خبير: عدم تدخل روسيا في سوريا محل احترام وأحمل رسالة من سكان الساحل إلى موسكو
© Sputnik . Suheb Suhebجنود الجيش الروسي ينتشلون أشخاص أحياء من تحت أنقاض أحد الأبنية في منطقة المشارقة بمدينة حلب، سوريا
© Sputnik . Suheb Suheb
تابعنا عبر
حصري
أكد المحامي والباحث السياسي السوري رامي خير، أن "عدم تدخل روسيا في الشؤون الداخلية لسوريا، أمر يجب أن يُحترم"، وأشار خير إلى "وجود مطلب من السوريين في المناطق الساحلية بتدخل روسيا بشكل خاص، بهدف الضغط على تشكيل فريق يمثل السوريين في تلك المناطق، حيث أن روسيا قريبة جغرافيًا منهم".
وقال خير في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك": "حملت رسالة من سكان الساحل السوري تدعو روسيا للتدخل في تشكيل فريق يمثلهم وأن تكون ضمانة لهم في المرحلة المقبلة".
وأوضح أن "مؤتمر الحوار الوطني السوري سيكون قريبًا، لكن المشكلة تكمن في آلية تشكيله، حيث ستكون الهيئة السياسية في كل محافظة هي من ستختار الممثلين للمشاركة في هذا المؤتمر"، وأضاف خير أن "عدم دعوة الهيئة السياسية سيكون هدفه إسقاط وتجاوز القرار الأممي رقم 2254، وهو أمر سيبرز بشكل واضح في الفترة المقبلة".
وأكد الباحث السياسي السوري أن "القرار الأممي لا يقتصر فقط على وجود السلطة، بل يشمل أيضًا الحاجة إلى الحوار مع جميع مكونات الأطياف السورية"، وشدد على أنه "لا يمكننا أن نصنع حوارًا على المقاس، بل نحتاج إلى تأسيس خطوات جديدة تخدم سوريا وشعبها"، وأضاف: "هناك رغبة في تحييد أطراف فاعلة في سوريا، وهذا هو جوهر الخلاف".
وأوضح الناشط في المجتمع المدني السوري أنه "في حال غياب المشاركة الكاملة للجميع في سوريا، فإن أي حل سياسي أو حكومة قد تواجه الفشل"، وبيّن أن "هذه المشاركة الشاملة يمكن أن تحمي سوريا من الصراعات الداخلية المتفاقمة"، وقال: "هناك تلسكوب دولي على مجريات الأمور في سوريا، وهذه خطوة مهمة لضبط الأوضاع في البلاد".
وفي ما يخص الوضع الداخلي، أكد خير أن "المرحلة الحالية في سوريا ضبابية، وأن هناك احتقانًا شديدًا في الشارع السوري"، حيث وصف الحراك المدني الذي شهدته البلاد منذ يومين بأنه "تم شيطنته لأسباب تنظيمية"، وأضاف: "أي طرف فاعل في سوريا لن يأخذ الشرعية الدولية دون المجتمع المدني".
ورغم الصعوبات، أشار خير إلى "بعض الإيجابيات في الوضع السوري، حيث كان هناك توقعات بحرب دموية شاملة بعد سقوط النظام، ولكن تلك التوقعات لم تتحقق"، وتحدث عن "سلبيات في التعيينات الإدارية، بما في ذلك تعيينات لا تتناغم مع جميع أطياف المجتمع السوري"، مطالبًا بـ"إزالة الأقنعة عن وجوه من يتجولون في الشارع السوري".
وأضاف خير: "نطالب بإعادة دمج عناصر في الجيش السوري، خصوصًا الذين لم تتلطخ أيديهم بالدم".
وحول ما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، أوضح خير: "هناك حذر مصري تجاه السلطة الحالية في سوريا"، لكنه أكد أنه "لا يوجد مقاطعة كاملة لها"، أمّا عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد لفت إلى "موقف الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، الذي لم يكن راضيًا عن الدعم التركي للسلطة السورية (الجديدة)"، مؤكداً أن "هذا سيكون محور عمل الإدارة الأميركية الجديدة بعد تسلم ترامب الحكم بعد بايدن"، وبيّن أنّ "الإدارة الجديدة في سوريا تخضع لمراقبة دولية شديدة من قبل الجميع، بما في ذلك ألمانيا، مما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بإيجاد حلول سياسية شاملة للوضع السوري".
وشدد ضيف "سبوتنيك"، على "أهمية إيجاد حل سياسي شامل يضمن استقرار سوريا ويحافظ على مصالح جميع أطياف الشعب السوري"، محذرًا من أن "أي حل سياسي لا يضمن المشاركة الواسعة لجميع المكونات السورية سيواجه الفشل حتمًا".