"لا رجعة فيه".. نائب الرئيس الإيراني يكشف تفاصيل لقاء مع ولي العهد السعودي في الرياض
© AP Photo / Jacquelyn Martin, Poolولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
© AP Photo / Jacquelyn Martin, Pool
تابعنا عبر
كشف محمد رضا عارف، نائب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين، عن تفاصيل لقاء جرى بينه وبين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على هامش القمة غير العادية لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، التي عقدت في الرياض لبحث الأزمة في غزة ولبنان.
وعُقد الاجتماع في جو ودي، ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية.
وفي الاجتماع، نقل عارف تحيات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان لولي العهد السعودي، ودعاه إلى زيارة طهران.
وقال عارف: إن "الطريق الجديد الذي فُتح لتطوير العلاقات بين طهران والرياض هو مسار "لا رجعة فيه".
وأضاف أن "توسيع العلاقات بين البلدين يسير على الطريق الصحيح"، وأعرب عن أمله في أن تتبع العلاقة السياسية الجيدة، توسعات في مجالات الاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.
وتابع نائب الرئيس الإيراني: "لا شك أن فوائد تعميق العلاقات هذه لن تشمل إيران والمملكة العربية السعودية فحسب، ولكن بالتأكيد، بالنظر إلى خصائص وتأثيرات البلدين الكبيرين على المنطقة والعالم الإسلامي، سيؤدي هذا إلى تطوير التعاون الإقليمي والتضامن بين الدول الإسلامية".
دیدار صمیمانه بن سلمان #ولیعهد_عربستان با محمدرضا عارف، معاون اول #پزشکیان در ریاض pic.twitter.com/FNEUqonneB
— مریم سالاری (@SalariMaryam) November 11, 2024
وواصل عارف: "أنا واثق من أن عقد هذا الاجتماع على أعلى مستوى سيخلق فتحات جادة في العلاقات بين البلدين، لأن إيران والمملكة العربية السعودية، باعتبارهما عضوين مؤثرين في منظمة التعاون الإسلامي، تلعبان دورا مهما في حل مشاكل الدول الإسلامية، وخاصة في قضيتي فلسطين ولبنان".
وفي إشارة منه الى تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية، أوضح عارف أنه وعلى الرغم من أن الأعداء مثل إسرائيل ومؤيديها غير راضين عن العلاقة الجيدة بين طهران والرياض، ويحاولون وضع العصا في عجلة سير تقدم هذه العلاقة، إلا أن البلدين يعتبران هذه العلاقة مهمة وضرورية لشعبي البلدين، وكذلك المنطقة والعالم الإسلامي، معربا عن أمله في تطوير التعاون الوثيق والشامل في مجالات مختلفة.
كما تمّن عارف مواقف ولي العهد السعودي، في جلسة الرياض، بإدانة هجوم الكيان الإسرائيلي على إيران، وأشار إلى "جرائم هذا الكيان باغتيال قادة "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، قائلا: "إن العدوان الهمجي الصهيوني فرض الكثير من الضحايا البشرية على الشعب في المنطقة، ولكننا سعداء لأنه على الرغم من الفظائع التي يرتكبها كيان الاحتلال، فإن اقتدار "حماس" و"حزب الله" اللبناني لم يضعف أبدا".
وتابع: "نعتقد أنه لو تصرف العالم الإسلامي كأمة موحدة، لما كان الكيان الإسرائيلي ليتجرأ على ارتكاب هذه الفظائع. وفي الوضع الحالي، لا نعتبر الحرب في مصلحة المنطقة، ولم نبدأ حربا أبدا ولن نكون كذلك أبدا، لكننا سندافع بكل حزم عن سلامة أراضي بلادنا".
واعتبر عارف ان هدف الكيان الاسرائيلي هو إدخال المنطقة بأكملها في حرب مدمرة، لكن التعاون الوثيق بين إيران والسعودية يمكن أن يحبط هذه الخطة وسيلعب البلدان دورا مهما في استقرار وسلام المنطقة.
من جانبه، أشاد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالمواقف الحكيمة لنائب الرئيس الإيراني، وشكر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على جهوده خلال المفاوضات مع نظيره السعودي، بحسب وكالة "مهر".
وتعقيبا على كلام نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، فيما يتعلق بالعلاقات التي لا رجعة فيها بين البلدين، قال ولي العهد السعودي: "إن النقطة التي وصلنا إليها اليوم في توسيع وتعميق العلاقات مع إيران أمر مرغوب فيه للمملكة العربية السعودية ".
واكد بن سلمان على ضرورة توسيع العلاقات الثنائية والتعاون خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي، مشيرا إلى أن أحداث العام الماضي في المنطقة لم ولن تكون أبدا عائقا أمام تطور العلاقات بين البلدين.
وأوضح أنه "ليس لديه أدنى شك في أنه بحلول نهاية عام 2025، ستكون العلاقات بين هذين البلدين الكبيرين في المنطقة بأعلى مستوى".
وأضاف ولي العهد السعودي: "تماما مثل إيران، نحن أيضا جادون للغاية ومثابرون في تطوير العلاقات، خاصة في المجال الاقتصادي، كما أننا نتعلم من التجارب التاريخية، وسنستخدم هذه التجارب لخلق علاقات أقوى وطويلة الأمد بين البلدين وتوطيدها قدر الإمكان".
وضمن إدانته العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، رأى الأمير محمد بن سلمان أن "إسرائيل لا تلتزم بأي من المعايير الدولية، وفي هذا الوضع يجب اتخاذ قرارات حكيمة وصحيحة لتنعم المنطقة بالسلام والاستقرار".
وفي ختام اللقاء، ثمّن ولي العهد السعودي، الإجراءات الحكيمة التي اتخذتها إيران في مواجهة تطورات المنطقة، وأوضح أن "المملكة لن تسمح أبدا باستخدام أراضيها ومجالها الجوي لمهاجمة إيران".
وكانت السعودية وإيران، قد اتفقتا في آذار/ مارس 2023، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد سنوات من القطيعة.
يذكر أنه تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في عام 2016، بعدما هاجم محتجون إيرانيون المقار الدبلوماسية السعودية في إيران، بعدما قامت السلطات السعودية بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي، نمر النمر.