https://sarabic.ae/20251217/بعد-15-عاما-على-اندلاعها-الثورة-التونسية-بين-المنجز-والمؤجل-1108278433.html
بعد 15 عاما على اندلاعها... الثورة التونسية بين المنجز والمؤجل
بعد 15 عاما على اندلاعها... الثورة التونسية بين المنجز والمؤجل
سبوتنيك عربي
يحيي التونسيون، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ15 لثورة "الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وأشعلت شرارة مطالب شعبية بالحرية والكرامة... 17.12.2025, سبوتنيك عربي
2025-12-17T17:38+0000
2025-12-17T17:38+0000
2025-12-17T17:38+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
تونس
أخبار تونس اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0c/11/1108279886_0:101:1080:709_1920x0_80_0_0_b50c45b57ca234d17e40b1f28ad00c55.jpg
وتزامنًا مع هذه المناسبة، انتظمت، اليوم الأربعاء، بشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة مسيرة داعمة لمسار 25 يوليو/تموز، ومساندة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، بمشاركة سياسيين، برلمانيين، ونشطاء في المجتمع المدني ومواطنين.ورفع المشاركون شعارات تطالب بمنع التدخل الأجنبي وحماية السيادة الوطنية، ومحاسبة من وصفوهم بـ"الخونة".ويتهم أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد حركة النهضة والأطرافَ السياسية التي تولت الحكم خلال العشرية التي أعقبت الثورة بالتفريط في مطالب التونسيين والانحراف عن شعاراتها الأساسية، معتبرين أن تلك المرحلة اتسمت بسوء التصرّف وتراكم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما استوجب، وفق رأيهم، إجراءات تصحيحية حاسمة جرى اعتمادها لاحقا في عهد الرئيس الحالي بهدف "استعادة الدولة" وتصويب المسار.في المقابل، ترى المعارضة التونسية أن الثورة لم تحقق أهدافها إلى اليوم، مؤكدة أن معالجة أخطاء الماضي لا يمكن أن تتم عبر تعطيل المؤسسات الدستورية على غرار مسار تركيز المحكمة الدستورية، بل من خلال حوار وطني شامل وإصلاحات ديمقراطية تضمن الفصل بين السلطات واحترام دولة القانون.ويأتي هذا الجدل السياسي المتواصل في سياق يتزامن مع إحياء التونسيين لذكرى السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول، وهو التاريخ الذي شكّل الشرارة الأولى للثورة التونسية سنة 2010، حين فجر احتراق محمد البوعزيزي احتجاجات شعبية واسعة ضد التهميش والبطالة والفساد.وقد مثّل هذا اليوم لحظة مفصلية في تاريخ البلاد، دشنت مسارا سياسيا واجتماعيا جديدا قوامه المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، قبل أن تتعقد مساراته وتتعثر آماله مع مرور السنوات.فرصة للتمسك بالسيادة الوطنيةوفي تصريح لـ"سبوتنيك"، اعتبر الأمين العام لمسار 25 يوليو، محمود بن مبروك، أن مرور خمسة عشر عاما على ثورة الحرية والكرامة يفرض، وفق تعبيره، الوقوف عند تجربة حكم حركة النهضة، التي "تم خلالها الاستيلاء على أحلام الشعب التونسي والانحراف عن أهداف الثورة".وفي المقابل، شدد المتحدث على أن فترة حكم الرئيس قيس سعيّد شهدت تحقيق عدد من المطالب الاجتماعية، مشيرا إلى المصادقة، مساء أمس على مشروع قانون لتشغيل من طالت بطالتهم، إلى جانب فتح باب الانتداب لفائدة الأساتذة النواب، واتخاذ إجراءات تتعلق بالإحاطة بالفئات الاجتماعية الهشة وإحداث صندوق لدعمها.وانتقد بن مبروك، في سياق متصل، مرحلة حكم المنظومة السابقة، معتبرا أنها تزامنت مع اغتيالات سياسية وتراجع شعارات الثورة، وعلى رأسها "شغل، حرية، كرامة وطنية"، فضلا عن الإضرار بالمقدرة الشرائية للمواطنين.كما أشار بن مبروك إلى أن بعض مواقف البرلمان الأوروبي بشأن ملف الحقوق والحريات تكشف، وفق رأيه، عن "نية واضحة لضرب مسار الحكم الحالي في أكثر من مناسبة.ويرى بن مبروك أن الحضور الجماهيري التلقائي في شارع الحبيب بورقيبة اليوم يمثل رسالة واضحة إلى المعارضة وكل من يعارض مسار الرئيس قيس سعيّد، على حدّ تعبيره.في ذكرى الثورة مطالب بإزالة التلوث في قابسوفي جنوب تونس، وتحديدا في محافظة قابس، تعالت الأصوات تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة لأزمة التلوّث الناجمة عن الوحدات الكيميائية، التي يقول الأهالي إنها تسببت في أضرار جسيمة على المستويين الصحي والبيئي.وأضاف أن "أهالي قابس من حقهم التمتع بالكرامة الوطنية وبمنوال تنموي عادل وهواء نظيف وعيش كريم".ويشار إلى أن المجمع الكيميائي بقابس أنشئ سنة 1969، في منطقة شط السلام، ويضمّ نحو 51 وحدة إنتاج صناعي كيميائي، تعنى بتحويل الفوسفات إلى مشتقات عدّة، من بينها الحامض الكبريتي والحامض الفسفوري الذي يحتوي على مادة الفوسفوجيبس.وقد تسببت انبعاثات هذا المجمع، خلال الفترة الأخيرة، في حالات اختناق في صفوف عدد من التلاميذ، ما دفع الأهالي إلى الخروج في مسيرات احتجاجية للمطالبة بوضع حدّ للغازات الملوِّثة وإنهاء معاناة متواصلة منذ عقود.ماذا تبقى من روح الثورة؟ومن جانبه أوضح المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن تجارب الحكم التي تعاقبت في تونس منذ ثورة الحرية والكرامة افتقرت، في مجملها، إلى التخطيط المحكم والرؤية الإستراتيجية القادرة على النهوض بالبلاد".واعتبر أن غياب هذه العناصر الجوهرية حال دون تحقيق الأهداف الكبرى التي رفعتها الثورة، وأبقى المسار الانتقالي مرتبكا رغم ما رافقه من تطلعات شعبية واسعة.وتساءل المتحدث عن ما تبقى من روح الثورة ومكتسباتها، في ظل شعور متزايد بأنها فقدت جانبا من عمقها وبعدها الفكري والروحي والاجتماعي، الذي منحها في السابق زخمها ومعناها.ويرى المحلل السياسي أن أهداف الثورة التونسية ما تزال تعيش واقعا معقدا، يتطلب إطلاق عملية شاملة تعيد تصويب المسار، وتستجيب لتطلعات التونسيين التي خرجوا من أجلها إلى الشوارع يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2010.
https://sarabic.ae/20250112/أحزاب-ومنظمات-تونسية-تدعو-إلى-التظاهر-في-ذكرى-الثورة-1096724244.html
https://sarabic.ae/20230114/تونس-المعارضة-تحتج-بالشارع-في-عيد-الثورة-1072261639.html
https://sarabic.ae/20221211/وفاة-أيقونة-الثورة-التونسية-صاحب-مقولة-هرمنا-1071102026.html
تونس
أخبار تونس اليوم
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0c/11/1108279886_0:0:1080:810_1920x0_80_0_0_4045cf10be2250e6cab56db3bcbad26d.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, أخبار تونس اليوم
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, أخبار تونس اليوم
بعد 15 عاما على اندلاعها... الثورة التونسية بين المنجز والمؤجل
مريم جمال
مراسلة "سبوتنيك" في تونس
حصري
يحيي التونسيون، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ15 لثورة "الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وأشعلت شرارة مطالب شعبية بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وتزامنًا مع هذه المناسبة، انتظمت، اليوم الأربعاء، بشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة مسيرة داعمة لمسار 25 يوليو/تموز، ومساندة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، بمشاركة سياسيين، برلمانيين، ونشطاء في المجتمع المدني ومواطنين.
ورفع المشاركون شعارات تطالب بمنع التدخل الأجنبي وحماية السيادة الوطنية، ومحاسبة من وصفوهم بـ"الخونة".
ويتهم أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد حركة النهضة والأطرافَ السياسية التي تولت الحكم خلال العشرية التي أعقبت الثورة بالتفريط في مطالب التونسيين والانحراف عن شعاراتها الأساسية، معتبرين أن تلك المرحلة اتسمت بسوء التصرّف وتراكم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما استوجب، وفق رأيهم، إجراءات تصحيحية حاسمة جرى اعتمادها لاحقا في عهد الرئيس الحالي بهدف "استعادة الدولة" وتصويب المسار.
في المقابل، ترى
المعارضة التونسية أن الثورة لم تحقق أهدافها إلى اليوم، مؤكدة أن معالجة أخطاء الماضي لا يمكن أن تتم عبر تعطيل المؤسسات الدستورية على غرار مسار تركيز المحكمة الدستورية، بل من خلال حوار وطني شامل وإصلاحات ديمقراطية تضمن الفصل بين السلطات واحترام دولة القانون.
ويأتي هذا الجدل السياسي المتواصل في سياق يتزامن مع إحياء التونسيين لذكرى السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول، وهو التاريخ الذي شكّل الشرارة الأولى للثورة التونسية سنة 2010، حين فجر احتراق محمد البوعزيزي احتجاجات شعبية واسعة ضد التهميش والبطالة والفساد.
وقد مثّل هذا اليوم لحظة مفصلية في تاريخ البلاد، دشنت مسارا سياسيا واجتماعيا جديدا قوامه المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، قبل أن تتعقد مساراته وتتعثر آماله مع مرور السنوات.
فرصة للتمسك بالسيادة الوطنية
وفي تصريح لـ"
سبوتنيك"، اعتبر الأمين العام لمسار 25 يوليو، محمود بن مبروك، أن مرور خمسة عشر عاما على ثورة الحرية والكرامة يفرض، وفق تعبيره، الوقوف عند تجربة حكم حركة النهضة، التي "تم خلالها الاستيلاء على أحلام الشعب التونسي والانحراف عن أهداف الثورة".
وأضاف بن مبروك أن مسيرة اليوم تأتي دعما لمسار الرئيس قيس سعيّد، ودفاعا عن السيادة الوطنية.
وفي المقابل، شدد المتحدث على أن فترة حكم الرئيس قيس سعيّد شهدت تحقيق عدد من المطالب الاجتماعية، مشيرا إلى المصادقة، مساء أمس على مشروع قانون لتشغيل من طالت بطالتهم، إلى جانب فتح باب الانتداب لفائدة الأساتذة النواب، واتخاذ إجراءات تتعلق بالإحاطة بالفئات الاجتماعية الهشة وإحداث صندوق لدعمها.
وانتقد بن مبروك، في سياق متصل، مرحلة حكم المنظومة السابقة، معتبرا أنها تزامنت مع اغتيالات سياسية وتراجع شعارات الثورة، وعلى رأسها "شغل، حرية، كرامة وطنية"، فضلا عن الإضرار بالمقدرة الشرائية للمواطنين.
وقال: "هناك أطراف ما تزال تسعى إلى إعادة البلاد إلى الوراء من خلال الدعوة إلى التظاهر، والاستقواء بالتمويل الأجنبي بهدف إسقاط حكم الرئيس الحالي، وهو ما اعتبره أمرا مستحيلا".
كما أشار بن مبروك إلى أن بعض مواقف البرلمان الأوروبي بشأن ملف الحقوق والحريات تكشف، وفق رأيه، عن "نية واضحة لضرب مسار الحكم الحالي في أكثر من مناسبة.
ويرى بن مبروك أن الحضور الجماهيري التلقائي في شارع الحبيب بورقيبة اليوم يمثل رسالة واضحة إلى المعارضة وكل من يعارض مسار الرئيس قيس سعيّد، على حدّ تعبيره.
في ذكرى الثورة مطالب بإزالة التلوث في قابس
وفي جنوب تونس، وتحديدا في محافظة قابس، تعالت الأصوات تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة لأزمة التلوّث الناجمة عن الوحدات الكيميائية، التي يقول الأهالي إنها تسببت في أضرار جسيمة على المستويين الصحي والبيئي.
وفي هذا السياق، أفاد الناشط البيئي خير الدين دبيبة، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أنه بعد مرور خمسة عشر عاما على الثورة ما تزال محافظة قابس تعيش أزمة بيئية بسبب التلوث، الذي عطل قطاعات حيوية على غرار السياحة والفلاحة والصيد البحري.
وأضاف أن "أهالي قابس من حقهم التمتع بالكرامة الوطنية وبمنوال تنموي عادل وهواء نظيف وعيش كريم".
ويشار إلى أن المجمع الكيميائي بقابس أنشئ سنة 1969، في منطقة شط السلام، ويضمّ نحو 51 وحدة إنتاج صناعي كيميائي، تعنى بتحويل الفوسفات إلى مشتقات عدّة، من بينها الحامض الكبريتي والحامض الفسفوري الذي يحتوي على مادة الفوسفوجيبس.
وقد تسببت انبعاثات هذا المجمع، خلال الفترة الأخيرة، في حالات اختناق في صفوف عدد من التلاميذ، ما دفع الأهالي إلى الخروج في مسيرات احتجاجية للمطالبة بوضع حدّ للغازات الملوِّثة وإنهاء معاناة متواصلة منذ عقود.

11 ديسمبر 2022, 20:10 GMT
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن تجارب الحكم التي تعاقبت في تونس منذ ثورة الحرية والكرامة افتقرت، في مجملها، إلى التخطيط المحكم والرؤية الإستراتيجية القادرة على النهوض بالبلاد".
واعتبر أن غياب هذه العناصر الجوهرية حال دون تحقيق الأهداف الكبرى التي رفعتها الثورة، وأبقى المسار الانتقالي مرتبكا رغم ما رافقه من تطلعات شعبية واسعة.
وقال الجورشي: "السنوات العشر التي تلت الثورة، والتي يصفها أنصار الرئيس قيس سعيد بـ"العشرية السوداء"، كانت بالفعل مرحلة مضطربة ومليئة بالأزمات السياسية والاقتصادية، غير أنها، في المقابل، شهدت جملة من المكاسب التي لا يمكن إنكارها على غرار التعددية الحزبية والإعلامية وهامش الحرية.
وتساءل المتحدث عن ما تبقى من روح الثورة ومكتسباتها، في ظل شعور متزايد بأنها فقدت جانبا من عمقها وبعدها الفكري والروحي والاجتماعي، الذي منحها في السابق زخمها ومعناها.
ويرى المحلل السياسي أن أهداف الثورة
التونسية ما تزال تعيش واقعا معقدا، يتطلب إطلاق عملية شاملة تعيد تصويب المسار، وتستجيب لتطلعات التونسيين التي خرجوا من أجلها إلى الشوارع يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2010.