ما مدى تأثر السودان بما يحدث في تشاد؟
تداخل قبلي
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، هناك تداخل قبلي كبير، فنجد عدد كبير من قبائل دارفور تسكن في تشاد، والعكس نجد العديد من القبائل التشادية موجودة في دارفور، وهناك أيضا قبائل مشتركة على الحدود بين البلدين، أي أن تلك القبائل ممتدة عبر الدولتين، لذا فإن كل تغيير يحدث في كلا الدولتين يؤثر تأثير مباشر على الدولة الأخرى.
وتابع مصطفي، التداخل بين تشاد والسودان لم يقتصر فقط على الناحية الاجتماعية، فهناك تداخل اقتصادي، وبالتالي فإن الأحداث التي تجري الآن في تشاد بعد مقتل الرئيس أدريس ديبي، سوف يكون لها تأثير كبير جدا سلبا أو إيجابا حسب تقاطع المصالح فيما بين مكونات الدولتين.
ديبي والبشير
وأشار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى أنه، قبل أن ينقلب الرئيس التشادي الراحل على الحركات الثورية وحركات النضال التي كانت تحت زعامات من أبناء دارفور، والتعاون مع الرئيس المخلوع عمر البشير، كان ديبي يدعم تلك الحركات بشكل مباشر، وكان هنالك عمق استراتيجي لقوى الكفاح المسلح السودانية التي كانت تنطلق من دارفور، وكان لديها عمق داخل الأراضي التشادية يمكنها التراجع له إذا احتاجت إلى ذلك، ثم تنطلق إلى الداخل.
مضيفا: بعد التغيرات وتحسن العلاقات بين الرئيس المخلوع عمر البشير والرئيس التشادي الراحل ديبي، هنا انقلب ديبي على حركات دارفور وضغط عليهم، وساهم بصورة أو بأخرى في الاتفاقيات الناقصة للسلام في عهد البشير، والآن إذا جاء رئيس جديد لتشاد موالي لأي جهة أو مجموعة من المجموعات أو فرقاء السودان، فالرئيس القادم في تشاد إما أن يكون داعما للمجموعات داخل السودان أو خصما لها، نظرا لوجود نزاعات كبرى في دارفور تتنوع بين القبلية والسياسية والثقافية والاجتماعية الممتدة.
قبائل دارفور
واتفق الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني الفريق جلال تاور مع الرأي السابق، بأن الوضع في تشاد له تأثير كبير جدا على الأوضاع في السودان، فالامتداد الشرقي للسودان حتى البحر الأحمر هو امتداد لتشاد، حيث أن دولة تشاد هى دولة قارية مغلقة تعتمد على السواحل الليبية والسودانية.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس الثلاثاء، أن الخرطوم تتابع "بقلق بالغ"، تطورات الأحداث الجارية في تشاد، بعد وفاة رئيسها إدريس ديبي، داعية كل الأطراف للتهدئة ووقف الاقتتال.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان، الثلاثاء "نتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في تشاد وندعو كافة الأطراف للتهدئة ووقف الاقتتال بما يضمن أمن واستقرار تشاد".
كانت القوات المسلحة التشادية قد أعلنت، بوقت سابق من الثلاثاء، وفاة الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجراح أصيب بها على الجبهة خلال مواجهات بين الجيش ومسلحين شمالي البلاد، بعد ساعات من الإعلان عن فوزه بولاية سادسة وفق نتائج أولية.
وبحسب بيان للجيش، فقد تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل، على أن يكون هناك انتقال للسلطة في غضون 18 شهرا.
ويشرف المجلس الانتقالي على تشكيل مؤسسات ديمقراطية، تتولى إجراء انتخابات شفافة وحرة وديمقراطية بنهاية الفترة الانتقالية، وفقا للبيان.
ومن المقرر إعلان وثيقة انتقالية وطنية، فيما تم تعطيل العمل بالدستور وحل البرلمان، بجانب فرض حظر تجوال، من السادسة مساء إلى الخامسة صباحا، وإغلاق الحدود البرية والجوية، حتى إشعار آخر.