https://sarabic.ae/20240723/لماذا-يعود-الطاعون-ليصيب-البشر-مرة-أخرى؟--1091063330.html
لماذا يعود الطاعون ليصيب البشر مرة أخرى؟
لماذا يعود الطاعون ليصيب البشر مرة أخرى؟
سبوتنيك عربي
صدرت مقالة في مجلة "ساينس أليرت" (Science Alert) الأسترالية، أمس الاثنين، تفسر تفاصيل انتشار الطاعون الدبلي خلال تاريخ البشرية وما الوسائل المضادة للعدوى. 23.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-23T14:07+0000
2024-07-23T14:07+0000
2024-07-23T14:07+0000
مجتمع
عدوى
الطاعون
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/01/14/1085210730_0:167:3071:1894_1920x0_80_0_0_3ce220c1d4d7b10e7c91000df7b943b5.jpg
وقالت المقالة: "على مدار تاريخ البشرية، حملت الأمراض المعدية المختلفة عباءة "المرض الأكثر فتكًا" الذي يصيب البشر".في القرن الماضي وحده، شهد البشر العديد من الأوبئة: كوفيد، وفيروس نقص المناعة البشرية، وتفشيات الأنفلونزا المختلفة - على سبيل المثال لا الحصر. وقد استمر بعضها لعدة قرون ولا يزال قائما حتى اليوم، مثل السل. و كثيرا ما يُعتقد أن البعض الآخر قد تم إرساله إلى كتب التاريخ.قبل القرن العشرين، كان الطاعون الدبلي هو أكثر الأمراض فتكًا في أوروبا والمناطق المحيطة بها. وقد حدثت ثلاث أمواج كبرى لهذا المرض خلال 1500 عام ماضية.حدثت الأولى في الفترة ما بين القرن الخامس إلى القرن السابع، وأدت إلى مقتل نحو 15 مليون شخص في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأثرت بشكل كبير على الإمبراطوريات البيزنطية والساسانية والرومانية.ثم حدثت الموجة الثالثة من هذا الوباء على مستوى العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين، مما أسفر عن مقتل 30 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، العديد من المصابين في الصين والهند.ومع ذلك، منذ الستينيات فصاعدًا، فقد تغير الوضع بشكل كبير، ولا يعتبر الطاعون الدبلي في كثير من الأحيان مرضًا حديثًا. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم مؤخراً الإبلاغ عن حالة جديدة في الولايات المتحدة، مما عاد الاهتمام بهذا المرض.على الرغم من أنه لم يعد منتشرا في أجزاء كثيرة من العالم، إلا أن الطاعون الدبلي لا يزال موجودًا في بعض المناطق الجغرافية الصغيرة والمحددة وقد ينتشر في المجتمعات إذا توفر المزيج المناسب من الظروف.الطاعون الدبلي، أو الطاعون باختصار، تسببه بكتيريا تسمى يرسينيا بيستيس. هناك ثلاثة أنواع من الطاعون الذي يسببه هذا العامل الممرض، ولكل منها جزء مختلف من الجسم كموقع رئيسي للعدوى: الطاعون الرئوي يرتكز بشكل أساسي على الرئة، والتسمم الدموي يعتمد بشكل أساسي على الدم، والدبلي يحدث في الغالب في العقد الليمفاوية.على الرغم من أن أحد أشكال الطاعون يمكن أن يتحول إلى شكل آخر أثناء الإصابة، إلا أن الشكل الذي يصاب به الشخص بشكل عام يعتمد على كيفية إصابته بالعدوى.الطاعون الدبلي هو شكل من أشكال عدوى Y بيستيس التي تنتشر عن طريق البراغيث التي تعيش على الحيوانات الصغيرة، ومعظمها من القوارض مثل الفئران المنزلية والحقلية. وتعمل هذه القوارض كمستودعات للبكتيريا فتظهر عليها أعراض قليلة أو معدومة ومع أن يمكنها نقل البكتيريا إلى مخلوقات أخرى، بما في ذلك البشر.ويحدث هذا الانتقال من القوارض إلى البشر عن طريق البراغيث. وتلدغ هذه الحشرات الفئران، وبعد ذلك قد تقفز وتعض الإنسان، وتحقن بكتيريا الطاعون في الجهاز اللمفاوي للإنسان. ثم تنتقل البكتيريا عبر هذا النظام إلى العقد الليمفاوية وتبدأ العدوى.العرض الرئيسي للطاعون الدبلي هو تضخم الغدد الليمفاوية، عادة يحدث ذلك في الرقبة والفخذين والفخذين والإبطين. وهذه العقد المنتفخة، والتي تسمى الدبلات، قد تسبب تحول الأنسجة المحيطة بها إلى اللون الأسود وموتها. وقد تنفجر أيضًا، مما يؤدي إلى إطلاق القيح بداخلها.وتشمل الأعراض الأخرى الحمى والصداع والقيء، وقد ينتشر العامل الممرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين والدم، مسببا أشكالا أخرى من الطاعون. ويقتل الطاعون الدبلي ما بين 30 إلى 60% من البشر، في حين أن الالتهاب الرئوي وتسمم الدم يكونان مميتين دائمًا إذا تركا دون علاج.فلماذا كان هذا بارزًا جدًا منذ مئات السنين ولكن نادرًا ما نسمع عنه اليوم؟ الأمر كله يتعلق بوجود المزيج الحاسم من الناقلات أي البرغوث، والمستودع أي القوارض، والبكتيريا Y بيستيس التي يتراكم تأثيرها ويحدث ذلك على اتصال وثيق بالبشر.قبل القرن التاسع عشر، اعتقد الناس في المقام الأول أن المرض ينتشر عن طريق الميازما: أشكال الهواء الضارة. ولم يدرك الناس أن الكائنات المجهرية التي تنتقل بين البشر والحيوانات والبيئة يمكن أن تسبب الأمراض إلا بعد ثمانينيات القرن التاسع عشر.تحت السيطرةومن هنا، فقد تحسن الصرف الصحي في أجزاء كثيرة من العالم، مما أدى إلى فصل القوارض عن البشر وكسر دورة انتقال الطاعون. أدى اختراع المضادات الحيوية، وخاصة الفلوروكينولونات منذ الستينيات فصاعدًا، إلى انخفاض حالات الطاعون حيث أصبح من الممكن الآن تقديم العلاج المناسب لجميع أشكاله.واليوم، ما زلنا نشهد مسألة الطاعون في مناطق ساخنة محددة، خاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبيرو ومدغشقر هي البلدان التي لديها أكبر عدد من حالات الإصابة بالطاعون.تسجل مدغشقر وحدها عشرات الإصابات سنويًا، مع حدوث المزيد من الفاشيات الكبرى في عامي 2014 و2017 حينما كان لدى الأخير أكثر من 2000 إصابة. تعد مناطق الغابات الكثيفة موطنًا للعديد من القوارض، ويعد الاتصال بين الناس وهذه النظم البيئية هي سبب تفشي هذه الأوبئة الحديثة.ربما لن يتم القضاء على الطاعون أبدًا بسبب شبكة النقل المعقدة للبراغيث والقوارض والبشر، يكاد يكون من المستحيل العثورعلى كل هذه المسائل والسيطرة عليها وعلاجها.ومع ذلك، فمن خلال التعامل السليم مع الحيوانات، والفصل بين الخزانات الطبيعية والبشر، والعلاج السريع والفعال، فإن عدد الإصابات بالطاعون يتناقص كل عام، مع أمل في ظهور أعداد ضئيلة من الإصابات في السنين القربى.
https://sarabic.ae/20240723/يعاني-منهما-الكثير-مركب-طبيعي-في-الزيتون-يكافح-مرضين-شائعين-1091058386.html
https://sarabic.ae/20240723/قروش-البرازيل-تتعاطى-الكوكايين-1091053347.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
عدوى, الطاعون
لماذا يعود الطاعون ليصيب البشر مرة أخرى؟
صدرت مقالة في مجلة "ساينس أليرت" (Science Alert) الأسترالية، أمس الاثنين، تفسر تفاصيل انتشار الطاعون الدبلي خلال تاريخ البشرية وما الوسائل المضادة للعدوى.
وقالت المقالة: "على مدار تاريخ البشرية، حملت الأمراض المعدية المختلفة عباءة "المرض الأكثر فتكًا" الذي يصيب البشر".
في القرن الماضي وحده،
شهد البشر العديد من الأوبئة: كوفيد، وفيروس نقص المناعة البشرية، وتفشيات الأنفلونزا المختلفة - على سبيل المثال لا الحصر. وقد استمر بعضها لعدة قرون ولا يزال قائما حتى اليوم، مثل السل. و كثيرا ما يُعتقد أن البعض الآخر قد تم إرساله إلى كتب التاريخ.
قبل القرن العشرين، كان الطاعون الدبلي هو أكثر الأمراض فتكًا في أوروبا والمناطق المحيطة بها. وقد حدثت ثلاث أمواج كبرى لهذا المرض خلال
1500 عام ماضية.
حدثت الأولى في الفترة ما بين القرن الخامس إلى القرن السابع، وأدت إلى مقتل نحو 15 مليون شخص في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأثرت بشكل كبير على الإمبراطوريات البيزنطية والساسانية والرومانية.
ثم حدثت فاشية الوباء الثانية الأكبر بكثير من اللاحقة، تسمى "الموت الأسود"، في أوروبا في القرن الرابع عشر، حيث توفي أكثر من 50 مليون شخص، أي نحو 50% من إجمالي سكان أوروبا، بسبب هذا المرض.
ثم حدثت الموجة الثالثة من هذا الوباء على مستوى العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين، مما أسفر عن مقتل 30 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، العديد من المصابين في الصين والهند.
ومع ذلك، منذ الستينيات فصاعدًا، فقد تغير الوضع بشكل كبير، ولا يعتبر الطاعون الدبلي في كثير من الأحيان مرضًا حديثًا. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم مؤخراً الإبلاغ عن حالة جديدة في الولايات المتحدة، مما عاد الاهتمام بهذا المرض.
على الرغم من أنه لم يعد منتشرا في أجزاء كثيرة من العالم، إلا أن الطاعون الدبلي لا يزال موجودًا في بعض المناطق الجغرافية الصغيرة والمحددة وقد ينتشر في المجتمعات إذا توفر المزيج المناسب من الظروف.
الطاعون الدبلي، أو الطاعون باختصار، تسببه بكتيريا تسمى ير
سينيا بيستيس. هناك ثلاثة أنواع من الطاعون الذي يسببه هذا العامل الممرض، ولكل منها جزء مختلف من الجسم كموقع رئيسي للعدوى: الطاعون الرئوي يرتكز بشكل أساسي على الرئة، والتسمم الدموي يعتمد بشكل أساسي على الدم، والدبلي يحدث في الغالب في العقد الليمفاوية.
على الرغم من أن أحد أشكال الطاعون يمكن أن يتحول إلى شكل آخر أثناء الإصابة، إلا أن الشكل الذي يصاب به الشخص بشكل عام يعتمد على كيفية إصابته بالعدوى.
الطاعون الدبلي هو شكل من أشكال عدوى Y بيستيس التي تنتشر عن طريق البراغيث التي تعيش على الحيوانات الصغيرة، ومعظمها من القوارض مثل الفئران المنزلية والحقلية. وتعمل هذه القوارض كمستودعات للبكتيريا فتظهر عليها أعراض قليلة أو معدومة ومع أن يمكنها نقل البكتيريا إلى مخلوقات أخرى، بما في ذلك البشر.
ويحدث هذا الانتقال من القوارض إلى البشر عن طريق البراغيث. وتلدغ هذه الحشرات الفئران، وبعد ذلك قد تقفز وتعض الإنسان، وتحقن بكتيريا الطاعون في الجهاز اللمفاوي للإنسان. ثم تنتقل البكتيريا عبر هذا النظام إلى العقد الليمفاوية وتبدأ العدوى.
العرض الرئيسي للطاعون الدبلي هو تضخم الغدد الليمفاوية، عادة يحدث ذلك في الرقبة والفخذين والفخذين والإبطين. وهذه العقد المنتفخة، والتي تسمى الدبلات، قد تسبب تحول الأنسجة المحيطة بها إلى اللون الأسود وموتها. وقد تنفجر أيضًا، مما يؤدي إلى إطلاق القيح بداخلها.
وتشمل الأعراض الأخرى الحمى والصداع والقيء، وقد ينتشر العامل الممرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين والدم، مسببا أشكالا أخرى من الطاعون. ويقتل الطاعون الدبلي ما بين 30 إلى 60% من البشر، في حين أن الالتهاب الرئوي وتسمم الدم يكونان مميتين دائمًا إذا تركا دون علاج.
فلماذا كان هذا بارزًا جدًا منذ مئات السنين ولكن نادرًا ما نسمع عنه اليوم؟ الأمر كله يتعلق بوجود المزيج الحاسم من الناقلات أي البرغوث، والمستودع أي القوارض، والبكتيريا Y بيستيس التي يتراكم تأثيرها ويحدث ذلك على اتصال وثيق بالبشر.
قبل القرن التاسع عشر، اعتقد الناس في المقام الأول أن المرض ينتشر عن طريق الميازما: أشكال الهواء الضارة. ولم يدرك الناس أن الكائنات المجهرية التي تنتقل بين البشر والحيوانات والبيئة يمكن أن تسبب الأمراض إلا بعد ثمانينيات القرن التاسع عشر.
ومن هنا، فقد تحسن الصرف الصحي في أجزاء كثيرة من العالم، مما أدى إلى فصل القوارض عن البشر وكسر دورة انتقال الطاعون. أدى اختراع المضادات الحيوية، وخاصة الفلوروكينولونات منذ الستينيات فصاعدًا، إلى انخفاض حالات الطاعون حيث أصبح من الممكن الآن تقديم العلاج المناسب لجميع أشكاله.
واليوم، ما زلنا نشهد مسألة الطاعون في مناطق ساخنة محددة، خاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبيرو ومدغشقر هي البلدان التي لديها أكبر عدد من
حالات الإصابة بالطاعون.
تسجل مدغشقر وحدها عشرات الإصابات سنويًا، مع حدوث المزيد من الفاشيات الكبرى في عامي 2014 و2017 حينما كان لدى الأخير أكثر من 2000 إصابة. تعد مناطق الغابات الكثيفة موطنًا للعديد من القوارض، ويعد الاتصال بين الناس وهذه النظم البيئية هي سبب تفشي هذه الأوبئة الحديثة.
ربما لن يتم القضاء على الطاعون أبدًا بسبب شبكة النقل المعقدة للبراغيث والقوارض والبشر، يكاد يكون من المستحيل العثورعلى كل هذه المسائل والسيطرة عليها وعلاجها.
ومع ذلك، فمن خلال التعامل السليم مع الحيوانات، والفصل بين الخزانات الطبيعية والبشر، والعلاج السريع والفعال، فإن عدد الإصابات بالطاعون يتناقص كل عام، مع أمل في ظهور أعداد ضئيلة من الإصابات في السنين القربى.
