ما المكاسب التي يحققها الميناء والعقبات التي يمكن أن تعترض عملية التنفيذ؟
قالت الدكتورة فاطمة العاني عضو اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي، تكمن أهمية مشروع ميناء الفاو الكبير في أنه يقع في مدينة البصرة جنوب البلاد والتي تعد المدخل البحري الوحيد خارج العراق.
الأهمية الاستراتيجية
وأشارت في حديثها لـ"سبوتنيك"، إلى أن الطاقة الاستيعابية المخطط لها في المشروع كبيرة جدا وتضعه في المرتبة العاشرة على مستوى العالم حال اكتماله، كما أن تكلفة المشروع كبيرة وتبلغ 5 مليار دولار تقريبا، وتكمن الأهمية الإستراتيجية للميناء في أنه يربط الدول الأسيوية بأوروبا عن طريق تركيا، نظرا للموقع الاستراتيجي للعراق.
الفساد أخطر العقبات
و نوهت عضو اللجنة العليا للميثاق الوطني، إلى أن المشكلة أو العقبة التي تواجه المشروع تكمن في تكلفة المشروع الكبيرة والفترة الطويلة لإنشاء الميناء، وكما هو معروف في العراق هناك فساد كبير في أغلب قطاعات الدولة، لذا فإن الأمل في نتائج مبشرة لهذا المشروع يشوبها الغموض، كما أن هناك علامات استفهام حول قيام رئيس الحكومة بوضع حجر أساس للمرة الثانية، فقد تم وضع حجر الأساس في العام 2010 ، وهنا يمكننا القول أن هذا الأمر يرتبط بضغط المليشيات التي تسيطر وتتحكم بالعراق الآن، وأهم أدوات السيطرة هى الاستحواذ على اقتصاد البلاد، وبهذا تكون تلك الميليشيات هى المستفيد الأول من المشروع، وبالتالي قد تضغط في اتجاه التنفيذ لتكون هناك وجهة جديدة للفساد.
وأوضحت أن هذا الميناء سوف يربط العراق بسوريا، وهناك طريق للسكة الحديد يربط العراق بإيران، وبالتالي يتم ربط إيران بسوريا، إذا المشروع له أهداف سياسية أكثر منها اقتصادية تعود على المواطنين العراقيين، بل على العكس، هناك استفادة للمليشيات والحكومات التي ترتبط بإيران، فهناك تصادم وتقاتل بين المليشيات لتقسيم ثروات البلاد على حساب المصلحة الوطنية.
ركيزة اقتصادية
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والسفير السابق بالخارجية العراقية الدكتور قيس النوري، إن مشروع ميناء الفاو ليس جديدا، حيث تم التفكير فيه وانجزت الدراسات اللازمة له منذ سبعينات القرن الماضي، إلا أن العمل في تنفيذه تأخر بسبب الحرب العراقية الايرانية.
وتابع النوري، لكن المشكلة تكمن في قوى الفساد المستشري في البلاد منذ سنوات طويلة، حيث ستعمل تلك القوى بأدواتها الميليشياوية على عرقلة استكمال بناء هذا المشروع، بدفع من إيران وبعض دول الخليج العربي، ففي حال اكتمال الميناء سيكون بديلا للموانئ الخليجية المغلقة، حيث يوفر ميناء الفاو انفتاح مواصلات متشعبة نحو دول أخرى في العالم.
وقال الكاظمي، خلال حفل وضع حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير: "نعلن اليوم البدء بمشروع استراتيجي مهم انتظره أبناء البلد سنوات طويلة"، مبينا أن "ميناء الفاو سيوفر فرصا كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات، ويساهم في تطوير المحافظة"، حسب وكالة الأنباء العراقية.
وأضاف أن "الكثيرين راهنوا على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، ولكن المشروع ينطلق اليوم رسميا بعد إن انتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام"، موضحا أن "المشروع ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع استراتيجي يسهم في تطوير واعمار جميع محافظات العراق، ويجعل من البلد جسرا اقتصاديا يربط مختلف بلدان المنطقة".
وأكد الكاظمي أن "العراق سينهض من جديد بسواعد شبابنا وشاباتنا، وعلى بركة الله نفتتح المشروع وسنواصل الإشراف والمتابعة كي يكتمل بنجاح ودون تأخير".
وكانت المرحلة الأولى لبناء "مشروع الفاو الكبير" انطلقت أوائل عام 2010، لكن أسبابا تتعلق بالتمويل وطبيعة التربة الرملية التي شيد عليها الميناء وصعوبة العمل، أخرت إنجاز كثير من مراحل المشروع، ثم جاءت بعدها الحرب ضد "داعش" عام 2014، ليتأخر العمل أكثر.