وتطرّق عبد الهادي، في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، إلى السجال مع حركة "فتح"، موضحاً أنّه "جاء في ظروف مختلفة، والمرحلة تغيّرت اليوم بدليل الحوار الذي عُقد في كل من بكين وموسكو، حيث اتفقنا فيه على عدة نقاط أبرزها متابعة مجريات الحرب بموقف فلسطيني موحّد، والتعاون في مواجهة الجيش الاسرائيلي والحصار والإبادة لردع هذه المآسي عن شعبنا، والبدء بحوار والتمهيد لانتخابات المجلس التشريعي والرئاسي، إقامة برنامج وطني في ما يتعلّق بـ "منظّمة التحرير الفلسطينيّة"، آملاً أن "يتم تكريس كل ما اتُفق عليه من خلال اجتماع الأمناء العامين الذي سيُعقد بتاريخ 14 حزيران/ يونيو في الصين".
وعبّر عبد الهادي عن رفض "الحركة لاتفاق "أوسلو" ومندرجاته"، لافتاً إلى أنّه "سيتم التعامل بمرحلتين مع منظمة التحرير الفلسطينية، المرحلة الأولى إعادة بناء الميثاق الأساسي لهذا الاتفاق والذي ينص على الفلسطينيين بالكفاح المسلّح، أماّ المرحلة الثانية تتعلّق بالاستفادة لإعادة إحياء هذا الميثاق، ونريد أن تعود هذه المنظمة إلى ثوابتها".
وبيّن أن "التصريحات السابقة لأحد المسؤولين في "حماس" حول موضوع إلقاء السلاح كان القصد منها، حين تحرير كامل الأراضي الفلسطينية وليس فقط إقامة دولة فلسطينية إلى جوار الاحتلال"، مشيراً إلى أنّهم "حركة تحرر وطني ولن يلقوا سلاحهم إلا بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية وحينها سيكون هناك جيش ولا داعي لسلاح المقاومة وإنما سلاح الجيش الفلسطيني".
كما تحدّث عبد الهادي عن ملف الضفة الغربية، وصرّح بأنّ "الجميع يعرف الظروف التي تعيشها على الصعيد العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي، الأمر الذي كان يصعّب عمل المقاومة، ورغم ذلك نجحت المقاومة الفلسطينية في تطوير قدراتها بعد عملية "سيف القدس" حتى وصلت إلى مستوى جيّد شمال الضفة، لكنّ الجيش الإسرائيلي يدرك أهمية الضفة الاستراتيجية وهي تختلف عن غزّة خصوصاً في ما يتعلّقى بالبعد الديني اليهودي".
وفي ما يتعلّق بالمفاوضات، قال عبد الهادي إنها: "دائماً ما كانت تتعلق بالقضايا الخمس، أيّ وقف العدوان، عودة النازحين، الإغاثة، الإعمار، إضافة إلى صفقة جدّية مشرّفة"، نافيًا وجود أيّ مباحثات في ملف "قيادات حماس، وأن هذه التسريبات تأتي في إطار الضغط على الحركة.
وأكد رفض التفاوض حول إبعاد القادة، كاشفًا أن "كل الأوراق التي نوقشت داخل الحركة كان يُكتب في نهايتها الضامنون والوسطاء والإدارة الأمريكية وروسيا وتركيا ودول أخرى، لأننا نحتاج إلى ضمانات غير الولايات المتحدة الأمريكية".
وكانت حركة حماس أعلنت، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، عن سقوط أكثر من 35 ألف قتيل وأكثر من 79 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.
وعقب انتهاء الهدنة، تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023.