وأضاف في مقابلة خاصة مع مراسل "سبوتنيك"، على هامش أعمال قمة البحرين، أن ملف غزة كان حاضرا وبقوة، وكذلك الملف اللبناني في الشق السياسي وما يتعلق بالحرب على لبنان، والشق الاقتصادي، وكذلك أزمة النزوح وما تشكله من عوامل خطر.
وأكد أن الاجتماعات التحضرية وضعت ملف مواكبة الدول العربية للتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي على طاولة الزعماء، وتنمية الاقتصاديات وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، والاهتمام بالصناعة والصحة وغيرها من القطاعات.
وإلى نص الحوار..
كيف ترى أهمية قمة البحرين في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة؟
أوضحنا منذ اليوم الأول أهمية القمة العربية بمملكة البحرين، في هذا التوقيت الحساس، وهي مهمة جدًا، لأن عالمنا العربي يمر بظروف وضغوط وتحديات كبيرة، نتيجة الأجواء العالمية العامة الضاغطة التي تشكل اليوم خطرًا وجوديًا لمستقبل الأمة العربية، نتيجة الانهيارات والتدهورات الاقتصادية التي نشهدها في كل دول العالم، بعد جاحة كورونا ونتيجة الحروب.
وما أبرز ما تم التركيز عليه خلال اجتمعاتكم التحضرية للقمة العربية؟
أبرز ما ركزنا عليه في هذه القمة وأهم مخرجات القمة، يجب أن يكون تحصين العالم العربي اقتصاديا وسياسيا، وتحصين الشعوب والأجيال القادمة في العالم العربي من تداعيات كل الأزمات التي تتوالى في أوروبا والشرق الأوسط والدول العربية، فالعالم العربي ليس بمنأى أن يدفع ثمن هذه التداعيات وآخرها حرب غزة والحرب على لبنان.
لا نريد أن يدفع العالم العربي ثمن كل هذه الصراعات، لأن هناك مسؤولية دولية على كل المجتمع الدولي والإنساني أن يتحملها، وعلينا نحن في البيت العربي أن نحصن أنفسنا، ونرتب اقتصادنا ونعمل سويا كي نكون قوة واحدة ويد واحدة لحماية العالم العربي، وخلق مناخ استقرار لكل الأجيال القادمة.
وما هي الملفات المطروحة على طاولة زعماء العرب في قمة البحرين؟
لا شك أن ملف حرب غزة، خاصة في الشق السياسي من القمة، من أبرز الملفات التي تمت مناقشتها، ومن جانبنا نحن أكدنا وأصرينا أن الحرب في غزة وبلبنان تؤثر على الاقتصاد في لبنان، وتمتد تداعياتها على باقي الدول العربية المجاورة، ملف الحرب كان ملفا أساسيًا.
وماذا عن الشق الاقتصادي في القمة؟
الملف الاقتصادي في غاية الأهمية وقد ناقشنا الموضوع في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما فيما يتعلق بمواكبة العالم العربي للتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتطور الرقمي الذي يحصل في العالم، وتحصين دولنا العربية لمواكبة هذه المرحلة وأن تكون جزءا منها ولا تكون ضحية لها.
اقتصادات العالم تتحول إلى التكنولوجيا والعصر الرقمي، وكان من أبرز الأمور التي تمت مناقشتها في الشق الاقتصادي كقطاعات، قطاع التكنولوجيا، أما بالنسبة للسوق العربية المشتركة وباقي العلاقات مع الدول العربية، هي دائما محور أساسي في كل القمم العربية، وأكدنا عليها من جديد أنها ضرورية وأصبحت اليوم ملحة، ويجب علينا القيام بها بسرعة كي تكون كل الدول العربية موحدة، وسوق موحدة وتلعب دورا بارزا في وجه الاقتصادات الأخرى.
وما أبرز قرار تتوقع أن تشمله مخرجات القمة بحضور زعماء ورؤساء العالم العربي؟
أهم قرار تكلمنا عنه ونتمنى أن يكون مخرجا أساسيا من مخرجات القمة هو تحصين اقتصاداتنا من خلال التنوع الاقتصادي، والتي باشرت فيه عدد من الدول العربية بالفعل، والتنوع الاقتصادي معني به الابتعاد عن الاقتصادات التي تتكل على النفط والغاز، والتقدم أكثر في موضوع التكنولوجيا، في القطاع الصحي، في قطاع السياحة، التقدم في الصناعة والنمو وخلق فرص العمل.
إذا لم نواكب هذه الثورة العالمية الحاصلة خاصة في قطاع التكنولوجيا والقطاع السياحي والطبي، وكل الأمور المتقدمة، سيكون العالم العربي من الدول المتأخرة، وسيكلف هذا الموضوع أجيال العالم العربي ثمنا باهظًا، وهذا لا نريده، بل نريد أن نهيئ الأجواء لمواكبة باقي الأمم في كل أعمالها الاقتصادية وقطاعاتها الحيوية.
وسط الانشغال بغزة وفلسطين... ما أبرز الملفات التي تخص لبنان في قمة البحرين؟
الملف اللبناني لا يقل أهمية عن ملف غزة، حيث أطلقنا صرخة عالية جدا بأن لبنان يعاني من الحرب ومن تداعيات الحرب، كما يواجه مشاكل جمة وكبيرة في مقدمتها ملف النزوح السوري الذي يشكل اليوم مشكلة وجودية بالنسبة للبنان، وهو ملف لا يعالج بحلول جزئية ولا برمي المال على لبنان بل يحتاج لقرار دولي وتعاون دولي وعربي، لحل هذه الأزمة التي قد تتحول لكارثة ويتحول لبنان معها لبؤرة لجوء كبيرة فيها مشاكل اجتماعية واقتصادية، ستشكل ضرارا وتنعكس على كل الأمة العربية.
إلى أي مدى وصلت العلاقات الروسية اللبنانية؟
العلاقات الروسية اللبنانية مستقرة وقائمة، وهناك تبادل تجاري بين البلدين، على الرغم من بعض العقوبات الدولية، وعلى النطاق السياسي لا شك أن العلاقات تأثرت خلال السنوات الماضية لكنها قائمة، وجاري العمل على تطويرها.
أجرى المقابلة: وائل مجدي