غزيون يحولون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرقي خان يونس جنوبي القطاع
غزيون يحولون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرقي خان يونس جنوبي القطاع
سبوتنيك عربي
يواصل الجيش الإسرائيلي بعد مرور أكثر من عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، حربه على قطاع غزة، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب... 09.12.2024, سبوتنيك عربي
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وتزداد معاناة النازحين من بيوتهم المدمرة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.ويحاول النازحون إيجاد بديل عن الخيام، ومنهم من يعيد بناء بيته المدمر ولو بوسائل بدائية، كي يجد لعائلته مكان فيه الدفء في شهر الشتاء، وقد استطاع العديد من سكان شرق خان يونس جنوبي القطاع، من العودة إلى بيتوتهم، والمكوث داخل ركامها، أو استصلاح جزء منها.بيوت الطين أهون من حياة الخيامفي خان يونس جنوبي القطاع، دمر الجيش الإسرائيلي ثاني أكبر مدينة في القطاع على مدار أربعة أشهر، في الفترة التي اجتاحها برياً من كانون الأول/ديسمبر 2023، وتعرضت المناطق الشرقية من مدينة خان يونس للحجم الأكبر من هذا الدمار، لقربها من "السياج الأمني" الإسرائيلي الذي يفصل قطاع غزة عن مستوطنات الغلاف، والذي بدأت منه القوات الإسرائيلية اجتياحها البري للمدينة.ويخوض سكان المنطقة تجارب مريرة في محاولة البقاء شرقي خان يونس بعدما تحولت إلى دمار، ومن هذه المعاناة تولدت فكرة البناء باستخدام الطين، على غرار بيوت الأجداد قبل النكبة.محمد أبو سمحان، عاد للمرة الثانية ليجد منزله مدمر، ويقول محمد ببناء بيت من الطين، من خلال جمع الأحجار المتناثرة بفعل التدمير، وباستخدام الطين عوضاً عن مادة الأسمنت المفقودة في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل إدخال مواد البناء للقطاع المحاصر.ويقول محمد لوكالة "سبوتنيك": "في بداية الاجتياح البري لخان يونس، نزحنا إلى المواصي ثم عدنا إلى الشرقية، وقمنا بعمل خيمة صغيرة ومكثنا فيها، ثم عاد الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إلى المنطقة، وحرقت الخيمة وتدمر ما فيها، ثم نزحنا إلى عدة مناطق، وعودنا مرة أخرى شرق خان يونس، فوجدنا كل شيء مدمر".ويضيف: "فكرة البيوت الطينية هي البديل المتوفر، فالحجارة متناثرة، والطين من الأرض ونقوم بخلطه بالتبن كي يلتسق على الحجارة، وهو بناء بديل للأسمنت في ظروف الحرب، وهذه هي حياتنا التي علينا التكيف معها، وفي داخل البناء نضع أغطية على الطبقة الداخلية للطين من أجل الرطوبة، والسقف عملناه من ألواح الزينجو، والأرضية وضعنا فيها الرمل، وأطالب بتوفير مقومات الصمود الأخرى، مثل الطحين والماء، لانَّ الطحين غير متوفر، وإذا توفر فهو غالي، ومنذ فترة نأكل المعلبات فقط".وفي الجهة المقابلة لمنزل محمد أبو سمحان، يقوم محمد أبو عنزة باستخلاص حجارة من بين أنقاض منزله المدمر، وقد أعاد بناء منزل جديد، ويخلط محمد الطين بالتبن ليعطيه قوامًا بديلًا عن الإسمنت، ويستخدمه في عملية البناء كي تتماسك الحجارة مع بعضها البعض، وتكون قادرة على مقاومة العوامل الجوية، مع أمله أن تصمد أمام الاهتزازات الناجمة عن قوة الانفجارات القريبة من منطقته.ويقول محمد لوكالة "سبوتنيك": "لا يظن الاحتلال أنه بهدم البيوت والأحياء، سيقضي على الشعب، لأنَّ الفلسطينيين يستطيعون الحياة من تحت الأنقاض، ومن خلال هذه الطريقة في البناء عدنا إلى عهد أجدادنا، من خلال الطين والتبن والحجارة، وقمنا ببناء غرف صغيرة لكي نصمد، وهذه البيوت الطينية هي أفضل من الخيام، وأنصح كل النازحين الموجدين على البحر أو في المواصي بخان يونس، والذين يستطيعون العودة إلى مناطقهم، بالعودة والصمود فيها والتكيف مع الظروف الحالية، والعيش فوق ركام المنازل أو في بيوت طينية".ويضيف: "نحن شعب مقاوم يريد حقوقه، ويجب على العالم أن يفهم هذه الرسالة، ويجب إنهاء حرب الإبادة التي يشنها نتنياهو وحكومته وجيشه ومن يؤيده على الشعب الفلسطيني".صمود فوق الركاموأما النازح مؤمن فرج، فلم يستطع أن يقوم ببناء منزل من الطين، وعوضا عن ذلك قام ببناء خيمة، وثبتها بالأخشاب والمسامير، ونجح في انتشال قطعاً من الأثاث المدمر من بين الأنقاض وأعاد تدويرها واستخدامها كأبواب ونوافذ للمنزل الجديد.ويقول مؤمن لـ "سبوتنيك": "نزحنا في بداية اجتياح خان يونس نحو بني سهيلا، وبعد أقل من شهر نزحنا في خان يونس داخل مشفى ناصر، ومكثنا شهر، ثم نزحنا إلى رفح لمدة 5 أشهر، وبعد ذلك قالوا إنَّ الاحتلال انسحب من شرق خان يونس، فعدنا ووجدنا المنطقة مدمرة، وقمت بعمل خيمة، لكن بعد 15 يوم نزحنا مرة أخرى، ثم قمت بعمل خيمة ثانية مكانها، أقل جودة ومتانة من السابقة، بسبب قلة الإمكانيات وغلاء الأسعار، لكنها تساعدنا على الصمود، ورسالتي أن تتوقف الحرب، ونعيش بسلام، ويعود النازحون إلى مناطقهم".وفي بيت شبه مدمر تحاول أم وليد بعدما عادت إلى بيتها شرق خان يونس، وقد فقدت عائلتها، وكثير من أقربائها خلال الحرب، إيجاد زاوية داخل البيت كي تعيش فيها مع أطفالها، وتقوم بوضع أقمشة على الجدران المدمرة، وتصف حالة المنزل الكارثية.وتقول أم وليد لوكالة "سبوتنيك": "كما ترى المنزل مدمر، وهناك قسم كبير من المنزل مكشوف للمطر والشتاء، وأحتاج إلى شادر كبير كي أغلقه، لكن مع عدم توفره أضع أقمشة على الجهة المقابلة للمنزل، كي نحاول المكوث هنا".ولا تستطيع أم وليد بناء بيت من الطين أو حتى خيمة، لكنها تفضل البقاء داخل بيتها المدمر، ومواجهة الحياة البائسة والقاسية، حتى يأتي يوم قريب يحمل والأمل وشعاع نور لبيتها المدمر.وتشير تقديرات أولية صادرة عن هيئات محلية ودولية إلى أنَّ الحرب الإسرائيلية تسببت في دمار هائل شمل كل مفاصل الحياة في قطاع غزة، وبلغت نسبة الدمار 86 في المئة، وتشمل مئات آلاف المنازل والوحدات السكنية، والبنية التحتية التي نالها دمار كلي أو جزئي.ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 426 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 44,532 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105,538 آخرين.وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
يواصل الجيش الإسرائيلي بعد مرور أكثر من عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، حربه على قطاع غزة، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وتزداد معاناة النازحين من بيوتهم المدمرة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.
ويحاول النازحون إيجاد بديل عن الخيام، ومنهم من يعيد بناء بيته المدمر ولو بوسائل بدائية، كي يجد لعائلته مكان فيه الدفء في شهر الشتاء، وقد استطاع العديد من سكان شرق خان يونس جنوبي القطاع، من العودة إلى بيتوتهم، والمكوث داخل ركامها، أو استصلاح جزء منها.
غزيون يحوّلون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرقي خان يونس جنوبي القطاع
بيوت الطين أهون من حياة الخيام
في خان يونس جنوبي القطاع، دمر الجيش الإسرائيلي ثاني أكبر مدينة في القطاع على مدار أربعة أشهر، في الفترة التي اجتاحها برياً من كانون الأول/ديسمبر 2023، وتعرضت المناطق الشرقية من مدينة خان يونس للحجم الأكبر من هذا الدمار، لقربها من "السياج الأمني" الإسرائيلي الذي يفصل قطاع غزة عن مستوطنات الغلاف، والذي بدأت منه القوات الإسرائيلية اجتياحها البري للمدينة.
غزيون يحوّلون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرقي خان يونس جنوبي القطاع
ويخوض سكان المنطقة تجارب مريرة في محاولة البقاء شرقي خان يونس بعدما تحولت إلى دمار، ومن هذه المعاناة تولدت فكرة البناء باستخدام الطين، على غرار بيوت الأجداد قبل النكبة.
محمد أبو سمحان، عاد للمرة الثانية ليجد منزله مدمر، ويقول محمد ببناء بيت من الطين، من خلال جمع الأحجار المتناثرة بفعل التدمير، وباستخدام الطين عوضاً عن مادة الأسمنت المفقودة في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل إدخال مواد البناء للقطاع المحاصر.
ويقول محمد لوكالة "سبوتنيك": "في بداية الاجتياح البري لخان يونس، نزحنا إلى المواصي ثم عدنا إلى الشرقية، وقمنا بعمل خيمة صغيرة ومكثنا فيها، ثم عاد الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إلى المنطقة، وحرقت الخيمة وتدمر ما فيها، ثم نزحنا إلى عدة مناطق، وعودنا مرة أخرى شرق خان يونس، فوجدنا كل شيء مدمر".
غزيون يحوّلون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرق خان يونس جنوب القطاع
ويضيف: "فكرة البيوت الطينية هي البديل المتوفر، فالحجارة متناثرة، والطين من الأرض ونقوم بخلطه بالتبن كي يلتسق على الحجارة، وهو بناء بديل للأسمنت في ظروف الحرب، وهذه هي حياتنا التي علينا التكيف معها، وفي داخل البناء نضع أغطية على الطبقة الداخلية للطين من أجل الرطوبة، والسقف عملناه من ألواح الزينجو، والأرضية وضعنا فيها الرمل، وأطالب بتوفير مقومات الصمود الأخرى، مثل الطحين والماء، لانَّ الطحين غير متوفر، وإذا توفر فهو غالي، ومنذ فترة نأكل المعلبات فقط".
وفي الجهة المقابلة لمنزل محمد أبو سمحان، يقوم محمد أبو عنزة باستخلاص حجارة من بين أنقاض منزله المدمر، وقد أعاد بناء منزل جديد، ويخلط محمد الطين بالتبن ليعطيه قوامًا بديلًا عن الإسمنت، ويستخدمه في عملية البناء كي تتماسك الحجارة مع بعضها البعض، وتكون قادرة على مقاومة العوامل الجوية، مع أمله أن تصمد أمام الاهتزازات الناجمة عن قوة الانفجارات القريبة من منطقته.
ويقول محمد لوكالة "سبوتنيك": "لا يظن الاحتلال أنه بهدم البيوت والأحياء، سيقضي على الشعب، لأنَّ الفلسطينيين يستطيعون الحياة من تحت الأنقاض، ومن خلال هذه الطريقة في البناء عدنا إلى عهد أجدادنا، من خلال الطين والتبن والحجارة، وقمنا ببناء غرف صغيرة لكي نصمد، وهذه البيوت الطينية هي أفضل من الخيام، وأنصح كل النازحين الموجدين على البحر أو في المواصي بخان يونس، والذين يستطيعون العودة إلى مناطقهم، بالعودة والصمود فيها والتكيف مع الظروف الحالية، والعيش فوق ركام المنازل أو في بيوت طينية".
ويضيف: "نحن شعب مقاوم يريد حقوقه، ويجب على العالم أن يفهم هذه الرسالة، ويجب إنهاء حرب الإبادة التي يشنها نتنياهو وحكومته وجيشه ومن يؤيده على الشعب الفلسطيني".
غزيون يحوّلون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرق خان يونس جنوب القطاع
صمود فوق الركام
وأما النازح مؤمن فرج، فلم يستطع أن يقوم ببناء منزل من الطين، وعوضا عن ذلك قام ببناء خيمة، وثبتها بالأخشاب والمسامير، ونجح في انتشال قطعاً من الأثاث المدمر من بين الأنقاض وأعاد تدويرها واستخدامها كأبواب ونوافذ للمنزل الجديد.
ويقول مؤمن لـ "سبوتنيك": "نزحنا في بداية اجتياح خان يونس نحو بني سهيلا، وبعد أقل من شهر نزحنا في خان يونس داخل مشفى ناصر، ومكثنا شهر، ثم نزحنا إلى رفح لمدة 5 أشهر، وبعد ذلك قالوا إنَّ الاحتلال انسحب من شرق خان يونس، فعدنا ووجدنا المنطقة مدمرة، وقمت بعمل خيمة، لكن بعد 15 يوم نزحنا مرة أخرى، ثم قمت بعمل خيمة ثانية مكانها، أقل جودة ومتانة من السابقة، بسبب قلة الإمكانيات وغلاء الأسعار، لكنها تساعدنا على الصمود، ورسالتي أن تتوقف الحرب، ونعيش بسلام، ويعود النازحون إلى مناطقهم".
وفي بيت شبه مدمر تحاول أم وليد بعدما عادت إلى بيتها شرق خان يونس، وقد فقدت عائلتها، وكثير من أقربائها خلال الحرب، إيجاد زاوية داخل البيت كي تعيش فيها مع أطفالها، وتقوم بوضع أقمشة على الجدران المدمرة، وتصف حالة المنزل الكارثية.
وتقول أم وليد لوكالة "سبوتنيك": "كما ترى المنزل مدمر، وهناك قسم كبير من المنزل مكشوف للمطر والشتاء، وأحتاج إلى شادر كبير كي أغلقه، لكن مع عدم توفره أضع أقمشة على الجهة المقابلة للمنزل، كي نحاول المكوث هنا".
غزيون يحوّلون ركام منازلهم إلى بيوت من طين شرقي خان يونس جنوبي القطاع
ولا تستطيع أم وليد بناء بيت من الطين أو حتى خيمة، لكنها تفضل البقاء داخل بيتها المدمر، ومواجهة الحياة البائسة والقاسية، حتى يأتي يوم قريب يحمل والأمل وشعاع نور لبيتها المدمر.
وتشير تقديرات أولية صادرة عن هيئات محلية ودولية إلى أنَّ الحرب الإسرائيلية تسببت في دمار هائل شمل كل مفاصل الحياة في قطاع غزة، وبلغت نسبة الدمار 86 في المئة، وتشمل مئات آلاف المنازل والوحدات السكنية، والبنية التحتية التي نالها دمار كلي أو جزئي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 426 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 44,532 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105,538 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
تم حظر دخولك إلى المحادثة لانتهاك"a href="https://sarabic.ae/docs/comments.html>القواعد.
ستتمكن من المشاركة مرة أخرى بعد:∞.
إذا كنت غير موافق على الحظر، استخدم<"a href="https://sarabic.ae/?modal=feedback>صيغة الاتصال
تم إغلاق المناقشة. يمكنك المشاركة في المناقشة في غضون 24 ساعة بعد نشر المقال.