يذكر التاريخ العديد من النساء المؤثرات اللائي دافعن عن قضية المساواة بين الجنسين بأشكال مختلفة، ورفعن أصواتهن أمام العالم ضد كافة أشكال التمييز ضد المرأة، من عنصرية وعنف جنسي ومنزلي، وحرية التعبير، وحصر بعض الوظائف على الرجال فقط.
وفي 18 أغسطس/ آب 1920، تم التصديق على التعديل الـ19 للدستور الأمريكي، الذي يمنح المرأة حق التصويت، وفي 16 يونيو/ حزيران 1963، كانت فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تذهب إلى الفضاء، والتي ناضلت من أجل حقوق المرأة للمشاركة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وفي 4 يناير/ كانون الثاني 2007 ، تم انتخاب نانسي بيلوسي كأول رئيسة لمجلس النواب الأمريكي، وهو ما يثبت أن النساء يجب أن يشغلن مناصب قيادية عالية في السياسة.