https://sarabic.ae/20241108/خبراء-كلمة-بوتين-حددت-ملامح-الصراع-حول-تعدد-القطبية-بدقة-1094615264.html
خبراء: كلمة بوتين حددت ملامح الصراع حول "تعدد القطبية" بدقة
خبراء: كلمة بوتين حددت ملامح الصراع حول "تعدد القطبية" بدقة
سبوتنيك عربي
أثارت كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال فعاليات منتدى فالداي، أمس الخميس، ردود فعل متعددة، خاصة فيما يتصل بالملفات الإقليمية والدولية. 08.11.2024, سبوتنيك عربي
2024-11-08T16:46+0000
2024-11-08T16:46+0000
2024-11-08T16:46+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
روسيا
أخبار روسيا اليوم
فلاديمير بوتين
أخبار أوكرانيا
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/07/1094588867_27:0:1254:690_1920x0_80_0_0_667858e8355d795e011ce1afa2b3f689.jpg
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، خلال فعاليات منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، حول عدد من المواضيع الإقليمية والعالمية وأهم المستجدات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.وأضاف بوتين خلال كلمة ألقاها في منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، أن "النظام العالمي الجديد يتشكل أمام أعيننا والسنوات العشرين المقبلة قد تكون أصعب".وأكد بوتين أن "لحظة الحقيقة قادمة، وأن النظام العالمي القديم ذهب بلا عودة، وأن الليبرالية الغربية أدت إلى التعصب والعدوان الشديد".دور بوتينمن ناحيته قال الدكتور، حسن أحمد حسن، الخبير الاستراتيجي السوري، إن حديث الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يتطلب التعامل مع كل فكرة منه بكثير من الاهتمام والمسؤولية.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس فلاديمير بوتين ترأس روسيا في وقت عصيب، واستطاع، أن يوقف الانهيار، ويمنع سقوط الدولة في هاوية التشظي والتفتيت، كما استطاع أن يعيد شرايين الحياة للاقتصاد الروسي، وأن يعيد القوة العسكرية إلى سابق عهدها إن لم يكن أفضل.وأوضح أن الرئيس "يدرك مآلات كل كلمة يقولها، وعندما يتحدث في منتدى "فالداي" فالحديث يتضمن حزمة متكاملة من الرسائل الداخلية والخارجية.محطات عدةوأشار إلى أن النظام العالمي لن يعود كما كان، وديناميكيات تفاعل العلاقات الدولية تدل على ذلك، وهذا لا يعني أن ذاك النظام قد انتهى تماماً، بدليل تحذير الرئيس بوتين في معرض حديثه من أن العشرين سنة القادمة قد تكون أصعب.وتابع: "السؤال لماذا قد تكون أصعب؟.. لأن قائد هذا النظام لن يقبل الخسارة، ولن يسمح ـــ إذا استطاع ـــ لأية قوة أو قوى عالمية صاعدة أن تشاركه التربع على عرش القرار الدولي، والحديث هنا يدور عن الولايات المتحدة والغرب الأطلسي الدائر في الفلك الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن".ويرى أن دور واشنطن في انحسار وانكماش، وهو ما يمثل مكمن الخطر الأكبر، خاصة أن الإمبراطوريات الكبرى عبر التاريخ تكون أكثر خطورة في طور الهبوط والتلاشي، عما كانت عليه في طور الصعود والتمدد، وهذا يجب أن يبقى حاضراً على طاولة التشريح الدقيق عند تحليل أي من الأفكار التي ذكرها الرئيس بوتين في حديثه.دلالات عودة ترامبواستطرد، بقوله: "وفق إشارات وآراء عدة، فإن خسارة الرئيس الأمريكي ترامب في انتخابات 2020 كانت بسبب خلافاته مع ما يسمى الدولة العميقة "حكومة الظل العالمية"، واليوم عاد ترامب وفاز بفارق قياسي لم يكن يتخيله أكثر المتشددين لعودته، وهذا يعني أحد أمرين:الأول أن الدولة العميقة في أمريكا لم تعد قادرة على الإمساك بمفاصل صنع القرار الاستراتيجي.والثاني، أن خروج ترامب من البيت الأبيض عام 2020، لم يكن لخلافات مع "الدولة العميقة" بل لتأمين عودته بشكل أقوى وأكثر قدرة على فرض الأجندة التي يتم اعتمادها مسبقاً، وبالتالي قد يكون وصول الديمقراطيين إلى مقود إدارة البلاد لتعرية نقاط ضعفهم أكثر فأكثر، وضمان عودة جامحة للجمهوريين تخيف كل من يفكر مجرد تفكير بشق عصا الطاعة، أو رفض الهيمنة الأمريكية المطلقة، وتحول البيت الأبيض إلى قبلة يحج إليها الأتباع والحلفاء والأصدقاء والخصوم والأعداء بآنٍ معاً، بعد أن تغدو أمريكا الخصم والمحامي والقاضي والشرطي المكلف بتنفيذ الأحكام.تراجع الغربومضى، بقوله: "الغرب بدأ عملياً مرحلة التراجع والانكفاء والانحسار التدريجي، لكنه ما يزال بعيداً عن مرحلة التفكك أو الانهيار، ولعل أحد أخطر العوامل التي تواجه القوى الطامحة لإسدال الستار على الأحادية القطبية الأمريكية وغربها الأطلسي، يكمن في الركون إلى الاطمئنان بأن الغرب على مشارف التلاشي والذوبان، ومثل هذا الاطمئنان الخادع والوهم القاتل قد يكون جهاز الإنعاش الاصطناعي "المنفسة" الذي يحتاجه الغرب لتجاوز الدخول في غيبوبة".وتابع: "نعم لقد خسر الغرب المنافق بعض عوامل سطوته، ولحق الأذى ببعض أنيابه السامة ومخالبه المحشوة دماً ولحماً بشرياً، ولم تعد كما كانت تؤمن له القدرة على تمزيق الفرائس حية أمام بصر الجميع وصمتهم، لكن ــ من وجهة نظري الشخصية ـــ ما يزال لدى الغرب الكثير من أوراق الفاعلية والتأثير والقدرة على الأذى، وهذا يجعل إمكانية تفككه أو انهياره مستبعدة على الأقل في المستقبل القريب والمتوسط، ولعل هذا يساعد في تفسير كلام الرئيس بوتين أن العقدين القادمين قد يكونان أكثر صعوبة".تحذيرات مهمةفي إطار التحذيرات التي أطلقها بوتين بشأن العقدين المقبلين، والخطوات التي يمكن أن يقبل عليها الغرب، يقول حسن: "الأمر الطبيعي أن يدفع الغرب نحو تزكية صراعات أكبر للحفاظ على الهيمنة، وهذا لا يتوقف على الصراعات المشتعلة اليوم، بل قد يشمل مناطق أخرى تبدو باردة أو فاترة بعض الشيء، ومن المسلم به أن أحد أهم الأدوار التخريبية التي تضطلع بها أجهزة الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الاستخبارات البريطانية والأمريكية، يتبلور في خلق الفتن والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية والمجتمعية داخل الدول، والعمل على إشعال الحروب وإثارة الاضطرابات بين الدول فيما بينها، وفي داخل كل دولة من الدول التي توضع في دائرة الاستهداف".تشكل عالم اقتصادي جديدفيما قال البرلماني السوري السابق، مهند الحاج علي، إن العالم الاقتصادي الجديد يتشكل الآن، شاءت الولايات المتحدة أم أبت، وذلك بعد أن ضاقت الدول الكبرى الشرقية ذرعا، بالتفرد الاقتصادي والهيمنة التي تفرضها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الدول الشرقية ضاقت ذرعا بطريقة استخدام أمريكا للاقتصاد كسلاح، لمعاقبة كل من يناهض سياستها، وبالتالي نشأت ضرورة لبروز خط آخر منفصل عن الخط الأمريكي.زوال الهيمنةولفت إلى أن أكثر المتضررين من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على الاقتصاد العالمي هي الدول النامية، التي لا تملك فرصاً للصمود أمام الاستكبار الأمريكي، لذلك وجدت في المعسكر الشرقي الاقتصادي، ملاذا أمنا تحفظ من خلاله سيادتها واستقرارها وتحقق شيئا من معدلات النمو.وتابع: "لذلك نرى الإقبال على الانخراط في تكتل "البريكس" و"شنغهاي"، وهذا بدوره يقود إلى بروز عالم متعدد الأقطاب، لأن هذا التعاون الاقتصادي يقود بالضرورة إلى تعاون سياسي، وعسكري، ويساهم في نسج تحالفات قوية مبنية على أسس الاحترام المتبادل التي هي مفقودة في صيغة التحالفات الأمريكي".ويرى البرلماني السابق أنه من المبكر الحديث عن تفكك أو انهيار الغرب، لكن السياسات الاقتصادية الخاطئة تقود بالضرورة إلى انهيار اقتصادي، خاصة مع استمرار حكومات الغرب بدعم قضايا لا تخدم شعوبها، مثل دعم النازيين في أوكرانيا لمواجهة روسيا، ما تسبب في نزيف اقتصادي حاد.وشدد على أن كلمة الرئيس بوتين جاءت لتعطي فرصة للغرب للتراجع عن كل أخطائه تجاه روسيا والعالم، وأنه عبارة عيد مد يد السلام، واليد الأخرى على السلاح، ما يعني مد يد للسلام، من منطق القوة، بعد أن استطاعت روسيا استنزاف الغرب في أوكرانيا، ومنعه من تحقيق أهدافه الاستراتيجية في تدمير روسيا وإخضاعها.ووفقا لبوتين، فإن "الصراع من أجل تشكيل عالم جديد بدأ وهذا ليس صراعا على السلطة بل صراع مبادئ، وأن الدعوات لهزيمة روسيا تكشف النزعة المغامرة والمتطرفة لبعض السياسيين".وأكد بوتين خلال كلمته: "لقد بدأ يتكشف صراع جدي وغير قابل للتوافق من أجل تشكيل (نظام عالمي) جديد. وهو غير قابل للتوافق وقبل كل شيء، لكونه ليس صراعًا على السلطة أو النفوذ الجيوسياسي، إنه صراع المبادئ في حد ذاتها، والتي ستبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب في المرحلة التاريخية المقبلة".
https://sarabic.ae/20241108/باحث-في-العلاقات-الدولية-أمريكا-تسعى-للهيمنة-على-العالم-وروسيا-تشكل-تحديا-رئيسيا-لها-1094612392.html
https://sarabic.ae/20241108/لأول-مرة-روسيا-تكشف-عن-أحدث-ابتكاراتها-لمحركات-طائرات-نوعية-في-الصين-1094608367.html
https://sarabic.ae/20241108/باحث-سياسي-حول-كلمة-بوتين-في-منتدى-فالداي-الرئيس-الروسي-يعيد-بناء-التاريخ-المعاصر--1094604743.html
https://sarabic.ae/20241107/الكرملين-بوتين-منفتح-على-الحوار-القائم-على-الاحترام-المتبادل-مع-الولايات-المتحدة-1094590876.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/07/1094588867_180:0:1100:690_1920x0_80_0_0_79464b5564c3a711b7eb95effc6b3f1c.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار روسيا اليوم, فلاديمير بوتين, أخبار أوكرانيا
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار روسيا اليوم, فلاديمير بوتين, أخبار أوكرانيا
خبراء: كلمة بوتين حددت ملامح الصراع حول "تعدد القطبية" بدقة
حصري
أثارت كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال فعاليات منتدى فالداي، أمس الخميس، ردود فعل متعددة، خاصة فيما يتصل بالملفات الإقليمية والدولية.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، خلال فعاليات منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، حول عدد من المواضيع الإقليمية والعالمية وأهم المستجدات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأضاف بوتين خلال
كلمة ألقاها في منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، أن "النظام العالمي الجديد يتشكل أمام أعيننا والسنوات العشرين المقبلة قد تكون أصعب".
وأكد بوتين أن "لحظة الحقيقة قادمة، وأن النظام العالمي القديم ذهب بلا عودة، وأن الليبرالية الغربية أدت إلى التعصب والعدوان الشديد".
من ناحيته قال الدكتور، حسن أحمد حسن، الخبير الاستراتيجي السوري، إن حديث الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يتطلب التعامل مع كل فكرة منه بكثير من الاهتمام والمسؤولية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس فلاديمير بوتين ترأس روسيا في وقت عصيب، واستطاع، أن يوقف الانهيار، ويمنع سقوط الدولة في هاوية التشظي والتفتيت، كما استطاع أن يعيد شرايين الحياة للاقتصاد الروسي، وأن يعيد القوة العسكرية إلى سابق عهدها إن لم يكن أفضل.
وأوضح أن الرئيس "يدرك مآلات كل كلمة يقولها، وعندما يتحدث في منتدى "فالداي" فالحديث يتضمن حزمة متكاملة من الرسائل الداخلية والخارجية.
وأشار إلى أن النظام العالمي لن يعود كما كان، وديناميكيات تفاعل العلاقات الدولية تدل على ذلك، وهذا لا يعني أن ذاك النظام قد انتهى تماماً، بدليل تحذير الرئيس بوتين في معرض حديثه من أن
العشرين سنة القادمة قد تكون أصعب.وتابع: "السؤال لماذا قد تكون أصعب؟.. لأن قائد هذا النظام لن يقبل الخسارة، ولن يسمح ـــ إذا استطاع ـــ لأية قوة أو قوى عالمية صاعدة أن تشاركه التربع على عرش القرار الدولي، والحديث هنا يدور عن الولايات المتحدة والغرب الأطلسي الدائر في الفلك الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن".
ويرى أن دور واشنطن في انحسار وانكماش، وهو ما يمثل مكمن الخطر الأكبر، خاصة أن الإمبراطوريات الكبرى عبر التاريخ تكون أكثر خطورة في طور الهبوط والتلاشي، عما كانت عليه في طور الصعود والتمدد، وهذا يجب أن يبقى حاضراً على طاولة التشريح الدقيق عند تحليل أي من الأفكار التي ذكرها الرئيس بوتين في حديثه.
واستطرد، بقوله: "وفق إشارات وآراء عدة، فإن خسارة الرئيس الأمريكي ترامب في انتخابات 2020 كانت بسبب خلافاته مع ما يسمى الدولة العميقة "حكومة الظل العالمية"، واليوم عاد ترامب وفاز بفارق قياسي لم يكن يتخيله أكثر المتشددين لعودته، وهذا يعني أحد أمرين:
الأول أن الدولة العميقة في أمريكا لم تعد قادرة على الإمساك بمفاصل صنع القرار الاستراتيجي.
والثاني، أن خروج ترامب من البيت الأبيض عام 2020، لم يكن لخلافات مع "الدولة العميقة" بل لتأمين عودته بشكل أقوى وأكثر قدرة على فرض الأجندة التي يتم اعتمادها مسبقاً، وبالتالي قد يكون وصول الديمقراطيين إلى مقود إدارة البلاد لتعرية نقاط ضعفهم أكثر فأكثر، وضمان عودة جامحة للجمهوريين تخيف كل من يفكر مجرد تفكير بشق عصا الطاعة، أو رفض الهيمنة الأمريكية المطلقة، وتحول البيت الأبيض إلى قبلة يحج إليها الأتباع
والحلفاء والأصدقاء والخصوم والأعداء بآنٍ معاً، بعد أن تغدو أمريكا الخصم والمحامي والقاضي والشرطي المكلف بتنفيذ الأحكام.
ومضى، بقوله: "الغرب بدأ عملياً مرحلة التراجع والانكفاء والانحسار التدريجي، لكنه ما يزال بعيداً عن مرحلة التفكك أو الانهيار، ولعل أحد أخطر العوامل التي تواجه القوى الطامحة لإسدال الستار على الأحادية القطبية الأمريكية وغربها الأطلسي، يكمن في الركون إلى الاطمئنان بأن الغرب على مشارف التلاشي والذوبان، ومثل هذا الاطمئنان الخادع والوهم القاتل قد يكون جهاز الإنعاش الاصطناعي "المنفسة" الذي يحتاجه الغرب لتجاوز الدخول في غيبوبة".
وتابع: "نعم لقد خسر الغرب المنافق بعض عوامل سطوته، ولحق الأذى ببعض أنيابه السامة ومخالبه المحشوة دماً ولحماً بشرياً، ولم تعد كما كانت تؤمن له القدرة على تمزيق الفرائس حية أمام بصر الجميع وصمتهم، لكن ــ من وجهة نظري الشخصية ـــ ما يزال لدى الغرب الكثير من أوراق الفاعلية والتأثير والقدرة على الأذى، وهذا يجعل إمكانية تفككه أو انهياره مستبعدة على الأقل في المستقبل القريب والمتوسط، ولعل هذا يساعد في تفسير كلام الرئيس بوتين أن العقدين القادمين قد يكونان أكثر صعوبة".
في إطار التحذيرات التي أطلقها بوتين بشأن العقدين المقبلين، والخطوات التي يمكن أن يقبل عليها الغرب، يقول حسن: "الأمر الطبيعي أن يدفع الغرب نحو تزكية صراعات أكبر للحفاظ على الهيمنة، وهذا لا يتوقف على الصراعات المشتعلة اليوم، بل قد يشمل مناطق أخرى تبدو باردة أو فاترة بعض الشيء، ومن المسلم به أن أحد أهم الأدوار التخريبية التي تضطلع بها أجهزة الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الاستخبارات البريطانية والأمريكية، يتبلور في خلق الفتن والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية والمجتمعية داخل الدول، والعمل على إشعال الحروب وإثارة الاضطرابات بين الدول فيما بينها، وفي داخل كل دولة من الدول التي توضع في دائرة الاستهداف".
فيما قال البرلماني السوري السابق، مهند الحاج علي، إن العالم الاقتصادي الجديد يتشكل الآن،
شاءت الولايات المتحدة أم أبت، وذلك بعد أن ضاقت الدول الكبرى الشرقية ذرعا، بالتفرد الاقتصادي والهيمنة التي تفرضها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الدول الشرقية ضاقت ذرعا بطريقة استخدام أمريكا للاقتصاد كسلاح، لمعاقبة كل من يناهض سياستها، وبالتالي نشأت ضرورة لبروز خط آخر منفصل عن الخط الأمريكي.
ولفت إلى أن أكثر المتضررين من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على الاقتصاد العالمي هي الدول النامية، التي لا تملك فرصاً للصمود أمام الاستكبار الأمريكي، لذلك وجدت في المعسكر الشرقي الاقتصادي، ملاذا أمنا تحفظ من خلاله سيادتها واستقرارها وتحقق شيئا من معدلات النمو.
وتابع: "لذلك نرى الإقبال على الانخراط في تكتل "البريكس" و"شنغهاي"، وهذا بدوره يقود إلى بروز عالم متعدد الأقطاب، لأن هذا التعاون الاقتصادي يقود بالضرورة إلى تعاون سياسي، وعسكري، ويساهم في نسج تحالفات قوية مبنية على أسس الاحترام المتبادل التي هي مفقودة في صيغة التحالفات الأمريكي".
ويرى البرلماني السابق أنه من المبكر الحديث عن تفكك أو انهيار الغرب، لكن السياسات الاقتصادية الخاطئة تقود بالضرورة إلى انهيار اقتصادي، خاصة مع استمرار حكومات الغرب بدعم قضايا لا تخدم شعوبها، مثل دعم النازيين في أوكرانيا لمواجهة روسيا، ما تسبب في نزيف اقتصادي حاد.
وشدد على أن كلمة الرئيس بوتين جاءت لتعطي فرصة للغرب للتراجع عن كل أخطائه تجاه روسيا والعالم، وأنه عبارة عيد مد يد السلام، واليد الأخرى على السلاح، ما يعني مد يد للسلام، من منطق القوة، بعد أن استطاعت روسيا استنزاف الغرب في أوكرانيا، ومنعه من تحقيق أهدافه الاستراتيجية في تدمير روسيا وإخضاعها.
ووفقا لبوتين، فإن "الصراع من أجل تشكيل عالم جديد بدأ وهذا ليس صراعا على السلطة بل صراع مبادئ، وأن الدعوات لهزيمة روسيا تكشف النزعة المغامرة والمتطرفة لبعض السياسيين".
وأكد بوتين خلال كلمته: "لقد بدأ يتكشف صراع جدي وغير قابل للتوافق من أجل تشكيل (نظام عالمي) جديد. وهو غير قابل للتوافق وقبل كل شيء، لكونه ليس صراعًا على السلطة أو النفوذ الجيوسياسي، إنه صراع المبادئ في حد ذاتها، والتي ستبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب في المرحلة التاريخية المقبلة".