ويعتبر المنتدى منصة تناقش من خلالها الدول المنتجة للبترول والغاز كيفية دعم تطبيق اتفاقية باريس للتغير المناخي، التي يمثل الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الحياد الصفري أحد أهدافها.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، أن المملكة ملتزمة بالتطبيق الكامل لاتفاقية باريس، التي تأخذ في الحسبان حقوق الدول وواجباتها، وتركز على ظروفها الوطنية الخاصة، وتقر بأن هناك طرقا وإستراتيجيات وطنية مختلفة لتخفيض وإزالة الانبعاثات ولهذا السبب دعت المملكة إلى تبني الاقتصاد الدائري للكربون الذي يمثل نهجا شاملا ومتكاملا وجامعا وواقعيا، يعمل على إدارة الانبعاثات".
وجاء في بيان مشترك لأعضاء المنتدى، أن "كندا والنرويج وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، التي تمثل مجتمعة، 40 في المئة من الإنتاج العالمي من البترول والغاز، ستجتمع لتشكيل منتدى تعاوني سيطور استراتيجيات عملية للوصول بالانبعاثات إلى الحياد الصفري، تشمل الحد من انبعاثات الميثان، وتعزيز نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وتطوير ونشر تقنيات الطاقة النظيفة واحتجاز الكربون وتخزينه، وتنويع مصادر دخل لا تعتمد على إيرادات المواد الهيدروكربونية، وإجراءات أخرى تتوافق مع الظروف الوطنية لكل دولة".
من جانبه قال الدكتور صادق الركابي مدير المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن إن هذا المنتدى مهم، بالنظر إلى أن المشاركين فيه يشكلون أربعين في المائة من منتجي النفط والغاز، وبالنظر إلى التكلفة الباهظة التي يتكبدها الاقتصاد العالمي نتيجة هذه الانبعاثات، لافتًا إلى أن هذا المنتدى يمكن أن يكون نواة لمنتدى أكبر يضم كل منتجي النفط والغاز خاصة مع اتجاه هذا المنتدى إلى تبني استراتيجيات تهدف لتحويل الانبعاثات إلى عائد اقتصادي من خلال تخزين الكربون والاستفادة من تدويره في الزراعة وغيرها.
وأشار الركابي إلى أن البيان أشار إلى خصوصية كل دولة في تطبيق استراتيجية المنتدى للوصول للحياد الصفري، وذلك للاختلاف بين كل دولة وأخرى من حيث الإنتاج وسقوفه، فهناك دول تنوي التخلي عن الانتاج النفطي خلال خمسين سنة وهناك دول أقل، فلا تسير الدول كلها بوتيرة واحدة فضلا عن أن ذلك رسالة طمأنة للدول الأخرى التي ترغب في الانضمام إلى المنتدى.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي زيدان خوليف إن هذا المنتدى يشير في تأسيسه إلى أن هناك تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية، على يد الديمقراطيين، بعد مواقف مغايرة من اتفاق باريس واتفاق كيوتو، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى خطوة في سبيل وقف التدهور المناخي الذي بات يهدد دولًا بأكملها جراء ارتفاع درجة حرارة الأرض مثل هولندا وبنجلاديش.
وأشار خوليف إلى أن المطلوب من المنتدى أن يتبنى نوعا من الشفافية في استراتيجيتهم نحو الانخفاض، مما سيعطي نتيجة فورية مع الجهود الأممية في هذا الإطار. مشيرا إلى أن الشك يحوم حول نجاعة هذا المنتدى لأن التنافس بعد كورونا سيحتدم لتعويض الخسائر التي تكبدتها تلك الدول جراء هذه الجائحة.
المزيد من التفاصيل في حلقة الليلة من أضواء وأصداء...
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار