https://sarabic.ae/20250224/هل-يتغير-مسار-الحرب-في-السودان-بعد-الإعلان-التأسيسي-للدعم-السريع-وقوى-سياسية-لتشكيل-حكومة-موازية-1098136590.html
هل يتغير مسار الحرب في السودان بعد الإعلان التأسيسي للدعم السريع وقوى سياسية لتشكيل حكومة موازية؟
هل يتغير مسار الحرب في السودان بعد الإعلان التأسيسي للدعم السريع وقوى سياسية لتشكيل حكومة موازية؟
سبوتنيك عربي
لا يزال إعلان كيانات سياسية ومسلحة سودانية إلى جانب قوات "الدعم السريع" عن توقيع ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة موازية يثير الكثير من التكهنات حول المستقبل السياسي... 24.02.2025, سبوتنيك عربي
2025-02-24T18:19+0000
2025-02-24T18:19+0000
2025-02-24T18:19+0000
أخبار السودان اليوم
قوات الدعم السريع السودانية
الجيش السوداني
المجلس السيادي في السودان
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/0c/1093668503_0:0:2000:1125_1920x0_80_0_0_67a854044e3e2624a12177f042277acd.jpg.webp
هل يتغير مسار الحرب في السودان بعد الإعلان التأسيسي للدعم السريع وقوى سياسية لتشكيل حكومة موازية؟بداية يقول وليد علي المحلل السياسي السوداني، "إن الإعلان عن تشكيل حكومة موازية من قبل الدعم السريع ليس مفاجئا، لأنه منذ اندلاع هذه الحرب والأمور تأخذ منحنيات غير متوقعة ومفاجئة".منعطف خطيروأضاف المحلل السياسي السوداني في حديثه لـ"سبوتنيك": "خطوة تشكيل حكومة سودانية موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، يقودها سياسيين من قوى سياسية مختلفة تُدخل الدولة السودانية في منعطف خطير من تاريخها، لا سيما أنه من المتوقع أن يكون على رأسها شخصية لها وزن داخلي وإقليمي وهو السيد عبد العزيز الحلو وإن اتفقنا أو اختلفنا حوله".وتابع علي: "لا يمكن لأحد إنكار أهمية عبد العزيز الحلو العسكرية والسياسية حتى بالنسبة للقوات المسلحة السودانية التي كانت تحاول استمالته لجانبها، وبعثت بنائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي للتفاوض معه في جوبا حول قضية وصول المساعدات كأجندة معلنة، ومما لا شك فيه أنها طلبت منه دخول الحرب لجانبها وتنحية خلافاتهم العميقة بدعوى الحفاظ على ممتلكات الدولة السودانية إلا أنه رفض كل شيء، والآن فاجئ الجميع بإختياره التحالف مع قوات الدعم السريع التي تعتبر خصما كبيرا للحركة الشعبية شمال وبينهما ما صنع الحداد، ما حدث يدل على حقيقة تثبت فعاليتها عبر التاريخ، وهي أن كل شيء مباح ومتغير في السياسة والحرب".تهاون حكوميوأشار المحلل السياسي إلى أن "تعاطي داعمي الجيش السوداني والحكومة مع أمر تشكيل حكومة موازية على أنه فعل مثير للسخرية، وأنه لن يجد اعترافا من أي جهة لهو خطأ كبير جدا وتقليل من حجم خطورة ما هو آت، الحقيقة أن هذا التحالف لا تحتاج لإعتراف من أي جهة ليبدأ عمله، لكنه يحتاج لحاضنة اجتماعية كبيرة وهذا ما سوف يحدث من قبل قبائل عديدة في غرب السودان".وأوضح علي أنه "مهما كانت التحديات كبيرة بالنسبة لهذه الحكومة المزمع تشكيلها من قبل قوات الدعم السريع والحركات المسلحة والسياسيين والأحزاب، فإنها سوف تجد طريقها للحياة، ويجب أن لا يتجاهل داعمي الجيش السوداني قوة نفوذ بعض الدول المؤيدة والداعمة لمشروع الدعم السريع الذي قد يكون مشروعها هي نفسها في السودان".ونوه، إلى أنه "على الجانب الآخر الجيش السوداني يتقدم عسكريا بصورة كبيرة في وسط السودان وشمال كردفان، وسوف يواصل تقدمه نحو دارفور مما يفتح نوعا آخر من الحروب، لأن الدعم السريع كان يقاتل في بيئة غير صديقة له على الإطلاق في وسط السودان اجتماعيا وجغرافيا، ولكن من المرجح أن يكون القتال مختلفا في دارفور وجبال النوبة التي دخلت على خط المواجهة، حيث يقاتل الحلو محاطا بحاضنة اجتماعية وبيئة صديقة، وفي دارفور تلتف معظم قبائل الإقليم حول مشروع الدعم السريع".دماء كثيرةوقال علي: "سوف يستمر هذا التحالف الجديد وسوف يستمر الجيش السوداني في الحرب وسوف يكون هناك دماء كثيرة مُراقة على أرض السودان، إن لم يتعقل السودانيون ويتراضوا على حل آخر غير المواجهة".وشدد المحلل السياسي على أنه "إن لم تتعقل القوى السياسية وحملة السلاح من جميع الأطراف وينقذوا بلادهم من الوضع الراهن فإن هذه الحرب سوف تنتهي يوما ما بأكثر من دولة داخل حدود ما كان يعرف بالسودان الذي تم تأسيسه وتكوينه عام 1821 م على يد محمد علي باشا والي الدولة العثمانية على مصر وفلسطين والحجاز في ذلك الوقت، وتم تعريفه تاريخيا بالسودان التركي المصري ثم السودان الإنجليزي المصري بعد العام 1899م ثم جمهورية السودان بعد استقلاله عام 1956 م".وقال علي، كل ما ذكرناه يرسم ملامح قبيحة لشكل حياة السودانيين في ظل هذه الحرب في الشهور القادمة، وسوف تكون أكثر دموية وبطشا".مرحلة حاسمةبدورها تقول، الخبيرة والباحثة في الشأن السوداني والأفريقي، لنا شريف: "إن الأوضاع في السودان تسير نحو مرحلة حاسمة مع تبلور(تحالف السودان التأسيسي) بعد التوقيع على ميثاقه كقوة سياسية وعسكرية موحدة، تضم قوات الدعم السريع والقوى الوطنية من أحزاب وحركات مسلحة ومجتمع مدني ومنظومات سياسية وطرق صوفية وإدارة أهلية، وكذلك تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم) وكافة الموقعين على ميثاق التحالف".وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" :"يتجه هذا التحالف الجديد إلى تشكيل الحكومة الشرعية التي تمثل الإرادة الفعلية للشعب السوداني وليست حكومة موازية أو كيان منفصل عن الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، ويأتي هذا التوجه كخطوة ضرورية في ظل تعقيدات المشهد الراهن وتعدد المبادرات، التي لم تحقق اختراقاً حقيقياً في مسار الحل السياسي".وتقول شريف: "إن تشكيل هذه الحكومة سيكون له تأثير بالغ على الحرب الجارية ومساعي التسوية السياسية، إذ إنها ستؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية على الأرض وستخلق واقعًا جديداً يفرض نفسه على جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وسيجعل من الصعب استمرار الحرب بشكلها الحالي، لأن القوى الفاعلة في هذا التحالف تمثل قطاعات واسعة من المجتمع السوداني ولديها القدرة على فرض رؤيتها عبر مسار سياسي يحظى بالدعم الشعبي".وتابعت: "وبهذا فإن الحرب الدائرة الآن ستكون الأخيرة، حيث سيؤدي تشكيل الحكومة الشرعية إلى حسم الصراع وقطع الطريق أمام أي محاولات لإطالة أمد الحرب أو إفراغ الحلول السياسية من مضمونها، وسيجد كل من يراهن على استمرار النزاع نفسه أمام معادلة جديدة تجعل من التوافق السياسي الخيار الوحيد الممكن، ما يمهد لبناء دولة مستقرة تقوم على أسس العدالة والسلام والوحدة الوطنية".معركة بين مشروعينوأكدت خبيرة الشأن السوداني، "أن السودان يمر بمنعطف تاريخي حاسم مع تصاعد الوعي الوطني وإدراك القوى الفاعلة لأهمية توحيد الصفوف من أجل إنهاء حالة الفوضى السياسية والعسكرية، ومع بروز تحالف السودان التأسيسي كقوة مؤثرة في المشهد حيث لم يعد الصراع الدائر مجرد معركة بين أطراف متنازعة، بل أصبح معركة بين مشروعين، الأول يسعى لإعادة إنتاج الماضي وتكريس الهيمنة والإقصاء، والثاني يعمل على ترسيخ العدالة والشراكة الوطنية وإقامة دولة تستند إلى أسس مدنية ديمقراطية يشارك فيها الجميع بلا إقصاء أو تهميش".وأشارت شريف إلى أنه "في ظل هذا الواقع تتقدم قوات الدعم السريع والقوى الوطنية الحليفة معها في مشروع إعادة بناء السودان وفق رؤية واضحة تستند إلى الإرادة الشعبية والتوافق الوطني، وتسعى إلى إنهاء حالة الانقسام التي فرضت على الشعب السوداني نتيجة سياسات الإقصاء والتهميش التي مارستها النخب التقليدية، التي تعمدت إدارة البلاد بمنطق القوة والاستعلاء على إرادة المواطنين، لذلك تشكيل الحكومة الشرعية وفق ميثاق تحالف السودان التأسيسي ليس مجرد خطوة سياسية بل هو مسار استراتيجي لإعادة ترتيب الدولة السودانية، وفق رؤية توافقية تستوعب الجميع وتفتح الطريق أمام سلام دائم".طبيعة الصراعوأوضحت الخبيرة والباحثة في الشأن السوداني والأفريقي "أن هذه الخطوة ستغير طبيعة الصراع القائم، لأن الحكومة الشرعية الجديدة لن تكون مجرد كيان سياسي منفصل عن الواقع بل ستكون حكومة تمثل القوى الحقيقية على الأرض وتحظى بقاعدة شعبية واسعة ما سيضعف موقف الأطراف التي تراهن على استمرار الحرب أو استغلالها لتحقيق مكاسب ضيقة، وستخلق واقعاً جديداً يجبر الجميع على التعامل معه باعتباره المخرج الوحيد للأزمة السودانية".ونوهت شريف، إلى أن"هذه الحرب ستكون الأخيرة لأنها ستنتهي بإعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري بطريقة تجعل من استمرار الصراع أمر غير ممكن، وستفرض مسار جديد يعيد للسودان استقراره ويضع حداً نهائياً للحروب والانقسامات التي عطلت مسيرة التقدم والتنمية لعقود طويلة".رؤية جديدةولفتت شريف، إلى أن "تحالف السودان التأسيسي لا يسعى فقط إلى إنهاء الحرب وإنما يعمل على ترسيخ مشروع وطني شامل يعيد صياغة الدولة السودانية وفق رؤية جديدة، قوامها الوحدة والسلام والعدالة والمشاركة السياسية الحقيقية، بعيدًا عن عقلية الهيمنة والإقصاء التي كانت السبب الرئيسي في الأزمات المتكررة التي عاشها السودان طوال تاريخه الحديث"ووقعت كيانات سياسية ومسلحة،إلى جانب قوات الدعم السريع،السبت الماضي، في العاصمة الكينية نيروبي، ميثاقًا تأسيسيًا يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في السودان.وقالت صحيفة "التغيير" السودانية إن "مراسم التوقيع جرت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي".وأكد مصدر مقرب من منظمي المراسم، أن التوقيع على الميثاق تم بنجاح، مشيرًا إلى أن الميثاق يهدف إلى تشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأطلقت المجموعات المشاركة على نفسها اسم "تحالف السودان التأسيسي"، الذي يضم قوى سياسية ومسلحة مختلفة.من بين الموقعين على الميثاق رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ونائب رئيس الحركة الشعبية شمال جوزيف توكا.كما وقع عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي ممثلًا للشخصيات المستقلة، وعلاء الدين نقد ممثلًا لتنسيقية النقابات والمهنيين، إضافة إلى ممثل مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، وممثل حزب الأسود الحرة مبروك مبارك سليم، ورئيس حركة تحرير السودان ـ الثورة الثانية أبو القاسم إمام.ويتحدث الميثاق عن تأسيس "جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية"، وتهدف الحكومة الموازية، وفق الميثاق، إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان.يذكر أنه منذ أبريل/نيسان 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، مما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد تأجل التوقيع على الميثاق عدة مرات قبل أن يتم أخيرًا في نيروبي خلف أبواب مغلقة.وقبل أشهر، نشبت خلافات داخل "تنسيقية تقدم"، التي كانت تضم بعض الفصائل المسلحة والقوى السياسية، مما أدى إلى انقسامات وتبني بعض الفصائل موقفًا واضحًا بتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ومن الملاحظ غياب محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، عن مراسم التوقيع، حيث مثلها شقيقه عبد الرحيم دقلو.
https://sarabic.ae/20250224/أول-إجراء-من-السودان-بعد-تبني-كينيا-للحكومة-الموازية-التي-تنوي-قوات-الدعم-السريع-إعلانها-1098130817.html
https://sarabic.ae/20250224/السودان-يقدم-شكوى-للاتحاد-الأفريقي-ويوقف-استيراد-المنتحات-الكينية-بعد-قرار-الحكومة-الموازية-1098133275.html
https://sarabic.ae/20250222/السودان-تجدد-المعارك-بين-الجيش-والدعم-السريع-وسط-الخرطوم-1098070842.html
https://sarabic.ae/20250223/أول-تعليق-من-وزارة-الخارجية-السودانية-على-تشكيل-حكومة-موازية-1098092441.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/0c/1093668503_131:0:1926:1346_1920x0_80_0_0_3e9dea4c33c13a709d116b0d647fade3.jpg.webpسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, المجلس السيادي في السودان, تقارير سبوتنيك
أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, المجلس السيادي في السودان, تقارير سبوتنيك
هل يتغير مسار الحرب في السودان بعد الإعلان التأسيسي للدعم السريع وقوى سياسية لتشكيل حكومة موازية؟
حصري
لا يزال إعلان كيانات سياسية ومسلحة سودانية إلى جانب قوات "الدعم السريع" عن توقيع ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة موازية يثير الكثير من التكهنات حول المستقبل السياسي في البلاد في ظل الحرب الدائرة منذ ما يقارب العامين مع الجيش والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
هل يتغير مسار الحرب في السودان بعد الإعلان التأسيسي للدعم السريع وقوى سياسية لتشكيل
حكومة موازية؟
بداية يقول وليد علي المحلل السياسي السوداني، "إن الإعلان عن تشكيل حكومة موازية من قبل الدعم السريع ليس مفاجئا، لأنه منذ اندلاع هذه الحرب والأمور تأخذ منحنيات غير متوقعة ومفاجئة".
وأضاف المحلل السياسي السوداني في حديثه لـ"سبوتنيك": "خطوة
تشكيل حكومة سودانية موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، يقودها سياسيين من قوى سياسية مختلفة تُدخل الدولة السودانية في منعطف خطير من تاريخها، لا سيما أنه من المتوقع أن يكون على رأسها شخصية لها وزن داخلي وإقليمي وهو السيد عبد العزيز الحلو وإن اتفقنا أو اختلفنا حوله".
وتابع علي: "لا يمكن لأحد إنكار أهمية عبد العزيز الحلو العسكرية والسياسية حتى بالنسبة للقوات المسلحة السودانية التي كانت تحاول استمالته لجانبها، وبعثت بنائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي للتفاوض معه في جوبا حول قضية وصول المساعدات كأجندة معلنة، ومما لا شك فيه أنها طلبت منه دخول الحرب لجانبها وتنحية خلافاتهم العميقة بدعوى الحفاظ على ممتلكات الدولة السودانية إلا أنه رفض كل شيء، والآن فاجئ الجميع بإختياره التحالف مع قوات الدعم السريع التي تعتبر خصما كبيرا للحركة الشعبية شمال وبينهما ما صنع الحداد، ما حدث يدل على حقيقة تثبت فعاليتها عبر التاريخ، وهي أن كل شيء مباح ومتغير في السياسة والحرب".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "تعاطي داعمي الجيش السوداني والحكومة مع أمر تشكيل حكومة موازية على أنه فعل مثير للسخرية، وأنه لن يجد اعترافا من أي جهة لهو خطأ كبير جدا وتقليل من حجم خطورة ما هو آت، الحقيقة أن هذا التحالف لا تحتاج لإعتراف من أي جهة ليبدأ عمله، لكنه يحتاج لحاضنة اجتماعية كبيرة وهذا ما سوف يحدث من قبل قبائل عديدة في غرب السودان".
وأوضح علي أنه "مهما كانت التحديات كبيرة بالنسبة لهذه الحكومة المزمع تشكيلها من قبل قوات الدعم السريع والحركات المسلحة والسياسيين والأحزاب، فإنها سوف تجد طريقها للحياة، ويجب أن لا يتجاهل داعمي
الجيش السوداني قوة نفوذ بعض الدول المؤيدة والداعمة لمشروع الدعم السريع الذي قد يكون مشروعها هي نفسها في السودان".
ونوه، إلى أنه "على الجانب الآخر الجيش السوداني يتقدم عسكريا بصورة كبيرة في وسط السودان وشمال كردفان، وسوف يواصل تقدمه نحو دارفور مما يفتح نوعا آخر من الحروب، لأن الدعم السريع كان يقاتل في بيئة غير صديقة له على الإطلاق في وسط السودان اجتماعيا وجغرافيا، ولكن من المرجح أن يكون القتال مختلفا في دارفور وجبال النوبة التي دخلت على خط المواجهة، حيث يقاتل الحلو محاطا بحاضنة اجتماعية وبيئة صديقة، وفي دارفور تلتف معظم قبائل الإقليم حول مشروع الدعم السريع".
وقال علي: "سوف يستمر هذا التحالف الجديد وسوف يستمر الجيش السوداني في الحرب وسوف يكون هناك دماء كثيرة مُراقة على أرض السودان، إن لم يتعقل السودانيون ويتراضوا على حل آخر غير المواجهة".
وشدد المحلل السياسي على أنه "إن لم تتعقل القوى السياسية وحملة السلاح من جميع الأطراف وينقذوا بلادهم من الوضع الراهن فإن هذه الحرب سوف تنتهي يوما ما بأكثر من دولة داخل حدود ما كان يعرف بالسودان الذي تم تأسيسه وتكوينه عام 1821 م على يد محمد علي باشا والي الدولة العثمانية على مصر وفلسطين والحجاز في ذلك الوقت، وتم تعريفه تاريخيا بالسودان التركي المصري ثم السودان الإنجليزي المصري بعد العام 1899م ثم جمهورية السودان بعد استقلاله عام 1956 م".
وقال علي، كل ما ذكرناه يرسم ملامح قبيحة لشكل حياة السودانيين في ظل هذه الحرب في الشهور القادمة، وسوف تكون أكثر دموية وبطشا".
بدورها تقول، الخبيرة والباحثة في الشأن السوداني والأفريقي، لنا شريف: "إن الأوضاع في السودان تسير نحو مرحلة حاسمة مع تبلور(تحالف السودان التأسيسي) بعد التوقيع على ميثاقه كقوة سياسية وعسكرية موحدة، تضم قوات الدعم السريع والقوى الوطنية من أحزاب وحركات مسلحة ومجتمع مدني ومنظومات سياسية وطرق صوفية وإدارة أهلية، وكذلك تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم) وكافة الموقعين على ميثاق التحالف".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" :"يتجه هذا التحالف الجديد إلى تشكيل
الحكومة الشرعية التي تمثل الإرادة الفعلية للشعب السوداني وليست حكومة موازية أو كيان منفصل عن الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، ويأتي هذا التوجه كخطوة ضرورية في ظل تعقيدات المشهد الراهن وتعدد المبادرات، التي لم تحقق اختراقاً حقيقياً في مسار الحل السياسي".
وتقول شريف: "إن تشكيل هذه الحكومة سيكون له تأثير بالغ على الحرب الجارية ومساعي التسوية السياسية، إذ إنها ستؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية على الأرض وستخلق واقعًا جديداً يفرض نفسه على جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وسيجعل من الصعب استمرار الحرب بشكلها الحالي، لأن القوى الفاعلة في هذا التحالف تمثل قطاعات واسعة من المجتمع السوداني ولديها القدرة على فرض رؤيتها عبر مسار سياسي يحظى بالدعم الشعبي".
وتابعت: "وبهذا فإن الحرب الدائرة الآن ستكون الأخيرة، حيث سيؤدي تشكيل الحكومة الشرعية إلى حسم الصراع وقطع الطريق أمام أي محاولات لإطالة أمد الحرب أو إفراغ الحلول السياسية من مضمونها، وسيجد كل من يراهن على استمرار النزاع نفسه أمام معادلة جديدة تجعل من التوافق السياسي الخيار الوحيد الممكن، ما يمهد لبناء دولة مستقرة تقوم على أسس العدالة والسلام والوحدة الوطنية".
وأكدت خبيرة الشأن السوداني، "أن
السودان يمر بمنعطف تاريخي حاسم مع تصاعد الوعي الوطني وإدراك القوى الفاعلة لأهمية توحيد الصفوف من أجل إنهاء حالة الفوضى السياسية والعسكرية، ومع بروز تحالف السودان التأسيسي كقوة مؤثرة في المشهد حيث لم يعد الصراع الدائر مجرد معركة بين أطراف متنازعة، بل أصبح معركة بين مشروعين، الأول يسعى لإعادة إنتاج الماضي وتكريس الهيمنة والإقصاء، والثاني يعمل على ترسيخ العدالة والشراكة الوطنية وإقامة دولة تستند إلى أسس مدنية ديمقراطية يشارك فيها الجميع بلا إقصاء أو تهميش".
وأشارت شريف إلى أنه "في ظل هذا الواقع تتقدم قوات الدعم السريع والقوى الوطنية الحليفة معها في مشروع إعادة بناء السودان وفق رؤية واضحة تستند إلى الإرادة الشعبية والتوافق الوطني، وتسعى إلى إنهاء حالة الانقسام التي فرضت على الشعب السوداني نتيجة سياسات الإقصاء والتهميش التي مارستها النخب التقليدية، التي تعمدت إدارة البلاد بمنطق القوة والاستعلاء على إرادة المواطنين، لذلك تشكيل الحكومة الشرعية وفق ميثاق تحالف السودان التأسيسي ليس مجرد خطوة سياسية بل هو مسار استراتيجي لإعادة ترتيب الدولة السودانية، وفق رؤية توافقية تستوعب الجميع وتفتح الطريق أمام سلام دائم".
وأوضحت الخبيرة والباحثة في الشأن السوداني والأفريقي "أن هذه الخطوة ستغير طبيعة الصراع القائم، لأن الحكومة الشرعية الجديدة لن تكون مجرد كيان سياسي منفصل عن الواقع بل ستكون حكومة تمثل القوى الحقيقية على الأرض وتحظى بقاعدة شعبية واسعة ما سيضعف موقف الأطراف التي تراهن على استمرار الحرب أو استغلالها لتحقيق مكاسب ضيقة، وستخلق واقعاً جديداً يجبر الجميع على التعامل معه باعتباره المخرج الوحيد للأزمة السودانية".
ونوهت شريف، إلى أن"هذه الحرب ستكون الأخيرة لأنها ستنتهي بإعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري بطريقة تجعل من استمرار الصراع أمر غير ممكن، وستفرض مسار جديد يعيد للسودان استقراره ويضع حداً نهائياً للحروب والانقسامات التي عطلت مسيرة التقدم والتنمية لعقود طويلة".
ولفتت شريف، إلى أن "تحالف السودان التأسيسي لا يسعى فقط إلى إنهاء الحرب وإنما يعمل على ترسيخ مشروع وطني شامل يعيد صياغة الدولة السودانية وفق رؤية جديدة، قوامها الوحدة والسلام والعدالة والمشاركة السياسية الحقيقية، بعيدًا عن عقلية الهيمنة والإقصاء التي كانت السبب الرئيسي في الأزمات المتكررة التي عاشها السودان طوال تاريخه الحديث"
ووقعت كيانات سياسية ومسلحة،إلى جانب قوات الدعم السريع،السبت الماضي، في العاصمة الكينية نيروبي، ميثاقًا تأسيسيًا يهدف إلى
تشكيل حكومة موازية في السودان.
وقالت
صحيفة "التغيير" السودانية إن "مراسم التوقيع جرت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي".
وأكد مصدر مقرب من منظمي المراسم، أن التوقيع على الميثاق تم بنجاح، مشيرًا إلى أن الميثاق يهدف إلى تشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأطلقت المجموعات المشاركة على نفسها اسم "تحالف السودان التأسيسي"، الذي يضم قوى سياسية ومسلحة مختلفة.
من بين الموقعين على الميثاق رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ونائب رئيس الحركة الشعبية شمال جوزيف توكا.
كما وقع عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي ممثلًا للشخصيات المستقلة، وعلاء الدين نقد ممثلًا لتنسيقية النقابات والمهنيين، إضافة إلى ممثل مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، وممثل حزب الأسود الحرة مبروك مبارك سليم، ورئيس حركة تحرير السودان ـ الثورة الثانية أبو القاسم إمام.
ويدعو الميثاق إلى تأسيس "
دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية".
ويتحدث الميثاق عن تأسيس "جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية"، وتهدف الحكومة الموازية، وفق الميثاق، إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان.
يذكر أنه منذ أبريل/نيسان 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، مما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد تأجل التوقيع على الميثاق عدة مرات قبل أن يتم أخيرًا في نيروبي خلف أبواب مغلقة.
وقبل أشهر، نشبت خلافات داخل "تنسيقية تقدم"، التي كانت تضم بعض الفصائل المسلحة والقوى السياسية، مما أدى إلى انقسامات وتبني بعض الفصائل موقفًا واضحًا بتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ومن الملاحظ غياب محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، عن مراسم التوقيع، حيث مثلها شقيقه عبد الرحيم دقلو.