https://sarabic.ae/20251009/خيوط-من-ذهب-أسرار-العباءة-التي-تزين-مجالس-العشائر-في-العراق-1105614239.html
"خيوط من ذهب".. أسرار العباءة التي تزين مجالس العشائر في العراق
"خيوط من ذهب".. أسرار العباءة التي تزين مجالس العشائر في العراق
سبوتنيك عربي
في أزقة بغداد القديمة، حيث تختلط رائحة الصوف بدفء الحكايات، ما زالت مهنة حياكة وخياطة العباءة العربية تحافظ على حضورها، رغم اندثار العديد من الحرف التقليدية... 09.10.2025, سبوتنيك عربي
2025-10-09T13:00+0000
2025-10-09T13:00+0000
2025-10-29T14:50+0000
مجتمع
العالم
العراق
عباءة
حرفة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/15/1102873270_3:0:1278:717_1920x0_80_0_0_2fad438a87cc608db6a6e852c21db7c8.jpg
أبو جعفر الشمري، ووراءه عائلة عريقة امتهنت هذه الحرفة "ابنا عن جد"، يواصل اليوم مشوار جده وخاله وأبيه، ليصوغ بيديه عباءات تعد رمزا للأصالة العراقية، وحكاية عن صبر الحرفيين الذين جعلوا من الخيط والغزل إرثا يتناقل عبر الأجيال.من الصوف إلى الوبر.. موسم يروي قصة كل عباءة في الصيف، تبدأ الحكاية مع الصوف الخفيف، الذي يُغزل بخيوط دقيقة تشكل ما يعرف بالعباءة الصيفية، حيث أن هذه العباءة مرغوبة لدى الناس لنعومتها وخفتها، وتعد الأكثر انتشارا، وفقا لحديث النوري.ويشير النوري، إلى أن أجود أنواع الوبر كان يستورد سابقا من سوريا والأردن وإيران، لكن الحروب والأزمات غيرت مسارات التجارة، فأصبح الحرفيون يعتمدون على خامات محلية أو مخلوطة. ويتابع النوري، قائلا: "وإن كانت أقل جودة من الوبر السوري الأصيل، ومع ذلك، تبقى العباءة العربية العراقية محط اهتمام الناس لجودتها وإتقان صناعتها، العباءة ليست مجرد قماش يخاط، بل لوحة ألوان متوارثة، فهناك خيوط تعرف بـ "التحرير الذهبي"، وهي الأكثر شهرة وإقبالا بين الناس، تضفي على العباءة فخامة لافتة. بين الماضي والحاضر.. مهنة تقاوم الاندثارمع دخول الأقمشة المستوردة والأنسجة الصناعية، تغيّرت السوق، بعض العباءات اليوم تُصنع من أقمشة إنجليزية أو أفغانية أو حتى هندية، لكنها كما يوضح النوري: "لا تحمل نفس الروح ولا نفس الدفء الذي تمنحه العباءة العراقية المصنوعة يدوياً من الصوف أو الوبر".ورغم المنافسة القاسية، ما يزال العديد يفضلون اقتناء العباءة التقليدية، خصوصاً في المناسبات الدينية والعشائرية، حيث ترمز العباءة إلى الاحترام والوقار، وفي النهاية، تبقى حكاية العباءة العربية أشبه بخيط ممتد عبر الزمن، يجمع الأجداد بالأحفاد، ويحمل في طياته تاريخاً من الصبر والفن والمهارة.وتعد العباءة في العراق رمزاً ثقافياً وتراثياً عريقاً، يجمع بين البعد الاجتماعي والجمالي، حيث تتنوع أشكالها بين النسائية والرجالية، فالعباءة النسائية تمتاز بتعدد خاماتها وزخارفها، بما يعكس المكانة الاجتماعية والذوق الفني، فيما تُعرف العباءة الرجالية، أو ما يُسمى بـ "البشت" عربياً، بأصالتها وجودة صناعتها اليدوية، لاسيما في مدن مثل النجف التي اشتهرت عبر التاريخ بهذه الحرفة، وتتفرع العباءة الرجالية إلى أنواع عدة أبرزها "البشت النجفي" و"البشت الكردي"، ولكل منها طابعه الخاص ومكانته.ورغم ما واجهته صناعة العباءة من تحديات نتيجة تدفق المستوردات وتغير أنماط الأزياء الحديثة، فإنها ما زالت تحظى بمكانة راسخة في المجتمع العراقي، باعتبارها رمزا للهيبة والوقار، وإرثا فنيا متجذرا في ذاكرة الأجيال.
https://sarabic.ae/20250922/1105116472.html
https://sarabic.ae/20250914/افتتاح-المسرح-الوطني-اللبناني-في-الحمرا-نبض-فني-جديد-لبيروت-فيديو-1104838819.html
https://sarabic.ae/20251003/الصناعة-العراقية-تستقطب-الخبرة-الروسية-استثمارات-وفرص-تتجاوز-الـ100-مشروع-1105577288.html
العراق
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
حسن نبيل
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106517939_262:0:1222:960_100x100_80_0_0_cbebb5a4b9bf81d8d883cf2ac4afd064.jpg
حسن نبيل
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106517939_262:0:1222:960_100x100_80_0_0_cbebb5a4b9bf81d8d883cf2ac4afd064.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/15/1102873270_162:0:1118:717_1920x0_80_0_0_ee5af749d7f5136eb8abeb59b6a0405f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حسن نبيل
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106517939_262:0:1222:960_100x100_80_0_0_cbebb5a4b9bf81d8d883cf2ac4afd064.jpg
العالم, العراق, عباءة, حرفة
العالم, العراق, عباءة, حرفة
"خيوط من ذهب".. أسرار العباءة التي تزين مجالس العشائر في العراق
13:00 GMT 09.10.2025 (تم التحديث: 14:50 GMT 29.10.2025) حسن نبيل
مراسل "سبوتنيك" في العراق
حصري
في أزقة بغداد القديمة، حيث تختلط رائحة الصوف بدفء الحكايات، ما زالت مهنة حياكة وخياطة العباءة العربية تحافظ على حضورها، رغم اندثار العديد من الحرف التقليدية تحت وطأة الزمن.
أبو جعفر الشمري، ووراءه عائلة عريقة امتهنت هذه الحرفة "ابنا عن جد"، يواصل اليوم مشوار جده وخاله وأبيه، ليصوغ بيديه عباءات تعد رمزا للأصالة العراقية، وحكاية عن صبر الحرفيين الذين جعلوا من الخيط والغزل إرثا يتناقل عبر الأجيال.
يقول الحائك والخياط باقر النوري، خلال حديث لـ "سبوتنيك"، إن هذه المهنة ليست مجرد تجارة أو مصدر رزق، بل ذاكرة اجتماعية وثقافية ارتبطت بالبيت العراقي، وخصوصاً بملبوس "العباءة" التي تميز مجالس الكبار وأعيان العشائر.
من الصوف إلى الوبر.. موسم يروي قصة كل عباءة
في الصيف، تبدأ الحكاية مع الصوف الخفيف، الذي يُغزل بخيوط دقيقة تشكل ما يعرف بالعباءة الصيفية، حيث أن هذه العباءة مرغوبة لدى الناس لنعومتها وخفتها، وتعد الأكثر انتشارا، وفقا لحديث النوري.
أما في الشتاء، والكلام له أيضاً، فتتحول الحرفة إلى مستوى آخر، حيث يستخدم "الوبر" (شعر الإبل والبعير)، الذي يمنح العباءة ثقلا وهيبة، فضلا عن دفئها الذي يناسب ليالي الشتاء القاسية.
ويشير النوري، إلى أن أجود أنواع الوبر كان يستورد سابقا من سوريا والأردن وإيران، لكن الحروب والأزمات غيرت مسارات التجارة، فأصبح الحرفيون يعتمدون على خامات محلية أو مخلوطة.
ويتابع النوري، قائلا: "وإن كانت أقل جودة من الوبر السوري الأصيل، ومع ذلك، تبقى العباءة العربية العراقية محط اهتمام الناس لجودتها وإتقان صناعتها، العباءة ليست مجرد قماش يخاط، بل لوحة ألوان متوارثة، فهناك خيوط تعرف بـ "التحرير الذهبي"، وهي الأكثر شهرة وإقبالا بين الناس، تضفي على العباءة فخامة لافتة.
وهناك "التحرير الاعتيادي" الذي يلبسه عامة الناس في المناسبات واليوميات، حيث يقول النوري: إن "كل موسم له عباءته، وكل لون له جمهوره، فالعباءة في النهاية ليست مجرد لباس، بل هوية ورمز اجتماعي".
بين الماضي والحاضر.. مهنة تقاوم الاندثار
مع دخول الأقمشة المستوردة والأنسجة الصناعية، تغيّرت السوق، بعض العباءات اليوم تُصنع من أقمشة إنجليزية أو أفغانية أو حتى هندية، لكنها كما يوضح النوري: "لا تحمل نفس الروح ولا نفس الدفء الذي تمنحه العباءة العراقية المصنوعة يدوياً من الصوف أو الوبر".
ورغم المنافسة القاسية، ما يزال العديد يفضلون اقتناء العباءة التقليدية، خصوصاً في المناسبات الدينية والعشائرية، حيث ترمز العباءة إلى الاحترام والوقار، وفي النهاية، تبقى حكاية العباءة العربية أشبه بخيط ممتد عبر الزمن، يجمع الأجداد بالأحفاد، ويحمل في طياته تاريخاً من الصبر والفن والمهارة.
ويختم النوري، حديثه وهو ينظر إلى عباءة أنجزها لتوّه، قائلاً: إن "هذه المهنة باقية ما بقيت الروح العراقية.. فهي ليست مجرد قطعة قماش، بل قصة وطن تُخاط بخيوط الأصالة".
وتعد العباءة في العراق رمزاً ثقافياً وتراثياً عريقاً، يجمع بين البعد الاجتماعي والجمالي، حيث تتنوع أشكالها بين النسائية والرجالية، فالعباءة النسائية تمتاز بتعدد خاماتها وزخارفها، بما يعكس المكانة الاجتماعية والذوق الفني، فيما تُعرف العباءة الرجالية، أو ما يُسمى بـ "البشت" عربياً، بأصالتها وجودة صناعتها اليدوية، لاسيما في مدن مثل النجف التي اشتهرت عبر التاريخ بهذه الحرفة، وتتفرع العباءة الرجالية إلى أنواع عدة أبرزها "البشت النجفي" و"البشت الكردي"، ولكل منها طابعه الخاص ومكانته.
ورغم ما واجهته صناعة العباءة من تحديات نتيجة تدفق المستوردات وتغير أنماط الأزياء الحديثة، فإنها ما زالت تحظى بمكانة راسخة في المجتمع العراقي، باعتبارها رمزا للهيبة والوقار، وإرثا فنيا متجذرا في ذاكرة الأجيال.